يوسف أحمد أبو ريدة

وأنت انقلبت على دم / يوسف أحمد أبو ريدة


عـــــلـــــى قــــــــــدْرِ حـــــبـــــي أنـــــــــا أزعـــــــــلُ
فـــعـــشـــقـــي لــــــثــــــوب الــــــوفـــــا يَــــــغْـــــزلُ

وقـــــــــد كـــــنــــتَ فــــــــي الـــعـــيــن إنــســانــهــا
وعــــــــــــــــــادَ الأخـــــــــيــــــــرَ بـــــــــــــــــك الأولُ

وقـــــــــــد كــــــنـــــتَ دون الــــــــــورى عــــالـــمـــي
فــــتــــبــــتَ، ورحــــــــــــت دمــــــــــــي تــــقــــتـــلُ

هــــــــنــــــــا الــــغــــربــــتــــان بــــقــــلــــبـــي ردى
وزهـــــــــــــر الــــقــــريــــض غــــــــــــدا يــــــذبــــــلُ

تـــنـــفـــســتُ عــــــطـــــرك عــــــنـــــد الــــصـــبـــاح
ونــــــــــــام عــــــلــــــى كــــتــــفــــي جــــــــــــدولُ

وأغــــــــــرق روحــــــي بفيــــــــــض الأســـــــــــى
وبــــاع دمـــــــي العاشــــــــــق الأكحــــــــــــــــــلُ

أتــــــبـــــخـــــس روحــــــــــــــــي تـــبـــاشـــيـــرهـــا
ولــــلــــبــــعــــد لــــلــــبــــعــــدِ تــــســـتـــســـهـــلُ

وكـــــــنــــــتُ قُــــبـــيـــلَـــك فــــــــــــي غــــــربــــــة
وهـــــــــــــا أنــــــــــــذا الــــغــــائــــبُ الـــمـــثـــقَـــلُ

ســـتـــبـــكــي الـــعــصــافــيــر مـــــــــــن حــــالـــنـــا
ويـــــرثـــــي لـــــمـــــا قـــــــــد جـــــــــرى بُـــلـــبـــلُ

ويــــــــــــــفـــــــــــــرح واشٍ لأخـــــــــبـــــــــارنـــــــــا
ويــــــرقــــــص فــــــــــــي فــــــرحــــــةٍ أهــــــبــــــلُ

ســنــبــقــى عــــلــــى الــــدهــــر فـــــــي غــــربـــة
وأنــــــــــــت بــــــهــــــا الــــظــــالــــم الأكــــــمــــــلُ

وإن تـــلـــقــنــي ســــــــــوف تــــلـــقـــى الـــــســــؤا
لَ غــــــريـــــبـــــا وثــــــــغــــــــريَ لا يــــــــســــــــألُ

ســـتــســعــى إلــــــــيّ بــــمــــا قــــــــد مــــضــــى
وتـــــحـــــســـــب أنّ دمـــــــــــــــي ســـــلـــــســــلُ

وســــــــــــوف تــــــرانــــــي غــــريــــبــــا هــــــنــــــا
أضـــــــــــــــــمّ جـــــــــراحــــــــي ولا أُعْــــــــــــــــوِلُ

أنــــــــــا قــــــــــد مـــنـــحــتُــك كــــــــــل الـــــوفـــــا
وفـــــــــــي مـــقـــلـــتــيّ الــــــهـــــوى الأجــــــــــزلُ

فــــــــعـــــــدت ك”مـــــــرســـــــي” وســـــجّـــــانــــه
لأنـــــــــــــي بـــــســــيــــط هـــــــنــــــا أقــــــتَــــــلُ

حــــكــــمــــتَ بــــــمــــــا يـــبـــتــغــيــه الــــــــــــذي
يــــــــــــرى أن مــــــــــــوت الــــنــــقــــا أفــــــضــــــلُ

وحــــاكــــمــــتَ قــــلــــبــــي بــــــمـــــا أذنــــــبـــــوا
أأنــــــــــــت بــــســــفــــكِ دمـــــــــــي أعـــــــــــدلُ؟

أراك انــــقــــلــــبـــتَ عــــــــلـــــــى خـــــافـــــقـــــي
وفــــــوّضــــــتَ مــــــــــــن لــــلــــوفـــا يــــســــحـــلُ

وألـــقـــيـــت فــــــــي الــــجــــبّ قــــلــــب فــــتــــى
صـــــــــدوقـــــــــا مــــــبــــــادئــــــه فــــــيــــــصـــــلُ

وهـــــــــا أنـــــــــت تـــــفــــرح إذ مــــــــات ظـــلـــمــا
ولـــــلَّــــحْــــد مــــــــــــن ســــجــــنــــه يُــــنــــقَــــلُ

كــــتـــابـــيـــن كـــــــنــــــا لأهـــــــــــــل الــــــوفــــــا
وهـــــــــا قـــــــــد مــــضــــى حـــكـــمــكَ الأثــــقــــلُ

هـــــنـــــا ثــــــــــورة الـــــحــــبّ قـــــــــد قـــــادهــــا
تَـــــنَـــــكُّــــرُ مَـــــــــــــن لـــــلــــهــــوى أوّلـــــــــــــوا

إلـــــــــى الــــمــــوتِ مــــــــن غــــيــــر حــــــــسّ ولا
جــــحــــافــــل تــــهــــتــــف قــــــــــــد: ضــــلّــــلــــوا

ســــيــــفــــرح قــــــــــــوم ويــــبــــكـــي الـــــــــــذي
تـــــخـــــيّـــــر حـــــــبـــــــا بــــــــــــــه يُـــــــعـــــــزَلُ

ويـــســـجـــنُ مـــــــــن غـــــيــــر مـــــــــا جـــنـــحــةٍ
وفــــــــــــي دمـــــــــــه الــــــحـــــزنُ والـــسُّـــنـــبــلُ

About سفانة بنت ابن الشاطئ

Check Also

جَحَافِلُ النَّزْوَةِ – الشاعرة خديجة بن عادل

عَلَى أَعْتَابِ ذَاكِرَتِي وَفِي سَبْرَاتِ الشِّتَاءِ لَبِسْتُ عَبَاءَةَ الوَجْدِ وَتَرَاتِيلَ مِنْ قَافِيَتِي انْتَظَرْتُ دِفْءَ شَمْعَةٍ

%d bloggers like this: