صفاء الطحاينة

من مواليد الزرقاء عام ١٩٧٦ حاصلة على دبلوم مجتمع صيدلة عام ١٩٩٦، وبكالوريوس اللغة الإنجليزية وأدابها عام ٢٠٠٠، وحصلت عام ٢٠٠٩ على الدبلوم العالي في الإدارة المدرسية.
بدأت الرسم أثناء رحلتها المدرسية .. لكنّها انقطعت عنه في مرحلة مبكرة لتتفرغ لكتابة القصص القصيرة والخواطر .. كان ذلك في العقد الثاني من عمرها .. وفي الثلاثين عادت إلى الرسم بعد أن أنهت مجموعتها القصصية الأولى التي لم ترَ النور بعد.
كان لوفاة والدِها أثرٌ كبيرٌ في مسارِ حياتها، مما أحاطها بهالةٍ من الحزن والأسى، وجعلها تتوقف عن الرسم والكتابة تماماً ..
وكرّست حياتها في هذه المرحلة للبيت والعمل وإكمال دراساتها العليا ..
لكن اقامتها للمعارض الفنية في المناسبات الوطنية، والمشاركة في المسابقات الأدبية، أثناء عملها كمعلمة، كان بمثابة شعرة معاوية التي أبقتها على تواصل غير مباشر بالرسم والكتابة ..
حتى عادت إلى ريشتها وألوانها أخيرا .. وبدأت ترسم بنهم في أواخر ٢٠١٦ .. لكنها أدركت أن مشوار الفن يحتاج إلى الكثير من الصبر والدقة، وأن الموهبة وحدها لا تكفي، لذلك أخذت تنهل المعلومات الفنية من مراكز الفن المختلفة لتطور موهبتها ولم تكتفي بمكان واحد أو أستاذ واحد.
“كنت أعتمد في الرسم على موهبتي فقط، لكن حضور المعارض الفنية ودراسة أعمال كبار الفنانين والفنانات والاستماع إلى نقدهم، وانتقادهم للوحات الأخرين المعروضة أمامي، جعلني ألحظ ماتفتقره لوحاتي من دقة، ولذلك قررت البدء من الصفر والعودة للشكل الكروي ودراسة الظل والنور”
كانت أول انطلاقة لها عام ٢٠١٧، حيث شاركت في العديد من المعارض الجماعية في مختلف محافظات المملكة.
حتى سُيّر إلى إقامة معرضها الشخصي الأول، الّذي أطلقت عليه مسمى”ذكريات” عام ٢٠١٨، في مركز الملك عبدالله الثقافي/الزرقاء، وفيه قالت: “كل لوحة تحمل بين خطوطها وألوانها العديد من الذكريات .. قد يكون معرضي الأول ولكنه حتماً ليس الأخير”
تنوعت أعمالها بين المدارس الفنية الواقعية والانطباعية والتجريدية ..
كما وأتقنت رسم البورتريه بخامتي الفحم والزيت .. وأبدعت في رسم الطبيعة مستخدمة خامة الأكريلك ..
وعن المدرسة المفضلة لدى الفنانة التشكيلة صفاء، تقول: “في داخلي فوضى وأفكار مبعثرة لايمكنني التعبير عنها بالواقعية، و ألملم ذاتي في لوحة انطباعية تعبيرية أحياناً أو تجريدية رمزية أحياناً أخرى .. أما الواقعية فهي الخطوة الأولى في مشوار كل فنان، ولابد منها للانطلاق بخطى ثابتة وصحيحة إلى المدارس الأخرى”
ارتبط فن الطحاينة ارتباطا وثيقا مع قصصها .. وكأن ريشتها تترجم الحروف التي يخُطها قلمها إلى ألوان .. وهي حديثة عهد في الانتقال من مرحلة الرسم المنقول عن لوحات الفنانين لتغذية بصرها إلى مرحلة الرسم بإحساس مقرون بقصصها وحكايا الأخرين، وبذلك تقول: “قلمي وريشتي في سباق دائم لترجمة مشاعري .. وكلما احتضنتْ أصابعي الريشة، ظلَّ قلمي في حالة تأهب .. وأضرب بنصائح البعض للتخلي عن أحدهما في سبيل الأخر عرض الحائط .. فقلمي وريشتي بمثابة الروح للجسد، لا يفترقان .. وبما أن لوحاتي أصبحت وليدة عقلي الباطن واللاوعي، فإنني أطمح لأن يكون فني خلاصة لتجاربي الحسية و الروحانية، حتى وإن لم تجد استحساناً لدى الكثيرين”
و من الجدير بالذكر أن الطحاينة قد رفعت الستار مؤخرا عن مجموعتها القصصية الأولى “مجرد فضفضة” .. حيث عرضتها على ناقد أدبي لتخرج بحلتها الأخيرة إلى دار النشر .. وعلى وشك الانتهاء من مجموعتها الثانية التي آثرت التكتم عن اسمها ..
“قد تكون مجرد فضفضة، لكنّي أسلط بها الضوء على واقع حقيقي وقضايا إجتماعية متنوعة، بأسلوبي الخاص والبسيط”
أما عن معرضها الشخصي الثاني، تقول: “لا أفكر متى أو أين سأقيمه، حيث ينصب تفكيري على نوعية اللوحات التي ستكون مرآة لفكري المتجدد و رؤاي التي آمل أن تأخذ حيزاً في واقع أرسم تبدلاته بمحاولاتي الحثيثة وألون أبعاده بتطلعاتي المستقبلية”
[١٢:٥٥، ٢٢/‏١١/‏٢٠١٩] صفاء الطحاينة:

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

ستنجلي الغيوم – مها حيدر

لم يكن مفاجئًا ، صوت الانفجار ولا الدخان ولا منظر سقوط الأبنية ، كان أبي يحضن اختي الصغيرة ذات العامين ودموعه تتساقط على لحيته وقد بللت ثيابه ، الخوف في عينيه على اخوتي بعد أن فقدنا امي قبل يومين أثناء سقوط الدار على رؤسنا بعد قصف شديد أحرق الأخضر واليابس ..

%d bloggers like this: