مواساة دمعة -دلال حداد

مواساة دمعة -دلال حداد

مواساة دمعة .. دلال حداد

من أكبر وأعظم مصادر الألم في هذه الحياة هي الخسارة، إذ يمكننا أن نخسر عملنا ، صحتنا، مالنا ، أصدقاءنا ، سمعتنا أو أحد أفراد أسرتنا . ودائمًا تكون ردّة فعلنا تجاهها إمّا الخوف أو الحزن .

الخوف بحدّ ذاته سيّئ لأنّه يسير بنا في وادٍ من الظّلال قد يكون ظلّ الاكتئاب أو ظلّ اليأس والإحباط . أمّا الحزن فهو السّبيل الذي من خلاله نتخطّى المراحل الانتقالية في الحياة؛ في الواقع إن لم نذق مرارة الحزن لن نشعر بطعم الفرح ولذّته في الحياة .

وفي كلتَي الحالتين ،الخوف والحزن ، تبرز الدّموع كنوعٍ من المواساة لنا ، فبينما يكون جسدنا متوجّعًا والحزن يَعضُ قلوبنا ، تغرورق عيوننا ، لا ضعفًا منا بل لأنّ الدموع مرتبطة بالمشاعر والوجدان والأحاسيس العميقة ، وعندما تلتهب المشاعر الدّفينة وتتوجّع جدران القلب الحزين تذرف العيون لآلئ الرّثاء القلبي الصادق فتسيل على وجناتنا في صمتٍ لتكون بلسمًا يطفئ حرقة قلوبنا وأوجاع أجسادنا . وهنا ، أودّ أن أشير إلى دموع المحبّين التي تشاركنا الأحزان بسبب فراق أحد أفراد الأسرة ، وما لها من تأثير قويّ لأنّها نوع من المسكّنات التي لم تكتشفها أعظم شركات الدواء بعد. إنّها أمبولات من التّعزية والمواساة تنعش أرواحنا وتبلسم جراحنا. لا أعرف تعليلها الطبي ولا كيفية تفسيرها رغم أني اختبرتها يوم رحيل والدي ، لكنّها شفت جسدي وقلبي معًا.

ليتنا نتعلّم أن نشارك المتألّمين بما هو ثمين وعزيز ، فنتعلّم كيف نبكي من قلوبنا مع الباكين وكيف نذرف دموع الفرح مع الفرحين لأنّ الدموع وحدها تبلسم جرح الخسارة وألم الفراق . دلال حداد في ٢٠١٩/٨/١٠

المزيد من اعمالها

 
—–
 
إذاعة سقيفة المواسم الألكترونية 

About abdulrahman alrimawi_wp

Check Also

عصفور ملون / منيرة شريح

فمهما كان قصده فقد أسعدني وذكرني بذلك الكم الهائل من الأمل

%d bloggers like this: