قبسٌ من مسيرةِ النُّور

قبسٌ من مسيرةِ النُّور شعر – فوزية شاهين

قبسٌ من مسيرةِ النُّور

نورٌ من اللهِ يروي الرُّوحَ والجسدا
=منه ارتشفتُ فصارَ النبضُ فيضَ هُدى

توضأ القلبُ من سلسالِ أوردتي
=وطافَ بالبيتِ أوَّاهًا كما عُهدا

في الفجرِ أذَّنَ وحيُ الشِّعرِ يُوقظني
=الله أكبرُ ، والتبيانُ ، مدَّ يدا

لبَّيكَ ، لبَّيكَ ، والأسحارُ تسمعني
=يارب ، هذي يدي للشِّعرِ قطرُ ندى

جلستُ في معبدِ المعنى أعطرُني=
لأمطرَ الحرفَ مُخضلًا ، ومُتَّقدا

رُوحي تُصلِّي على المُختارِ حيثُ أتى
=جيشٌ من النُّورِ لا أحصي له عددا

أقولُ للنَّفسِ ، والألواحُ تشهدُ لي
=لولا نبيُّكِ ، هذا الكونُ ما وُجِدا

ما أنجبت رحمٌ كالمصطفى خلقًا=
ولا مثيلا له عبرَ المدى وُلِدا

فالعفوُ شيمتُه ، والعدلُ شِرعتُه=
وقولُه : للفؤادِ الجدبِ ريُّ صدى

في كفِّهِ كرمٌ ، في قلبِه حرمٌ=
نِعمَ الإمامُ الذي بالأنبياءِ حدا


نورٌ بمكَّةَ جابَ الأرضَ من ( مُضرٍ )
=لبيتِ ( آمنةٍ ) وانداحَ مِلءَ مدى

يسري سناه ، وعينُ المعجزاتِ به
=قد أبصرت ما على الأحلامِ قد بَعُدا

خمسٌ على كفِّه من بعد رحلتِهِ=
يا نِعمَ من صدَّقَ المُختارَ والصَّمدا

أهدى البريةَ مِنهاجًا يفيضُ هدىً=
والبحرُ لو فاضَ تبرًا دونه نفِدا

لكنَّهم كذَّبوا ، فالوهمُ قِبلتُهم
=ومن تحصَّنَ بالأوهامِ ضاعَ سُدى

يا ( نضرُ ) أينَ الأساطيرُ التي اتَّقدت=
دقيقةً ، وخبت قُدَّام من خلُدا ؟؟

زاحمتَ خيرَ الورى كي تعتليْ قممًا=
وفي ( القَلِيبِ ) أراكَ الله ُ ما وعدا

قف يا ( سراقةُ ) إنَّ الدَّربَ محتجبٌ=
وانظر أساورَ ( كِسرى ) في يديكَ غدا

ساخت قوائمُ خيلٍ رقَّ صاحبُها
=وبالبشارةِ خلَّى الركبَ وابتعدا

( باذانُ ) في هدأةٍ حجَّ الفؤادُ به=
للحقِّ لمَّا رأى آياتِه سجدا !!!

وفي ( نُصَيْبينَ ) جاءَ الجنُّ مستمعًا=
وقد تحرَّوا بتحكيمِ النُّهى رشدا

دعوتَ للحقِّ من أحببتَهم فأبَوا=
أن يهتدوا ، وإذا ما اللهُ شاءَ هدى

وقد نُصرتَ على الأحزابِ قبلُ ، كما
=نُصرتَ باللهِ في حربِ العِدا أبدا

( إنَّا فتحنا لكَ ) الرحمنُ بشَّرَه=
بمُلكِ من هدَّدَ الإسلامَ والبلدا

من كلِّ فجٍّ عميقٍ أقبَلت أممٌ
=طوبى لكم _ كرمًا _ يا خيرَ من وفدا

يا حاملَ النُّورِ أدرك شمسَ أمتِنا=
واصرف بإذنِ الرحيمِ الحزنَ والكمدا

يا سِدرة المُنتهى خيطي ثيابَ دمي
=كم شهقةٍ ومَضَت في الصَّدرِ حينَ بدا

إنِّي اختصرتُ حياةَ الكونِ في يدهِ=
أبي ، وأمِّي ، ونفسي ، للرسولِ فِدى

وقد عجزتُ بأن أُحصي مكارمَه=
والعجزُ في وصفه واللهِ ما قُصِدا

كسرتُ بعدَ مديحِ المصطفى قلمي
=كي لا أعظمَ بعدَ المصطفى أحدا

قبسٌ من مسيرةِ النُّور شعر – فوزية شاهين

 

About سفانة بنت ابن الشاطئ

Check Also

ندامة الكسعي - مما اعجبني

الدرب الذى لم أسلك – مما أعجبني

الدرب الذى لم أسلك للشاعر الأمريكي روبرت فروست ترجمة: شهاب غانم افترق الدرب فصار أمامى دربان فى غاب مصفر الألوان وأسفت بأنى لا أقدر أن أرحل فى الدربين بذات الآن فوقفت طويلا أنظر فى أحد الدربين لأقصى إبصار العينين

%d bloggers like this: