لحظة الصفر عانقته .. جهاد قراعين

تاهت في غربة الشوارع الخلفية المنسية ، مفترسة سعادة في حب بوجع قلب ، ارتطمت بشجن نافذة تسدل ستائر لهب نبض ، احترقت بلهاث لحظة ارتقاب ، لحظة انبلاج فجر جديد تغاضت عن تجاذبات الماضي اللئيم ساعة فقد ، أشعلت لفافة حب حتى استرخت خواطرها على مسرح الذكرى تنكش الاوجاع الماضية ، غاصت في غياهب الايام الحالكة ،مسحتها بدمعة جانحة ،رسمت صورا في قيقعان قاعة السماء المكفهرة ، تساقطت الأمطار وبالا على محنتها ويأسها وألمها ، فإذا بها بليل غريب مغبش بالرماد والعثرات ، طريقها مليئة بالعثرات ، شوارع ليلها فارغة الا من عسعسة في ازقة ودهاليز عمرها ، تائهة تارة مع تائهين من العشاق ، وتارة تقضي لحظات الحب بخلفية ظلمات الروح ، تنهد فنحان قهوة في يدها ، الحب لها مورفين حياة ، لم تفقد يوما الأحلام العسجدية على قارب فراق أضنى الحب في خوالجها ، وفجأة لفحت روحها مغامرة الاتكاء على عكاز ساعة عشق فرت منها ، الطريق ورع متكدس بالخيبات والشجن مازالت مسلوبة الإرادة تعيش بأصفاد الحب الباقي منثورا بثنايا روحها ،رغم شحوب وجهها ما هابت يوما مايولد خلف عباب السماء كأنها عباءتها من زبد البحر تتدثر بها في شواطيء النسيان ، تتألم بصمت رهيب بعيدا عن حديث أمكنة اللقاء ، هنا في مقاهي المدينة رسمت اسمه على غيمة سماء ضيقت زواياها الى زاوية واحدة حادة ، سكنت اليها ، والوهم أسراب في دهاليزها ، تمزقت أشرعة مراكبها قبل الابحار والنجوم بانتظار ، انتفضت روحها العطشى لحب كان بطهر مريم البتول ،كأي امرأة تختزل في داخلها حنين متوقد في لحظة ما ، لم تهجرها الأحلام خبأتها في طبول ندى الفجر ودمعتها على حافة الهدب تجمدت ذات جريان من علو صنين ،لتسقط بانحدار في بحر الحب فالتقطها في احضانه ، تلقفها بلهفة دموع مبتسمة في ساعة وجد ، سرت في شرايينها دماء الحب استيقظت في صحوة قلب ، سكنت روحه وتنفست رئتاها انفاسه اللاهثة ، عزفت الحان العشق معزوفة حب الروح للروح ، والقلب يحاكيها والعقل على رف اثير الهمس ، ناجته بكل اسرار الحب ومكنوناته ، عاشت لحظات صرخة اهات قلبها ، تلاطمت امواج روحها المتلهفة للقاء ، هي امرأة الجيتار وأوتاره لم تعطي ألحانها الا لمن اتقن العزف على اوتار قلبها ، حتى جاءت لحظة الصفر ،لم تعاتبه التقته وارتطمت دون تفكير والقلب شارد منها عانقته واشتمت رائحة عطره طوقت عنقه بكل حب ، بآهات الشجن والوجد ، حتى تاها في دروب غرفة الليل تعانقت الأكف وتراقصا حول وقود الشوق …

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

عصفور ملون / منيرة شريح

فمهما كان قصده فقد أسعدني وذكرني بذلك الكم الهائل من الأمل

%d bloggers like this: