بحثا عن العنوان

عنوان المقال لا يشير إلى أي شيء ولا أقصد فيه تأويلا لأي أمر ، بل حقا أنني قضيت يومي وأنا أبحث عن عنوان مناسب كي أكتب مقالي الاسبوعي. وخطرت ببالي ألف فكرة وفكرة بل وسألت البعض عن أفكار مقترحة وفشلت نوعا ما بإيجاد عنوان يستحق الكتابة عنه .. كنت على وشك أن أسأل شخصا ما عن العنوان وقبل سماعي لاجابته أو حتى طرحي للسؤال بدأت بكتابة مقال يحمل نفس عنوان هذا المقال موضحا فكرة محددة ، ما أن وصلت منتصفه توقفت قليلا فمر الوقت ، اردت بعدها أن اعود لاكماله فلم أستطع .. وها انا الان استخدم نفس العنوان لأكتب شيئا جديدا مختلفا .. الساعة الان الواحدة واربعين دقيقة  بعد منتصف الليل ، قهوتي برفقتي .. القلم بحوزتي والصداع أنهكني لكنني مستمرة بالكتابة .. لطفا ، هناك سؤال يدق باب أفكاري .. ما الذي يدفعك للكتابة ؟؟
حقا لماذا أكتب ؟ 
 أقول إنني أكتب لأترجم أفكاري ومشاعري ، لأجعل حروفي البسيطة رسائل صادقة لكل قلب حزين وعقل منهمك بالتفكير ، فلطالما وصلتني رسائل عديدة أن حروفي تسعد الكثير من الناس ، ولن أنكر أنني فرحتُ بذلك ولكنها مسؤولية كبيرة يجب أن أكون على قدر كاف لحملها .. طارق آخر يزيد من صداعي يحمل سؤالا جديرا بالاجابة عنه .. حنان لماذا يهمنا العنوان دوما ؟ أو حتى نبحث عنه في كتاباتنا ؟ يا عزيزي في هذه الحياة لكل شيء عنوان .. مكان سكنك هو عنوانك ، اسمك عنوانك ، وظيفتك عنوانك ، صفاتك هي عنوانك فكل ما يدل عليك هو عنوانك .. فلماذا تبخل على الحروف أن يكون لها عنوانا !!
 نحن بحاجة ماسة للعنوان ، رغم أن العنوان قد يشير أحيانا إلى ما لا نقصده لكن للقارئ حق التأويل والتفكير كما يشاء ..
 والان ، ماذا عنك أيها القارئ ؟ ما عنوانك أو عنوان أحلامك وطموحاتك ؟ ما عنوان الخمس سنوات القادمة من عمرك ؟ ما العنوان الذي تندرج تحته علاقتك بذلك الشخص ؟ وما العنوان الذي تطمح إليه ليكون عنوان حياتك كمجمل ؟ فمتى ما أدركته حتما ستحصل عليه أو تصل إليه على أقل تقدير .. عليك أن تدرك عنوانك والا فابحث عنه جيدا .. 
 يبدو أن مقالي على وشك الانتهاء .. هل وصل المضمون الذي أردت إيصاله بالشكل الصحيح .. لا أعلم .. كل ما أدركه أن قهوتي تبتسم ، الصداع مستمر .. الساعة لم تتجاوز الثانية ليلا .. قلمي يعلن الانتصار .. أما أنا فما زلت أبحث عن العنوان !!

#حنان_القرعان
الخميس ٢٨\٣\\٢٠١٩