رغبة مجنونة - جهاد قراعين
رغبة مجنونة - جهاد قراعين

معطف الحب / جهاد قراعيين

ما ورثت يوما معطفا يقيني الصدمات ، فأنا سمراء كالعندليب في صباي ، أطرب للموسيقى لكني طربت له وغثيثه، تنازعني دهشة الارتجاف فتمزقني، كأنني بت العاشقة المذبوحة ، الهمس ضالتي ومرساتي الوحيدة ، قفز قبالتي فاستدار عنقي ، لكنه سرج قلبي عناقا ، ونبضي هذيانا مع لجة الايام ، فجمعتنا الاقدار وكأن جسدينا خلقا في روح واحدة ، يهتز نبضي فيشعر هو الارتجاج، ألبسني معطف الحب فحملته في أيامي الباردة مستجدية دفئا في معطف روحة يوشوشني بهسهسة مبهمة رمادية اللون لا بياض فيها ولا سواد.

خطت الشمس خطوة خطوتين … ثلاثة ..عشرون توارت خلف الارض والليل مقمر ، انتظرته وأنا أسمع شدو العصافير الغافية على صدري ، أتسكع في دهاليز الوهم والواقع ،انبش الزمن لاكون صورة عنه ، أعزف كلماتي على اوتار النجوم التي تمتمت ورقدت في حضني الحنون فتصاعد النبض كأنه جنين في رحم عواطفي ، بقيت أتقصف منهكة بأقدامي المتعثرة ، ما الذي في خاطري ،لم أدنس سريرتي يوما ولَم ارد لها الاندثار مجانا .

تهافت حنيني على سطح الجبين في صدى عشق متيم مسافر في الوتين ، في حكاية ولدت بلحظات لتكون أهزوجة الوقت أرسخ خطواتها في قطرات شوق دائم السفر على قطار الايام ، هل أستعيد نبض جني ما توضأ يوما في صندوق صبري ، تناثر من مبسمه جندويل المذهب ، فكيف ألثم مكامن رهبتي ، أبحرت في بحره الساكن دون ميناء ، مسيغة له حيث لا يمكن تغيير تياراته حسب رغبتي .

في أول اللقاء كان هناك تشنجا غارقا بلهفة المعرفة ، صريحا دون التواء ، تعمقت تهم الاصغاء عندي كعادتي ، كانت مثقلة بالقلق المستيقظ داخلي وبأسلوبه الرقيق العذب جعلني أجتاز العقبات في تشتيت فكري ، أصبحت مرنة الى أبعد الحدود ، يناجي صمته قلبي اذا صمت ، وان تحدث انفضت بكارة ثغري .

ألقى علي وشاح الاحلام بسكينة وطمأنينة ، قبضت بقوة على مشاعر الخيال ، وبدأت أرقب ساعتي الرملية عبر دخان بركان متوهمة ومستجدية العطف الالهي ، أتساءل هل هو ناسك سيجفل مرقدي ولا انعتاق منه ، كان غديرا في عبابه ، لهب جنون زارني ، ففاضت أعماق روحي وتساقطت عبقا من غيوم سوداء طالتني وظللتني ، رماني بسهامه فتراخت أوتاري على عتبة كهفه ، تنازعت النبضات في الحنايا ، بدأ ينمو الحب في روحي العقيم ، فقطعت حبل صمته الطويل ، الصائم عن الكلام لثواني ، ونطق بقوله أنت سكينتي وطمأنينتي وهذا يكفيني ، فأنا أحبك بشوق وشغف ، دعينا نطفيء النار التي اشتعلت بيننا ، فما أنت الا دفء الروح والقلب والنفس والجسد ، دفء الحلم والامل والعزم والرضا، فأنت دفء ماتبق من العمر ، فأنت أميرتي وحارسي ، أنت توأم الروح الذي خلق من أجلي ، ضميني اليك فكلي ثقة أن مابيننا أكبر وأعمق وأنضج وأظنه الاجمل لاختلافنا وتمييزنا ، هكذا بدأت رحلتي في حب لا نهايه له فمنحته حصانتي ، وبقيت كفي قابضة على مظلته …جهاد قراعين ####20/11/2020

المزيد من اعمالها

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

ستنجلي الغيوم – مها حيدر

لم يكن مفاجئًا ، صوت الانفجار ولا الدخان ولا منظر سقوط الأبنية ، كان أبي يحضن اختي الصغيرة ذات العامين ودموعه تتساقط على لحيته وقد بللت ثيابه ، الخوف في عينيه على اخوتي بعد أن فقدنا امي قبل يومين أثناء سقوط الدار على رؤسنا بعد قصف شديد أحرق الأخضر واليابس ..

%d bloggers like this: