اللحظة الفاصلة..بقلم الشاعرة نسرين قباني

يا لتلك اللحظة الفاصلة بين الضوء والظلام تشدنا إلى التفكير في أعماق وجودنا… تأخذنا إلى فواصل حياتنا ونقف عند كل نقطة من ذاتنا ونسأل… ؟!!
نسال البحر العميق بأسراره عندما يبتلع قرص الشمس المضيء وينادي الليل ليسدل ستاره المظلم الطويل فيسرق يوما من عمرنا ويختلس خلسة مصباح الرجاء من صدورنا ويقتلع من جذورنا عروق الأماني ،إلا انها اصيلة متأصلة تأبى الإستسلام ،فتبقى عالقة متربصة في تراب الأمل الآتي تنتظر طلوع الفجر لتعود وتجمع أوصالها من جديد.
يا لتلك اللحظة اليتيمة التي تبث في نفوسنا الخشوع والدعاء، هي اشبه بوقفة حاسمة مع الخوف الذي يحمل معه غدا مجهول، يراقبنا بعدساته الغريبة وصمته المؤلم الذي يخرق قلوبنا من دون إذن.
فنعود بعد أن نودع يومنا…. نعود وننسج خيوط النور بإبرة الصمود العتيق ونواجه لحظة الغروب بأنسجة حيكت من حرير الصبر، تبشرنا بفجر ينعم بالسكينة والأمان، وليل يؤمن بمرارة دمع الأحداق وشروق يسطع من شمس الإيمان، وحب ينام على وسادة الهناء، فيصحو مبتسما لوجه السماء ببريق يشع حتى في الظلام ليقول:
أنا لا اخافك.
نسرين. قباني

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

عصفور ملون / منيرة شريح

فمهما كان قصده فقد أسعدني وذكرني بذلك الكم الهائل من الأمل

%d bloggers like this: