2- الموظف المغفل والشوفيرالمكار/سواليف قاضي معزول

هذول الشوفرية عشان همَّة دايما بسوقوا لوحدهم وما معهم حدا خاصة تبعين الشاحنات ، بحبوا الحكي والونس ، وهذا طبيعي ،عشان هيك ما بصدقوا وهو يطلع معهم واحد ، حتى يبلشوا معاه حكي ، ولأنهم ما بقعدوا مع الناس كثير حتى يوخذوا منهم أخبار، بصيروا يألفوا من روسهم ، وعلى قولهم الكذب ملح الرجال، مرة واحد من شوفيرية التركات ، جاي أبصر منين ، أشر له واحد في الطريق ، فما صدق فيها ، وقف وطلعه ، وعرف الشوفير أن إللي معاه موظف غلبان ، فما صدق ويلاقي واحد يسمع له ، صار الراجل يحكي عن الراتب التعبان والأولاد اللي بدهم مصاريف ، ومستوى دخل العمال في القصارة والدهان والتبليط ، بساوي أجرة الواحد قد أربع موظفين ، حتى صارت الناس ما تجوز بناتهم للموظفين وخاصة المعلمين ، لأنهم ما بيقدروا يصرفوا على عيالهم ، قال له الشوفير  ، كأنك مش موجود في البلد؟  أي في موظف بعتمد على راتبه؟ كل موظف بيشتغل شغلة ثانية بعد الدوام ،أنا كل يوم بعد يوم بروح مع موظف على الحسبة ، بيشتري سيارة خضرة ، وبروح معاه على الدكاكين ، ببيعهم مثل كعك العيد ، ما بستغرق معاه ساعة أو ساعتين ،بربح له ثلاثين أربعين دينار بعد الظهر  ، وبروّح ، وهذا أحسن له من ستين وظيفة ، انسجموا مع بعض ، أخذ عنوان الشوفير وراح لبيته ، لكنه ظل يفكر في مشروع شافه سهل كثير وممكن ، ما غمضت له جفن وهو يفكر ، قالت له مرته مالك قال لها ما في شي ، خاف إنها تخربط له تفكيره ، فما رضي يخبرها ، لأنه استراح للفكرة وشاف نتيجتها محققة تمام التمام .

ثاني يوم ثالث يوم راح يدور على الشوفير ، لكن ما بده يبين إنه بدور علية ، لكن الشوفير كمان عايز زبون يكسب من وراه ، فراح يدور عليه وما بده يبين إنه بدور عليه ، لكن الشوفير ربط له قدام الدايرة اللي هو موظف  فيها , وصار بمكنك في السيارة ، شافة من بعيد، تحرك لجهته ، إلتقوا مع بعض كانها صدفة ، كل واحد قال شو هالصدفة ، الشوفير قال له أنا رايح ع الحسبة شو رايك تروح معي  ؟ قال له شو المانع وركب معاه وراحوا ، وفي الطريق حكوا في المضوع ، وشافة موافق ، وصلوا الحسبة ، شاف رصات الصناديق ، وشاف السماسرة بسمسروا ، قال له اتفرج وفتح عينك ، صار يفكر شو بده يشتري تفطن إنه أمبارح دور على كوسا للحشي فما وجد ، فقال اشتري كوسا ، فهذا بنباع بسرعة ، لكنه تذكر إنه ما معه مصاري ، لكن الشوفير قال له هذي علي ، بتوقع شيك للمكتب وبعد ما تبيع الكوسايات  بتحط المصاري في البنك وبتوخذ ربحتك ، وهم بصرفوا الشيك، أعجبته الفكرة ، راح على رصة الكوسا ، وشوي… ، وإلا هو أكثر من عشرة عاوزين رصة الكوسى ، بدا المزاد وصار كل واحد يزايد على الثاني ، والشوفير يقول له زيد أحسن ما حدا يوخذها منك ، وظل يزيد حتى رست البيعة عليه والشوفير بيقول له والله رخيصه ، راح وقع شيك في مكتب السمسرة ، وحمَّل صناديق الكوسا في أترك الشوفير ، وطلعوا يدوروا على المطاعم ودكاكين الخضرة ، كان مبين على وجهه إنه مش صاحب كار، والسعر غالي جدا ، لأنه اشترى بسعر المفرق ، فكان أصحاب المحلات تقول له الله يجبر عنك ، فما باع إلا شوية ، شعر بالشربة إنها دارت في بطنة ، قال للشوفير وبعدين قال له ولا يهمك ، إن شاء الله بكرة بنبيعهم ، قال له ،شو بكرة ؟ بكرة لازم أروح ع الدوام…! ، قال له إذا بدك تروح ع الدوام بتنزل البضاعة عندك في البيت  ، وبكرة بعد ما تيجي للدوام  بنحملهم مرة ثانية ، وبنطلع نبيع الباقي ، فقال له خليهم في السيارة ، قال له بلكي إجاني طلب لنقل عفش بيت في الليل شو أعمل ؟ حس أنه تورط فقال محتجا ،ما عندي مكان يسعهم ، بيتي غرفة ومطبخ ، قال له طيب أنا شو بدي أساوي ؟ أنا يوميتي عشرين دينار تدفع لي بأظل معك ، رد عليه  وقال له وأنا شو بدي أربح ، قال له أي هي تجارتي وإلا تجارتك ؟ هو أنا شريكك ؟ قال وهو يصفق كف على كف ، يا خراب بيتي . قال له الشوفير ، اسمع ..لا تعيط لي ، أعطيني أجرتي عن اليوم، وبكرة بتدور لك على واحد غيري يبيع لك الكوسايات تبعك ، صاح مرة ثانية كأنه ضربه على وجع ، هو أنا معي مصاري ؟ قال له ما إنت بعت شوية ، أعطيني إياهم ، قال هذول بدنا نحطهم في البنك ، حط الشوفير إيديه على خصره وقال لا لآزم تدفعلي للأول ، فرد بقوة لا مش دافع لك ، راح الشوفير فاتح باب السيارة ، وقال وهو بشغل السيارة: ما بدك…ّ أنا ببيعها وبوخذ حقي .هون حس الزلمة إن الشوفير ورطة ورطة كبيرة، وإنه قاعد ببتز فيه ، شو يده يعمل مش قادر يقرر ، إذا بده يعطيه عشرين دينار في اليوم ، معناه أخذ الربحة ، هذا إذا في ربحة ، وإذا نزل له إياهم راح يخربوا  ، قام قال له طيب خليهم بالسيارة ، وبكرة بنبيعهم .

روَّح ع البيت ، لاقى مرته واولاده قلقانين ، هبت فيه تسألة وين كاين حتى نص الليل ؟ شو بده يقول لها ،مش محضر حجة ، قال لها كنت عند اصحابي ، ما صدقت ، فقالت له من وينتا عندك اصحاب ، قام نرفز وزعل ، فعرفت مرته إنه بده يعملها زعلة حتى ما يحكي قامت قصرت الشر، لكن الصبح قال لها بدي ذهباتك ، رأسا هبت فيه ، أكيد لعبت قمار ، وخسرت ، وبلشت تردح له ، وقالت له هساع طلقني ، فخرج بدري بدون فطور ، راح على السيارة ، نادى ع الشوفير إللي لساته نايم ، وطفشوا يبيعوا فما باعوا شي ، إلا بعد ما نزلوا سعرهم أكثر من النص لأنه البضاعة ذبلت وما إجا المغرب إلا وهو بايع معظم السيارة بخمسة وعشرين دينار ، والشوفير طلب أجرة يوم ونص ثلاثين دينار ، وما صدق وهو يخلص من الشوقير ،

روَّح ع البيت لقي مرته حردانه عند أهلها ،والاولاد جوعانين بدهم بتعشوا ، فراح جاب لهم صحن حمص ، وتندم ليش ما أخذ له كوسايتين  ، كان نفعوا عشا للأولاد ، لكن المرة ما سأل عنها لأنه خاف تنكد عليه بسؤلاتها اللي ما بتنتهي ، والردح إللي راح تردحله إياه .

ولما قام الصبح ما دري إنه نام الليل والا ما نام ، ما عرف أيش يفطّر الاولاد ولا كيف يمشط للبنات شعرهم ، أو يغسل لهم وجوهم ، وراح ع الوظيفة متأخر ، ولما دخل ع المدير استجوبة وخصم عليه يوم ، وقال له إنك مطلوب للشرطة  لأنك أعطيت شيك بدون رصيد ، قام قال يتندم ، ما أغباني ، الشغل المريِّح ما بربح  

Read more

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

ستنجلي الغيوم – مها حيدر

لم يكن مفاجئًا ، صوت الانفجار ولا الدخان ولا منظر سقوط الأبنية ، كان أبي يحضن اختي الصغيرة ذات العامين ودموعه تتساقط على لحيته وقد بللت ثيابه ، الخوف في عينيه على اخوتي بعد أن فقدنا امي قبل يومين أثناء سقوط الدار على رؤسنا بعد قصف شديد أحرق الأخضر واليابس ..

%d bloggers like this: