لا تبك امام من أحببت/جهاد قراعين

لا تبك امام من أحببت …كان الرد

مع طلوع شمس يوم ما ، وزقزقة العصافير تداعب دقات قلبي ، هاتفته وتواعدنا ان نلتقي في قهوة تقبع في سفح الجبل قبالتي ، ارتديت ملابسي الرياضية وعقدت العزم ان اسلك طريقي اليه سيرًا على الاقدام لالتقيه هناك ، كالمعتاد طلبنا قهوتنا التي اعتدنا ، وبدأت أرتشفها مع حديثه المعسول وهو يضم ذراعيه الى صدره ، ويسيل لعابي من عذب حديثه ، ولكنني كنت رابطة الجأش متغلبة على عواطفي التي لم تظهر مكنونات مابي ، فلا أشعرته انني أحببته ، وفِي نهاية الحديث وقبل أن نغادر عرض علي ان نلتقي في حفلة عند احد أصدقائه ، حركت عيناي باستغراب ولكنني لم أعترض على الحضور ، التقينا ثانية هناك وكانت الحفلة صاخبة من موسيقى ورقص وما لذ وطاب من الطعام ، وفِي وقت ما نظرت حولي لابادله الحديث لم أجده ،فإذا به يراقص صديقة لي كنت اعتبرها كأخت لي ، كاد الضجيج يصيبني في أحشاء فرحتي ، فما نطقت حرفًا وكأن الفرح يغادرني ، وغادرت أجر أذيال خيبتي وخطواتي متثاقلة دامعة الأحداق ، فقلبي مرهف رقيق المشاعر لم يحتمل ، وعندما وصلت مخدعي أشعلت شموعي لفرح بعيد قادم ، وفِي نعاس متأخر داهمني غفوت وأنا أرسم أحلامي معه ، وفِي صحوتي في اليوم التالي أسرعت في تحضير قهوتي ،ذرفت دمعتين في ركوتي واحتفظت بالبقية لأغسل بها فنجاني قبل أن أرتشف قهوتي ، وجوالي بين كفي مترددة بالاتصال به ولم افعل انتظرت يوم اثنان عشرة ولَم يتصل ، فإذا بصديقتي تهاتفني لتقول لي ان خطبتها تمت على صديقي ، في بداية الامر صعقت واندهشت ولكنني كتمت أحزاني ، فقلبي رهيف جبان لا يقوى على شهيق أنين يمزقني من الداخل ، يا لطعنة خنجرحهم في الظهر كم آلمتني ، كتمت غيظي وندب جرحي يأخذ مني متعة الحياة .

في لحظة فجور في داخلي قلت :- سادفن كل من أحببت وستكون نعوشهم دون أسماء دون ضريح ودون شاهد ، واتخذت قراري ان لا أثق عمن يمرون في حياتي كمرور طيف بلا ألوان ، ففي بحر الحياه لابد أن نقابل الطيب والخبيث والمتلون فالكثير منهم كالوباء يؤذي ولا يكترث، فرصيفي مازال يكسوه اللون الرمادي ، فقلت بنفسي كنت أريد أن يكون أول من أضمه ، وأبكي ساعة حزني وفرحي على كتفه ، ومرت الايام فالتقيت من يشعل براكيني النائمة ، ومن سأراقصه دون آثار خدوش كإناء البلور أنا لا أحتمل الخدوش ، لكن قسوة مامررت به جعلتني متأنيه بعد قتل أحلامي ، اما بداية ربيع أوراق وردي الجوري وسأجد براعم أزرارها تنمو وتتفتح ورداتها وتهدينا حبًا وقطرات مشاعر لندفن آهات حزن مضى وتمتص الآلام ، وأغلق نهايات السطور ولتصمت أبجديات رواياتي ، فلا أريد أن أصل الى نهاية روايتي هذه، سأحمل أوتاري قريبا لأوشوشه بأجمل الأهازيج ، وسألف الشوارع وأبيع تمائم الهوى والعشق، وأحمل خرزات المسابح وأعود طفلة غجرية نقية القلب تجوب المقاهي ، فلا ازيدني وجعا، وليصدح تفاؤلي لأكتبه شعرًا على براعم ربيع قادم ، سأسير على حواف بحر الحياة وأكون موجة مِن موجاتها ، وفِي تنوري سأخبر سنابل قمح طحنته وعجنته من طعنة أحبابي ، فيا حبيبي سأرتق معك جيوبا تمزقت من فراق ، وسنضم معًا فجرا وتناهيد نداه، أما شمسنا ستشق الدروب بتراتيلها السماوية، وستزين عناقيد زهر الياسمين جيد العذراوات ، ارشقني بزخة عطر ، بشمة نرجس، لنقطف بريق العينين ، وعلى كفي سأرسم الحناء ، سأدق طبول الغازية فهي ليست كأية طبول ، سأحمل ربابتي بوتر واحد لينام العشاق على أنغام حب انتظرني ، وعلى زنده سأراقب من يتحرش بأزهاري ، ويحاول خداعي ، وأنين ريح مزمجرا لن تزيد فراغي ، لانتفض بكل جوارحي وأقول لحبيبي بعثرني بين يديك ، فأنوثتي الطازجة تكفي كل نساء الارض . لذا احبابي سيبقون يسكنون الروح والقلب بينما من احببت ورحلوا لن ابكيهم يوما .

جهاد قراعين ###
26/3/2020

 

أكمل القراءة

المزيد من اعمالها 

الخروج الى مدونة الاردن

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

عصفور ملون / منيرة شريح

فمهما كان قصده فقد أسعدني وذكرني بذلك الكم الهائل من الأمل

%d bloggers like this: