يا قِبْلةَ الحَفْلِ ماذا قد يقولُ فمي / فوّاز عابدون

تحية للشاعر الكبير عمر أبو ريشة

في عام ١٩٧٥ م دُعيَ الشاعر الكبير للمشاركة وحضور مؤتمر ابن زيدون الذي عُقدَ في العاصمة المغربية الرباط وكانتْ فرصةً عظيمةً لي أن حظيتُ بلقاء الشاعر الكبير يوم اصطحبني والدي رحمه الله إلى مقرّ إقامته للترحيب به .
وقد أقام والدي حفلَ استقبالٍ رسميٍّ على شَرَفِهِ وأجازَ لي الترحيب بالشاعر الكبير بناءً على طلبي فأنشدتُ في حضرته وأمامَ الحضور القصيدة التالية :

يا قِبْلةَ الحَفْلِ ماذا قد يقولُ فمي
يا سيّدَ الطِرْسِ أمْ يا سيّدَ القلمِ

هاجَتْ حروفِيَ ترْحيباً فهَلْ عَرَفَتْ
غِنى القوافي لِقاءَ الشاعِرِ العَلَمِ ؟

كمْ بِتُّ أرْقُبُ يوماً فيكَ يجمعُني
حتّى التقينا بأرضِ المَغرِبِ الكَرَمِ

يا قِمَّةً في بروجِ الشّعْرِ عالِيَةً
تَزِلُّ عنها نُسورُ الجوِّ والقِمَمِ

جرَّدْتَ للشّعْرِ آياتِ البيانِ فلَمْ
تَقعُدْ عن المجدِ أو تنأى عنِ العِظَمِ

أنشأتَ في حَرَمِ الأبياتِ مدرَسَةً
عَفوَ البديهَةِ لمْ تَقعُدْ ولمْ تَقُمِ

ورُحْتَ تسْكُبُ من سِحْرِ البيانِ على
عُشَّاقِ شِعْرِكَ ما رَوَّيْتَ كُلّ ظَمي

كمْ قد شَرِبْنا وكمْ أسْكَرْتَنا طَرَباً
بالأمسِ يا رائداً للشّعْرِ والقِيَمِ

يا شاعِرَ الشّامِ والأبياتُ موحِيَةٌ
هلاّ عَذَرْتَ فمي إنْ خانَهُ قَلَمي

يا سيّدَ الشّعْرِ حَسْبي اليومَ مَعْذِرَةً
أنْ يَرْقُصَ الشّعْرُ في لُقياكَ فوقَ فمي

فما كان من الشاعر الكبير العظيم عمر أبو ريشة إلا أن وقف أمام الجميع بتواضعه الجمِّ مُصفقاً لي مباركاً هذا الفتى الذي لم يُكمِلْ بعد السابعة عشر من العمر وكان هذا الموقف عظيماً بالنسبة لي مازلتُ أزهو به إلى اليوم

الرباط في : ١٩٧٥/٧/٢٢ م
فوّاز عابدون

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

قمرية الإصباح - غالية ابوستة

قمرية الإصباح – غالية ابوستة

لنوارسي صدحت بشاطئ عزَّةِ بظلال صفصافٍ وعزف جداول - زيَّنت من ألق السناء دروبها فتألقتْ بالنورِ بين خمائلي

%d bloggers like this: