ابن الشاطئ في المكتبة الوطنية في الجزائر العاصمة ،”تقاذفته المدن وسكنته جيجل”..على لسان سفانة -1

وأعود أدراجي للذكرى عند محطة مؤلمة لكنها حقيقة لابد الاعتراف بها ، في أربعينية الوالد “الشاعر ابن الشاطئ” والتي أقيمت في المكتبة الوطنية تحت عنوان :ابن الشاطئ تقاذفته المدن وسكنته “جيجل” تلك المدينة الجزائرية الساحلية المطلة بهدوء على المتوسط تصافح رغم المسافات شواطئ اللاذقية السورية الساحرة بحلتها البيضاء وابتسامة صخورها المتدلية من جرف عالٍ باتجاه “كورنيشها الجنوبي” أو ربما حملت تلك الرسائل المفعمة بالحب للسفن العابرة فــــ  ترسو في مينائها بحبور،

و أعود للمناسبة ولم نشر عنها لنستجمع معا تلك اللحظات وتلك المشاعرالمختلطة  والمتأرجحة على أديم الفراق فتتهاطل المعاني تباعا وتحنو عند محراب المناسبة :

“ابن الشاطئ الشاعر الذي حافظ على فحولة الشعراء وأنجز وحده مدن الكلمات، البحر عندما تحتجزه الشواطئ وتمتص أمواجه الرمال لا يجد هناك من شيء الا شاعر تبناه الشاطئ وقيده في سجل ميلاده الخالد، هو ذا الشاعر الفلسطيني الذي أحبته الجزائر وأحبها وكانت وحدها الشبيهة بفلسطين في قامتها التاريخية، ابن الشاطئ في يوم الأربعين من رحيله استوقفت المكتبة الوطنية الجزائرية روحه الصاعدة واسترجعت معه

البدايات الأولى من قرية الجسير الواقعة بين مدينتي غزة والخليل ومنها إلى لبنان، سورية، القاهرة، ثم الجزائر سنة 1966 وكانت جيجل هي المدينةاحتضنت المكتبة الوطنية مساء أول أمس إحياء أربعينيات الشاعر الفلسطيني الجزائري ابن الشاطئ اسماعيل شتات حضرتها شخصيات ثقافية مع ممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية وسعادة سفير فلسطين في الجزائر ونجل الشاعر د.عدي شتات، والسيدة الأديبة الجزائرية زهور ونيسي،

والأستاذ الدكتور الأمين الزاوي المدير العام للمكتبة الوطنية جعل منها نصا أدبيا يرقى إلى النثر الفني بلغة شاعرية تحدث فيها عن الشاعر الفلسطيني ابن الشاطئ وأيضا عن الصحفي سهيل الخالدي وفي نبرة موسومة بالحزن حيث

قالد. الأمين الزاوي:

” اسماعيل شتات الشاعر الذي تبناه الشاطئ..الشاعر الذي لم يجد وطنا فتبناه الشاطئ، تبناه ليكون قريبا من البحر، بحر الشعر، بحر العودة إلى فلسطين، في الشتات كسائر الفلسطينين أوأكثرهم، مزق الروح في شتات الاسم وابتعاد البلاد، فجاءه الموت اذ خانته العودة فكان يتكلم ولم يسكت إلى أن أغلق قلبه وعلى عرش السماء جلس… وعندما طلبوا منه أن يسكت مات …”.

أما السفير الفلسطيني:

“فقد أشاد بمدينة جيجل التي احتضنت هذا الشاعر الفلسطيني أربعين عاما… وأضاف السفير أن ابن الشاطئ هو شاعرالجزائر ذلك الرجل الذي انتقل خلال النكبة وعاش بمدينة الخليل وتربى وترعرع على هموم شعبه… لقد كان عملاقا أديبا لم نفقده نحن الفلسطينين فقدته أمتنا العربية.”

أما السيدة زهور ونيسي وزيرة الثقافة :

“فقد أكدتابن الشاطئ كان عزيزا علينا وحبيبا لقلوبنا، وكان واحدا منا وناضل وساهم في بناء الجزائر وربى أجيالا ومثقفين… ولذلك أقول ابن الشاطئ في قلوبنا ما حيت فلسطين”

أما نجله د.عدي شتات فقد ألقى قصيدة في رثاء والده حملها فلذات الكلمات

 الحزينة الحائمة على الأرض الحالمة بغزة والخليل وأمانة العودة إلى الوطن.

ابن الشاطئ الذي أحييناه في أربعينيته ما يزال يهمس من خلال رهافة الأمواج رقيق القصائد ومن هديرها ثورة الكلمات، مازال حلما مفتوحا على العودة وقاربا أبيضا يأم جهة الشرق حيث يلقي بمرساته هناك، فالأطفال والشهداء وحقول الزيتون ينتظرونه، عودة فلسطين المهاجرة في جرحنا التاريخي والحضاري الباحثة عن مؤذن لصلاة العودة بعد أداء صلاة السفر.” أربعينية الشاعر الكبير ابن الشاطئ في المكتبة الوطنية في الجزائر العاصمة عام 2008

المزيد من اعمالها

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

الشاعر الكبير ابن الشاطئ وعلاقته الأزلية مع الجزائر /بقلم: سفانة بنت ابن الشاطئ

قبل البدء :رحلة دراسية شاقة تخلّلها نضال مستمر ضد العدو الذي جثم على صدر فلسطين …

%d bloggers like this: