رغبة مجنونة - جهاد قراعين
رغبة مجنونة - جهاد قراعين

حب يطرز خطواته “الحلقه الاولى” / جهاد قراعيين

قلبي منذ سنوات صلب كصخر الصوان ، أحلامه ترقد بسلام في حضن غيمة، حتى الهواء من حولي جاف ، والحياة هشة عظامها تحتاج لعلاج دائم .

في لحظة أشعلت سيجارتي واكتويت باحتراقها ، كان الليل ينغمس في صحن الصمت وحوافه صماء، تساءلت كيف أتتك الجرأة تطلب مقابلتي دون معرفة سابقة ،كان هناك إصرارك يخيفني ،ومع ذلك سرحت بخيالي وكأنني أمام بحر وبدأت استنشق هوائه المالح واستمتع بأمواجه الهادئة تتدافع بنعومة الانثى وكأنني أجلس على الروشة ، ولكن نوبة من أرق اجتاحتني وأصابتني بالحمى ، أغلقت مداركي كلها لا شعوريا .

الوقت الان شتاء قاس ، أجلس على مقعدي قبالة مدفأتي لتمر مع لهيب نارها عينيك الداكنتين ، وضحتك العذبة المستفزة ، ومن عادتي أن أشعل الشموع في مبخرتي اعطرها بزيت الجاردينيا، لها ظلال تخفق مع كل زفير وشهيق يصدرعفويا مني ، بعد التقائنا ولا غير الاك ، أظنك مازلت تجهلني لماذا لا اترفق بك وأشعل شمعة لك لتذرف دمعها لأجلك ، أو ربما أكتب رسالة لك وأنا محمومة الأطراف لماذا لاأتخيل أن أصابعي تشابكت بأصابعك ، فالكورونا منتشرة أتراني أصبت بها أو أنها حمى مفتعلة ، لكن رعشاتها تسري في جسدي.

لا أؤمن بتناسخ الأرواح ، فكيف تكون معرفتي بك قديمة ، صورة ضبابية وكأنها ولدت في مغارة مليئة بعناكب تغزل خيوطها بمهارة راقية في جنح الظلام ، ألتواري عني حقيقتك ، أدفن رأسي بين كفيك وأتمنى البقاء بين ذراعيك ، تقبلني ، تقبل عنقي المرتجف بشغف ، أشعر وكأنني أحبك بجنون،أغمض عيناي لأبقي صورتك تعبر عبر رموشي متسللا دون أن أسمح لك ، تبتسم لي نجمة أرجوانية في السماء تليق بك .

جهاد قراعيين

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

ستنجلي الغيوم – مها حيدر

لم يكن مفاجئًا ، صوت الانفجار ولا الدخان ولا منظر سقوط الأبنية ، كان أبي يحضن اختي الصغيرة ذات العامين ودموعه تتساقط على لحيته وقد بللت ثيابه ، الخوف في عينيه على اخوتي بعد أن فقدنا امي قبل يومين أثناء سقوط الدار على رؤسنا بعد قصف شديد أحرق الأخضر واليابس ..

%d bloggers like this: