عائدون -غالية أبوستة

عائدون
ذكرى النكبة 1948–
(73) عاماً رهن التشتيت والمجازر ولن نلين تمنيتها نهاية الحزن عائدون
يا شاعر الأرض هل غنيتنا نغَماً * من صادح الرّوض لا من دامس الدُّجنِ🌿
بالنظم من سامقِ الأغصان وارفة * يهفهفُ الشوقُ نسماً من رُبى وطني
يا شعرَ -يا نبضَ قلب الصبِّ مُنهمراً* هــلّا سكبت المنى للآمـــلٍ الفَطِنِ
هات الحروف بعطر الزّهر محتَفِياً* بالطير يحضن نورالفجــــــرِ عن دُجُنِ
***
قل لي أما كنت بالأفراح توعدنا * كيف الشّطوطُ اكتسَت موجاَ ويصفعني
من وحي شمسك ظلي حاضري وغدي* فارفق فشوقي بلا فيء ويَـلهبنــي
وقرية الشوق في قلبي خمائلها * مِعطارة ً بالنّــدى ريّانــــــــةَ الغُصُـــنِ
كم عسَّلَ الروضُ من أشواقنا ثَمَراً* ما بال كفّ الضَّنــــا ترميــه بـــالعفَـنِ
***
يا موطن الصّيد بالإعصار يسفحه * حتّام تكبو طيور الرّوضِ في الوَهَنِ
كن بالمُنى نغماً تشدوه صادحة * من روضةِ الرّوح أضنت هجمــةُ الوسنِ
من لي بغيمة أنداء وتُمطرُكم * بين اللظى وهجيـــــر الــــريحِ بالمحَـن
كم قلّبَت فتيةً غالت مواهبهم* وذبـــــلَت ناضـــرَ الأزهـــار فــــي الفَنَنِ
***
يا ربِّ هات الحيا من مزنة ثقلت* تسقي مضاربنــا في الحِــــلِّ والظَّعَنِ
بين العنا طائر الأرواح مشتعلٌ * من نقمـــةِ الذّل من منظومــة الوُثنِ
ألا ببدرٍ بــدا يُجلي دياجــــرنا * ببارق النّـــــور لا مــــــــن ســـاعدِ الـــمُـنَنِ
كنا بدمعٍ همى نبكي مرابعنا* واليـــوم يبــكي علينـــا رافــــــلُ الحَـــــــزَنِ
***
يا ساريَ البرق عنّي ضِئْ معالمها* واهدِ السلام وبــلِّ الزّرعَ بالمُـــــــزُنِ
إنّي عشقتُ لحوناً من معازفها * ما بالهــا غاشيـــــــات الليــل تعشَقُني
للقدس خذ نفحةَ الأشواقِ آمِلـــــــــةً* مع عاطرٍ بِسَنـَــــا الإشْراقِ يـسبقُني
قد جفَّ ريقي تمنّى كأس كوثرها * قدس السّلام عروس الطّهرِ والمــدُنِ
تكبو وتشكو إلى الإخــــــوان عثرتهــــا * بالبينِ تَقضي حدودُ الشؤمِ والسّكنِِ*
***
يا ليت شعري بنبضِ الحقّ ينصفُها * والرّيح تعصف بالغربان والشّـجن
والبحر والبرُّ يلوي عصفَ طاغيةٍ * لم يرمِ بالحصر للأحـــــرارِ بالـــــكُـفُنِ
قلبُ العروبــــــة كم داء يقــــدّدُه * أما كفاهُ الــــــرّدى من عُصبة المحَنِ
فيم الحصارُ مع التطبيع يبقُــــــرُهُ * هل راقَ حكمُ الخنـا بطحاً من النَّتِنِ *
النّكبة انتفخت من زمـــــــــرةٍ أبِقَت * مبطونةٍ -بــــاعت العليــا بـــلا ثمنِ
***
تسرطن الداء يسري في مرابعنا * فاضت سيول الدما بالسّكب من إحَن
لا الصبرُ يُجدي ولا الأرزاء مشفقةٌ* تبتاع منّا الولاةُ العمـــــــــــرَ بالوهن
يا قومنا ما بكم غاصت سفائنكم *بالحِملِ – من قالَ إنَّ الصّبرَ بالحزن
كنتم بنكبتنـــا تبكوــــــن وقعتنــــــــا * فمن بجدوى دموعِ الحُزنِ يُقنِعُني
***
يا شام يا أجدلَ الآفاقِ – يا كبدي * بالنار تُصلَى أمــا وافتْ بمـؤتَمَنِ
هل شقّها موج لجِّ البحر مضطرباً* أم أنَّهُ الحكم من يقتــــاتُ بالفِتنِ
يا جهمَ غيمٍ علا أجــواء مشرقِنا * يكفيك ظلماً -بنــا ما فاضَ من دُجُن
أوطننا في حدود البين تلهبهــــا *صلياً فهات النّدى يُطفي لظى اليمنِ
***
واسق الأماني لمصر الصّيدِ قد ظمئت* أمّ المعالي سمت من غابرالزّمـن
من أين جاء غرابٌ البين يصلبهـــــا *برمـــض سيناء – تحمي الأمــنَ للنّتـــن
بغــــداد يا حــــرّة -يا جـــــرح حاضرنا * متى تغــور طيــور الغــدر والـــــدّمنِ
في الشرق والعرب أطيارٌ محــــرّقةٌ * ترجو غديراً -يَهبُّ الرّمضُ بــالدَّخن
يا أيّها الأملُ المولــــودُ من دمنا * بَشِّربما يحقنُ الأدمـــاءَ في الوطـــــــنِ
عائدون -غالية أبوستة
عائدون

About abdulrahman alrimawi_wp

Check Also

قراءة لقصيدة الحج لغزة للشاعر ماجد النصيرات – زكية خيرهم

لحج لغزة هذا العام يكفيكَ نصراً إذْ وقفتَ شُجاعا و ركبتَ موتاً للحياةِ شِراعا يكفيكَ نصراً في السمُوِّ مهابةً و بكَ الرجالُ سيقتدونَ تباعا

%d bloggers like this: