جريدة وإذاعة سقيفة المواسم الثقافية ثقافية ، اجتماعية ، فنية
تختلف حياتنا بإختلاف أقدارنا، وقد تعترض النفس البشرية أحيانا على أقدارها بعكس اتفاقها الكلي مع طريقة تفكيرها، فالجميع يرى نفسه على حق وأن تفكيره سليم مئة بالمئة وأنه أحسن التصرف في ذلك الموقف على أكمل وجه… بينما يعترض على الظروف والقدر أشد اعتراض…
قد يكون قدري أنني إنسان عاجز، بحاجة لمساعدة من الآخر والعجز يا رفاق هو أسوأ شعور قد يمر به الإنسان فما أصعب أن تحتاج لمن يطعمك ويساعدك على النوم ودخول الحمام وارتداء الملابس… ولكن بنهاية الأمر أنا مقر بعجزي نعم أنا احتاجك اليوم… أحتاجك بأتفه الأمور التي يراها غيري طبيعية جدا … أحتاجك و أشكرك جدا أنك تقوم بمساعدتي … لكن لي عندك قبل مساعدتي رجاء خاص … لا تنس يا عزيزي أنني بشر ، لا تتعامل معي وكأن مساعدتك مشكورا عليها هي مجرد واجب تود الخلاص منه …أنا أشعر و أتأثر بالكلمة ، فقد تقتلني كلمتك ، قد تجرحني نظرتك الغاضبة … وقد يصلني شعورك بالإستياء مني مجرد أن أراك … قد تراني عبئا عليك … بالمناسبة أنا أقر بذلك … أعلم جيدا أنك لست مجبورا على مساعدتي ولكن إن أردت مساعدتي فلا تمنن علي… لا تجعلني أكره قدري و ألعن حياتي … لا تجعلني أحسد غيري و أعترض على قدري … ساعدني بحب … أو ابتعد بحب … لا تستغل حاجتي إليك بأن تجعلني أتحمل كل ما يصدر منك … مقالتي هذه ليست استعطافا لأجعلك تساعدني … وليست أيضا وسيلة تسول كي تساعدني … فأنا لا أطلبك المساعدة بل أطلبك أن تقدمها برفق أو أن تعلن تخليك بكل جرأة ولين … عزيزي القارئ … كلنا في دوامة الحاجة لبعضنا البعض… اليوم أنت شاب قوي البنية …غدا أنت كهل تحتاج لمن يسقيك الماء …
اليوم أنت طفل بحاجة لمن يساعدك على ارتداء ملابسك…غدا أنت شاب تستطيع تسلق أعلى الجبال ، ما بين اليوم والغد … نكون نحن … تكون الإنسانية في أعلى قيمها ومعانيها …المساعدة بتقديمها أو طلبها لا تعني القوة أو الضعف … بل تعني استمرارية الحياة واختلاف ألوانها … حافظ على اللون الأبيض عند تقديمك المساعدة … لا تجعل من الأبيض نقاطا سوداء … فحينها يفقد الأبيض معناه…
اكمل القراءة
