بعد نزاع طويل انتهى كلُّ شيء وفارق الحياة ؛ أسلم الروح باريها .
ذلك الجسد الذي فعل الكثير أعطى ومنع ، صدق وكذب ، بنى وهدم .
عودة الروح .. فدوى خصاونة
عبدالرحمن ريماوي
15 دجنبر، 2019
اقلام
302 Views
بعد نزاع طويل انتهى كلُّ شيء وفارق الحياة ؛ أسلم الروح باريها .
ذلك الجسد الذي فعل الكثير أعطى ومنع ، صدق وكذب ، بنى وهدم .
ذلك الجسد الذي غضِبَ ورضيَ ، فرِحَ وحزن ، ذلك الجسد من لحم ودم ؛ عاد إلى سيرته الأولى إلى التراب .
ولكنَّها الروحُ من أمر الإله ، راقبتْ الروحُ الجسد وحملتْ النعش ، وألقتْ به إلى قبره ومستقرِّه ، وغادرت تلك الحفرة دون نظرة وداع ، ومع الزِّحام توجَّهتْ إلى بيت العزاء ؛ لتطمئن إلى الأرواح التي ألِفتها وأحبتها ؛ تريد أن تخلد إليها وتتحدث معها ؛ ولكن الكلُّ يبكي ويسرد الحزن ، وحكايا الفضل لذلك الجسد الجميل ، الكلُّ مشغول بالصراخ وبالعويل .
أمّا تلك الروح لا زالت بنفس المكان ، مع الجميع تأكل مما يأكلون وتشرب مما يشربون ؛ ولكنَّها محرَّرة طليقة من قيود الجسد ، ولم تعد مطالبة بالوقوف طويلاً ؛ أو النَّوم طويلاً .
لم تعد تلك الروح متمسِّكة بالجسد ، ولم تعد مطالبة بأن تبقى مقيدة لذلك الشخص بحركاته وسكناته ، وخيره وشرِّه .
لم تعد أسيرة لتواضعه وغروره .
تحرّرت الرُّوح من الظُّلم والقهر وأصبحتْ حرّة طليقة تحوم في كلِّ مكان ؛ تصعد وتهبط وكأنَّها طيرٌ فارق القفص ، وألقى أشرعته بالفضاء .
Like this:
Like Loading...
Related
Check Also
أدمنتـــــــكَ
__
إنّي قد أدمنتُكَ يا حبيبي
في صحوي ونومي
وفي كلِّ أفكاري
وهذا الإدمانُ لكِ قد بعثرَ أوراقي
وأحرقَ لي أجملَ كرومي وأخصبَها
وأطاحَ بالنّوم من عينيَّ