رغبة مجنونة - جهاد قراعين
رغبة مجنونة - جهاد قراعين

رغبة مجنونة – جهاد قراعين

رغبة مجنونة – جهاد قراعين

رغبة مجنونة ….
في هدوء ليل غامض ، لملامح نجم غاب ، وعيني الثالثة تفتح بوابة الماء ، لتطفىء شموع وحدتي ، وارتدي الصمت ثوبا حين يمر ساخرا امام دروب الحياة . وان زادت سنوات اعمارنا ، نحبس انفاس النوافذ المغلقة الحزينة ، والصمت يؤذن بسخرية القدر المعقود على ضاحية الهدوء والرصانة واثارة الشكوك في بحر من الحنان .
ولكن دائرة الجاذبية لاريكة تربك نهر اليأس ، تنز منه قطرات الامل لتصنع جدولا من حب حقيقي يصنع المعجزات ساقه السعادة ، واوراقه الفرح .

كنت ضعيفة اهرب كما تهرب الرمال الذهبية من يدي ، يهتز القلب المعلق في عنبر العيون الذابلة ليلا ، اشعل سيجارتي ، فتحترق اناملي دون احساس ، فالاحتراق دواء الروح ، مذاقها غريب بمرارته ، احملق بشغف بجديلة النجوم في ساعة برد قارص، وكأن الوقت امتطى القلق بعبوس ، شاخصة للعيون تبحث عن نسيم مرساها على شواطيء البحار .

فما وراء الموت الا النور ، امتطيت وصلتي الى جب ومأوى الروح خلف ورك باب العمر .
حيث امتد خيط ذهبي من بين غيوم مارد السماء ، وكأنني رأيت البتول العذراء بفستان ذهبي موشى بالابيض الحريري، تبعث في الروح نفحة رشة حب لاريكة تصرخ من اهتزاز قدميها ، فابتل القلب بذبحة مطر شق السماء ، حب غاباوي كسر خريفه بحرفية ، كحصان السعادة ونجمة ترافق ارض راحلين فراقا ، وكل دموع الينابيع في معركة صامتة عاصفة واعصار عاطفي، يزمجر ويقول كنت الاجمل والاعنف شوقا ، كنت تحول المساحة الصغيرة جدا الى سماء واسعة ، حتى دفنتني بسؤال احمق ، وما اكثر حماقاتي وجنوني كأنه نزيف هذا الصباح .
صب لي كأسا من مياه المحيطات كافة لتذوقها على كتف الهمس واللمس ،فهذه مشاعر حسود يعزف انغاما على اوتار دفء الروح ، حتى اهتزت ارواح الوجع الساكن فينا ، فلنرتشف معا رشفة كسرة القلب ، ترافقنا رغبة بركانية ونسافر بالزمن ، نتدثر بثوب جدار الصمت البارد القابع خلف الزهر نلثم ثغره النقي الموشى بندى مخملي ، وتحمر شفتين قرمزيتين خلفها لؤلؤ مصفوف باناة ربانية .

ففي وقت السحر ينتفض عنا غبار الحزن ، كأن الخمر في الكأس عندما كنا ننزف دماء قلبين ، على باب الحانة الخالدة خلف الابواب المواربة ، ولكن غبار الريح ابت الا ان تكون على مائدة القدر ، باناملك المستهترة تورطت في نكش الجديلة المسدلة عل كتف الشوق في طريق الرياح الذارية فمتى يحين وقت حصاد الزمن المتبقي ولكل بعثرة موسم ، ففي الفجر اتقن العبور باطراف روضتك التي زرعتها في كفي في ليالي المغامرة ، قامرت على جفاف العاطفة ، فكيف تعود اللمعة لعيون تسييرها رياح العاصفة تبعثرها كاوراق خريف ثائر ، وفي الصيف تخزك دبابير الصيف لتجنب ريحه، ويزداد قصف عاصفة ضياع العمر ، وكأن هدير البحر يوقظنا من سبات ، هل تعلمنا الرقص على ايقاع طبولها حتى قراريط أقدامنا.

هذا المساء تعتريني رغبة محمومة مجنونة لرؤية طيف غاب ولم يفارق اطارات صوري المعلقة على جدران قلبي ، اشعر بالخطى نحوي ، فامد يد اللوعة ، فاتبع الهمس في حضن الهدوء القاتل فارتطم في فراغ ظل ضياع العمر .

8/2/2022
May be an image of 1 person, sitting and indoor
رغبة مجنونة – جهاد قراعين

استمع لها في احكيلي عن بلدي

About abdulrahman alrimawi_wp

Check Also

الإبداع مرآة النفس د. ميسون حنا

 الإبداع مرآة النفس عندما تعكس ما يمور بعقل المبدع من إرهاصات الواقع، ويتفاعل معها بأحاسيسه، ويثريها بفكره ومعرفته وثقافته، إنها بلسم الروح، ولكن عندما نشاهد على شاشاتنا ما يدور في غز ة العز ة

%d bloggers like this: