سفانه

إشراقة روح شعر :سفانة بنت ابن الشاطئ

يا بسمةَ الكونِ يا نِبراسَ رِفعتِهِ
للهِ قلبُكِ، أنتِ النورُ يا أمّي

هيَ الكمالُ، بحبلِ الصبرِ قد وثِقَتْ
والحِضنُ يخفِقُ بالتِّحنَانِ والضَّمِّ

نفائسُ الدينِ، في روضِ الأنا نبَتَتْ
بالعزِّ مرويَّةٌ .. والعلمُ كالوشْمِ

تُخَبِّئُ الحبَّ في أهدابِ مُقلَتِها
فتعكسُ العينُ أنوارًا كمَا النَجْمِ

آياتِ نورٍ تجَلَّى حبُّها بدمِي
تُغْني برفقَتِها عن معشرِ الظُلْمِ

يُرتَّلُ الصبرُ في أوداجِ خافِقِها
فيرفعُ العزمَ ..في أوتادِه عَزْمِي

وحين أجْنِي ثمارَ الفوزِ طازَجةً
فالأصلُ في الفوزِ منسوبٌ إلى أمّي

في لوحةِ العمرِ أنتِ الملتقَى أبدًا
في الأرضِ منبتُكِ، الأغصانُ كالوسْمِ

في كوثرِ الحرفِ قد عتّقتُ أوردتي
تحكي بصمتٍ، فَيروِي نبضُه همِّي

أودَعتُ حُبَّكِ في الألوانِ ترسُمُني
حتى رجَعْتِ سناءً بالأنا يهْمي

وكيف أطرقُ بابَ الصبرِ سيِّدتي
وأقرَبُ الناسِ قدْ غابوا مع الإسْمِ

رحلتِ..والروحُ تعلو عندَ بارئِها
لطهركِ .. الروحُ صارتْ بسمةَ الغيْمِ

منذُ ارتقيتِ.. تركتِ القلبَ في كمدٍ
آهُ الفُراقِ تُنادي أنّةَ الجِسْمِ

منْ ليلةِ الفقدِ أوجاعٌ تُطاردني
والعينُ تلمعُ بالدمعاتِ والغمِّ

طُلِّي بوجهكِ فالأوجاعُ ماطِرةٌ
والعقلُ يحكمُ بالإقرارِ كالخصْمِ

مشاهدُ الفقدِ في أدراجِ ذاكرتي
والقلبُ يخفِقُ بالأحزانِ واليُتْمِ

إذْ للأسى شُعلةٌ في القلب موقِدُها
والصبرُ يُطفئُها بالشعرِ والرسْمِ

رأيتُكِ الجَذرَ.. والأوراقُ راحلةٌ
كلُّ الفروعِ غدتْ برّاقةٌ كالنجْمِ

يا منبعَ الحبِّ أنتِ الآنَ في وطنٍ
من الجِنانِ، فكوني العطرَ يا أمي

وإذا صحوتُ رأيتُ الفقدَ يصفعُنِي
لتشرَبَ الروحُ أقداحًا من الهَمِّ

تأتي الحقيقةُ: لا خُلْدٌ لذي نفَسٍ
فالموتُ حقٌّ علينا ساعةَ الحَسْمِ

فيرحلون كأن الروحَ في وسنٍ
قد أبرقتْ لعيونِ الغيمِ في عزْمِ

أحبابُنا رحلوا..جذورُهم بقِيَتْ
أفنُانُها أثمرت جيلاً منَ الشِمِ

إن يرحلوا..في سنَا الذِكرى مَوَاطِنُهم
أطيافهم سطعتْ نورا مع العتْمِ

وكمْ لهمْ صورٌ باتتْ تُجالسُنا
أرواحُنا تلتقي في عالمِ الحُلْمِ

———–++++++———-
عنوان القصيدة :
العنوان مستوحى من اسم لوحة الفنان الفلسطيني الكبير نياز المشني والتي ستكون إن شاء الله غلافا لديواني الشعري الجديد للرثائيات وقد اقتبست عنوان الديوان من تصميم للفنان الكبير نياز المشني

العنوان :

رحلوا ..
كأن الروح ابرقت للغيم فتبسم

كل الشكر والتقدير للفنان الفلسطيني الكبير لإهدائي هذه الدرة النفيسة والمتمثلة بلوحة من لوحاته الباذخة والتي رسمها بريشته الساحرة في الذكرى السنوية الأولى لوفاة والدته ووالدتي رحمهما الله

About سفانة بنت ابن الشاطئ

Check Also

قراءة لقصيدة الحج لغزة للشاعر ماجد النصيرات – زكية خيرهم

لحج لغزة هذا العام يكفيكَ نصراً إذْ وقفتَ شُجاعا و ركبتَ موتاً للحياةِ شِراعا يكفيكَ نصراً في السمُوِّ مهابةً و بكَ الرجالُ سيقتدونَ تباعا

One comment

  1. رحمها الله ورحم والدتي وجميع أموات المسلمين… قصيدة اكثر من رائعه

%d bloggers like this: