انت مدينة …سهير محمود

يخذلنا الوقت دائماً

تخذلنا الشوارع والأرصفة

ذلك الجسر وتلك اللافتة

والمارّين من هنا وهناك

 

تترهل الجباه حزناً

وتتشدق العيون أنهاراً

وتتعانق الأهداب على مائدة المساء

لتراقص الذكريات العالقة في جوف الروح

لماذا نُطلق لأنفسنا العنان في التعلّقِ بكل شيء ..؟!

لماذا لا نَلجم تلك المشاعر من بدايتها ..؟!

لا أريد أن أتعلّقَ

في مدينة

أو أشخاص

او حتى وردة نهايتها أن تذبل

فالروح لم تعد تحتمل الخذلان

والبعد والرحيل

لم تعد تحتمل شيء

هاتَ يدك قليلا وسِرّ معي

في بعضٍ مني

وانظر كم هو طريقي فارغ من دونك

كم هو مظلم من دون روحك

كم هو لا شيء من دون رحيقك

فالمدن يا رفيق الروح

نتعلق بها ونحبها أكثر من الحب

نعشقها ونهواها دون أن نختار فعل ذلك

وأنت كذلك

كالمدن كالجسور

كإشارات المرور

تتلاعب الألوان في قراراتك

وزحمة الطريق في رحيلك

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

نساء القبيلة 2 - أماني حموي

نساء القبيلة 2 – أماني حموي

نساء القبيلة 2 نعم... انا من يقفل باب القصيده السعيده.. بتنهيده.. وافتح باب الحزن على مصراعيه... ادوس الألم كما يدوسني... ولما لا اثقب السفينة.... هكذا ولدتني امي... ارضعتني من نهد العتب حد التعب.. دوما هناك ثقب ما... لم أكن يوما للبقاء سبب... لم أكن وتد..

4 تعليقات

  1. ما أجمل المساء
    إذ يتعطر بشهد قوافيك
    العذاب …..
    مساؤك أنوار الجمال

  2. لينا عصام أبوطه

    رائعة رائعة رائعة أيتها الشاعرة الجميلة سهير محمود ،، ابدعت باحساسك ووصفك ،، وفقك الله وللأعلى دائما

%d bloggers like this: