حب يطرز خطواته -الحلقة الرابعة”الحياكة الهشة” / جهاد قراعين.

قبل أن تشرع رياح الحب بالهبوب ، أخيط حكاية نبض قلبي ، لتتوج خيوط حياكة الحكاية، فأترنح مصدوعة حول رصيف الحياكة الهشة ، لتصبب حبات عرقي بابرتي لالتقاط الخرزة الاولى .

أيها الرب ، شاكرة لك انك حررت مافي داخلي وحركت تياري الجارف ، فالحب والله وأقسم لا يمتلك ، بل يربى بالأحضان بحرية ، فالحب يطورنا ويتقدم بِنَا للأمام ، فنظرتي الى عمق العلاقة ، فأجنحة يمامتي لا تطير لمجرد الطيران ، كل ماعلي في دربي ان أحطم الأغلال بعقلانية .

أتعرف يا هذا أنني جاسوسة الأبراج المائية ، أعرف خباياك المتراكمة عنك ، وكأنك نرسيس عندما تنظر بمرآتك ، فتنبت على شفاهك أمامها لتقول أنا ثم أنا ثم أنا ومن بعدي أنت وكل نساء الارض .فما فتئت الا ان أكون السراج الذي يضيء النفق الضيق في حكايتك ، أقف على سلم الحياة وأصابعي تعزف على مزمارها بتأني ، هل لي موقع في قلبك !

أسافر معك في رحلة التغييرات حاملة حقيبة شكوكي التي تنتابني في شعوري المتواتر المتعمق في عتمة الطريق ، وقلبي على شفا تغيير مفاتيح صراعاته ، هل ستستوعب وتدرك ان الروح التي بداخلي عاشقة للفضاء ، تحب الطيران ورفرفة الحرية بأجنحتي ، ولا أضعني في قوالب جليدية ، أهشمها لأكون في قارب مفتوح على أمواج البحر وتياراته ، لأكون سهما يخترق كل الحواجز للعطاء، لا لأعاني من اسهم الالم وقسوة فراق ، ان عجزت روحي عن حمحت لقياك فلا ألجأ الى أقبية ذاكرتي والملم رفاتي من على أرصفة الأوجاع.

كيف أبدأ حكايتي دون ان تنهار جسور بلاغتي ، ام أنني سأبني أسوارًا من الشوق والحنين بين سطوري ، ام أنبش عن مقتنياتي من حروف أنثرها في شعري،أم أحكم على نفسي بالسجن المؤبد دون محاكمة ،ما نوع الجريمة التي سأرتكبها حين يمر طيفك في خاطري ، أأنزوي في ركن من واد سحيق للحديث معك ، فماضيك يشدك اليه بقوة ، متعلق بها أنت، وأحلامي باتت على أرصفة عينيك حين ترسي مراكب خطواتي يشدني خيط رفيع ، ويدك اليمنى تمتد لتحكم قبضتها على خناقي.

أشغلني عناق الزمن وأنا على حافة اللقاء وعقارب ساعتي خاليه من الثواني ، أتشرب خمرك المختمر من عين أنثى ملتهبة المشاعر ، شيطانة في حيويتها، وابتسامها مرتسمة على طرف شفتها.

يحيرني السؤال والتساؤل أنغوص في قعر كأس الحب عشقا ونتخطى الصعوبات التي تنظر الينا مشدوهة ومشدودة لهذياننا، أم مجرد مشاعرنا التي حملت آثار أقدام الأقدار ، فالاقدار تحرق الأنفاس وتلهب الروح لتحترق مرة واحدة ، وأنفاسي تحترق ألف مرة ، أم نخمد أنفاسنا ونترك أرواحنا مشتعلة ……يتبع

جهاد قراعين ####
20/1/2021 

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

ندامة الكسعي - مما اعجبني

ندامة الكسعي – مما اعجبني

استخدم العرب تشبيه "ندامة الكسعي" لوصف أسوأ حال يصل إليه المرء عند الندم، وتأتي القصة لرجل كان يرعى إبله في البر فرأى شجيرة يصلح خشبها للسهام فسقاه

%d bloggers like this: