وسط البلد … بقلم علا السردي


مروراً ( بوسط البلد ) و انتهاءً ( بوسط البلد ) … حيث كلنا ولدنا هناك ثم كلنا متنا هناك …..حتى جاءت ( عبدون ) و ولد فيها آخرون لا يزالون على قيد الحياة … كان الذهاب إلى سوق ( السكر ) متعة لا يدركها إلا من يحب ( حلاوة ) الوطن … و سوق ( البشارات ) كان العيد للفقراء …. و سوق ( الذهب ) للعرسان الحالمين … و سوق ( منكو ) لمن أراد أن يمشي على خطى من بايعوا الهاشميين من القلب و ( الجيبة ) و إلى تلة ( مادريانوس ) الشامخة … نلبي نداء المدرج الروماني .. لنشدوا عالياً عاش الأردن عزيزاً … و هكذا لا ينتهي الشجن ، لكنه يأخذ استراحةً قصيرة في ( البوليفارد ) … حيث الهيل في قهوتهم بلا رائحة وعصافيرهم مستوردة .. لا مكان للدوري إلا في قصائد درويش .. هكذا حدثني ( الجرسون ) …. لقد ذهبوا بهيبة العبدلي يا صديقي …
و أمضي إلى غربتي مجدداً … في جعبتي أقراص الجميد الكركي و قهوة ( العميد ) و مرض ( السكري ) .. حيث مرارة الفراق هي السبب و ليس ( لسوق السكر ) ذنبُ في هذا .
ثمة ( بسطات ) على جنبات القلب … أشتروا منها الذكريات ، كلما أرقكم الحنين ..
لا تتركوا وسط البلد وحيداً ….ولا تغركم عبدون ( فكلها عمليات تجميل ) .

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

عصفور ملون / منيرة شريح

فمهما كان قصده فقد أسعدني وذكرني بذلك الكم الهائل من الأمل

%d bloggers like this: