لو انك جارُنا … انعام القرشي

اشتقت لك جارنا، هذا المطر والبرد، حال دون ان اراك منذ مدة طويلة، لذلك احب أن تطمئن 😂 لقد عدت…!
اهم بالمغادرة لشراء بعض الأشياء، لكنني اشعر بالدفء ولا رغبة لي بترك المكان او ازعاج نفسي، وأنا افكر..! خطر لي أن اقف خلف الشباك انظر بإتجاه الكراج واترقب صوت موتور سيارتك،
وحين تأكدت انك موجود..؟
قفزت فوق درجات السلم حتى وصلت باب الكراج قبل ان تغادر، تفاجأت بي خلف السيارة، ضربت بريك وتزحلقت السيارة وخُدشت خدشاً بسيطا من حافة السور،
فتحت كفي والصقته على الشباك كالأطفال ورسمت اصابعي ، فتحت الباب مذهولا:
– يا صباح يا فتاح خير يا جارتنا شو في ؟
ابتسمت وقلت : ” كنت راح تدعسني” بس الحمدلله لحقت بك قبل ان تخرج ” بئدر اطلب منك طلب؟”
– تفضلي بس بسرعه تأخرت..
– بدي اغلبك، مزاجي اليوم ” مو رايق للشوبنج” ، اذا ممكن وانت راجع من الشغل تجيبلي هل غرض؟؟
تبسمت ، ومددت يدك من الشباك
أخرجت له قائمة الأشياء مكتوبة على ورقة مطوية بترتيب،
صُعقت و فتحت الورقة الملفوفة، فتدحرج على طولها وكشفت عن قائمة الأغراض المحشوة،
– “بأستنكار” ، لكنني سوف اتأخر للمساء اليوم بالذات..!
– لا عليك جار هذه الأغراض ليوم الجمعه على راحتك..!
هل اعطيك فلوس الآن ام حين تعود؟
– “مقطب الجبين” بسيطة، سنتحاسب لاحقاً ..!
– شكراً جار، لقد اثبت ان الجار قبل الدار
– انا راحل ع الصيف إن شاءالله

“طبعاً لا علاقة لي برحيله فربما سقف منزله يدلف في الشتاء ، سأتغاضى عما قاله واتابع” : بس لو سمحت جارنا ركّزلي ع العروض عليها خصم…!

سمعت تشحيطاً لعجلات سيارته التي اختفت بسرعة دون ان يُسلم علي :
عدت للبيت وانا اتمتم لنفسي: “شكله زعل جارنا “
فففففففففففففففففف
لو انك جارنا…! هل ستغضب؟
لا اظن ، وستترك لي كاسة من الشاي تشبه دم الأرنب على حافة السور، لتوقف شعور اللامبالاة الذي اكنه تجاه هذا العالم الفارغ المجدب،
و لدعوتني للتسوق في “كارفور والا بلاش كارفور فقد اكتشفوا فيه قنبله ذرية، اقصد مصاب كورونا”
وسنذهب الى مكان آخر لنتسوق ، نقف عند كل رف لتحكي لي قصصاً قديمة، لا بد ان يكون فيما بيننا وبين المشتريات علاقة ذهنية..! هكذا توضح لي كل مرة..!
وعند ثلاجات اللبن تسألني : اي شركة تفضلين طعم لبنها، حامض؟ حلو؟ دايت؟ عادي؟
نقلب رفوف الشيبس، وتسرد لي كيف اشتريت لأصدقاء المراهقة الشيبس ابو خمسة قروش، بعد ان خسرت بلعبة الفطبول، ويتلبسني الضحك و الناس تنظر الينا، وننسى العربة، وتسير لوحدها فتصطدم بأكياس المعكرونة المرصوصة بأناقة، فتتفجر كأفلام الكرتون وتملأ الأرض،
يركض المراقب ليستطلع الخبر بعد ان شاهدنا على شاشة المراقبة، واخذ ينادي في الميكرفون على موظف الخدمات للإسراع بالحضور للقسم رقم 5،
حينها شعرت بشغف كبير كي امسك الميكرفون واتكلم من خلاله، فقد ادهشني وضوح صوته، لكنني اشعر بالحرج، واحاول ان الملم بعضا مما سقط على الأرض، لكنك تنهاني عن هذا الفعل:
“هادا شغلهم” نحن زبائن…!
ويمضي الوقت دون ان نلحظه، تحمل الأكياس وتضعها في السيارة وتسألني :
– ناقصك شي كمان؟؟ وانت تسبّل عيونك الجميلة
– مممممم… آه… نسيت “تشتريلي” الدبدوب الأحمر…

Read more

المزيد من اعمالها 

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

ستنجلي الغيوم – مها حيدر

لم يكن مفاجئًا ، صوت الانفجار ولا الدخان ولا منظر سقوط الأبنية ، كان أبي يحضن اختي الصغيرة ذات العامين ودموعه تتساقط على لحيته وقد بللت ثيابه ، الخوف في عينيه على اخوتي بعد أن فقدنا امي قبل يومين أثناء سقوط الدار على رؤسنا بعد قصف شديد أحرق الأخضر واليابس ..

%d bloggers like this: