سعداء ولكن … بقلم : حنان القرعان



أحلامنا كبيرة وطموحاتنا أكبر، وفي رحلة سعينا نحو تحقيق ما نطمح إليه قد تواجهنا العديد من العقبات والمشكلات التي نحاول أن نتجاوزها كي نصل إلى الهدف، وكل ما نريده ونسعى إليه من بعد الوصول هو امتلاك السعادة.

نصل إلى ما نريده وقد ننصدم أننا لم نجد السعادة التي بحثنا عنها طويلا، لم تكن هذه هي السعادة المرجوة.. السعادة في نظرنا هي كالباب الذي ضاع مفتاحه فحاولنا أن نجرب جميع مفاتيح العالم كي نفتحه ولم نستطع، ولكن حقيقة الأمر أن الباب لم يكن مغلقا من الأساس ولم نكن بحاجة إلى أي مفتاح، إن ما علينا فعله هو أن نفتح الباب على مصراعيه ونستمتع بنسمات السعادة وأنواعها.

لن ننكر أن السعادة في هذه الحياة لن تكون مطلقة، لن تملك كل ما ترغب به بنفس الوقت.. فقد تحصل على شيء وتفقد الآخر.. فالسعادة المطلقة هي بالقرب من الله والفوز بجنته.

ولكن ماذا عن الدنيا؟ هل سنبقى تعساء طيلة حياتنا نتيجة اقرارنا بانعدام السعادة المطلقة؟ وهل سنبقى بصراع دائم مع قدرنا وعدم الرضا به؟ وهل ستبقى نظراتنا موجهة نحو ما يملكه غيرنا ونفتقده!!

بالتأكيد أن الحياة فيها العديد من المآسي والكثير من الصعوبات والمشاكل، لكن على الصعيد الآخر هناك أمور جميلة جدا يملكها أحدنا، اقترب عزيزي ودعنا نتاملهأ معا.. كيف هي ابتسامة أمك؟ وماذا عن ضحكة طفلك أو أخيك الصغير؟ أتذكر يا عزيزي تلك المفاجأة التي عملها لك أحدهم يوم ميلادك؟ وعن تلك الهدية التي جعلتك تبتسم؟ اتذكر ذلك الحوار الذي تمنيت أن يتوقف الزمن عنده؟ هل تتذكر يوم نتائجك في الثانوية العامة؟
ماذا عن اول يوم جامعي لك؟ وهل تتذكر فرحة التخرج؟ وأول يوم في العمل؟ وفرحة اول راتب؟ ماذا عن يوم زواجك؟ وماذا عندما نطق ابنك اسمك لأول مرة ؟ ماذا عن طعم القهوة برفقة من تحب بين أحضان الطبيعة؟ وماذا وماذا..؟؟
إن السعادة لم تكن يوما سوى بالتفاصيل البسيطة، استمتع بها ولا تقلق بشأن سعداء ولكن.. فكلمة لكن لا تنفي سعادتك ولكن تشير أن ثمة سعادة أخرى في طريقها إليك عليك أن تستقبلها جيدا.

About حنان القرعان

Check Also

أحلام وأوهام – حنان القرعان

أحلام وأوهام - حنان القرعان ما بين الحلم والواقع، وما بين الرضا والتخبط، والنجاح والفشل نكون نحن، ننشأ بأحلام وردية وقد نتفاجأ بأن ما نراه بعيدا

%d bloggers like this: