ديوان الزمن الفلسطيني يتجدد قي البعد الثالث ..ابن الشاطئ

المزيد من اعماله

الإهداء :

إلى..المهرة الفلسطينية..

الطالعة

من صحراء النقب

المتجذرة

في بئر السبع

وعنب الخليل

هذا النزيف الداخلي

ابن الشاطئ

(إسماعيل إبراهيم شتات)

——

على فوهة الرشاش ينطق سافرا=صباح إلهيّ الملامح.. أخضرُ

يغربل تجار السياسة كلما=تشدّق كسرى أو تخايل قيصرُ

فنحن جذور الأرض مهما تباعدتْ=ستحبل منّا في المنافي وتثمر..!!

ابن الشاطئ

——

اعترافات…

على بوابة

مرج ابن عامر..!!

فتحتُ شوارعي.. وعيون بابي=وخلَّفتُ الضحى خلف الضبابِ

وجئتكِ مبهم الكلمات أعمى=أفتِّشُ فيكِ عن كرَزِ المُصابِ

وعن قُبَلٍ من النسيان ظمأى=على شفتيكِ في بلَح الرِّغابِ

وعن خُصَلِ العشايا حين كانتْ=تطرّز فوق معصمها شبابي

وعن أجفان جرَّة برتقالٍ=تغازلني على خصر الغيابِ

وعن وجهي البريء وقد تَحَنَّتْ=ملامحه بأمطار العتابِ..!!

… أتيتكِ جائعاً.. أمتدُّ جذْراً=من التاريخ في لحم الترابِ

تخاصرني أخاديد الأماني=وتفضحني عيون من هضابي

وتُرْهِقني التذاكر.. والبقايا..=من الآهات في حُمّى التَّصابي

ويسحرني السؤال.. وما تدلّى=على جفنيكِ من نُتَفِ الجوابِ

فهل ألقاكِ يا حسناء يوماً=وقد غَزَل الهوى مقل الخَوابي..؟!؟

عشقتكِ قبل ميلادي.. وكانتْ=مراعينا أزاهر من ربابي

يُقَبِّلُنا الهوى الورديُّ عمقاً=وتلثمنا عصافير الخصابِ

ونلعب فوق خيمة مستحيلٍ=ونسهر في مخيَّلة السّحابِ

وفوق أصابع النسمات لحنٌ=من (اللطرون) يرقص في انسيابِ..!!

… وترحل زهرة التاريخ حيْرى=على فرَسٍ من العجب العُجابِ

ونزرع غابة الأحزان جيلاً=رمادياً تَحَنَّطَ في الشِّعابِ

تُزَوِّره الوجوه.. وتشتريه=مرايا الريح من شبق اليَبابِ..!!

فيأكل في الصباح هوىً عقيماً=ويشرب في المساء دَمَ الخطابِ..!!

وهل أنقى من الخُطَبِ العَذارى=وأعذب من روائعنا العِذابِ..؟؟

فنحن كما علمتِ.. فمُ المنايا=إذا قلنا..!! وأجياد السّرابِ..!!

… ويبحر زورق الكلمات عُمْراً=تآكل في مقاصير الذّئابِ

ويولد في جفون (اللِّدِّ) طفلٌ=إلهيٌّ تمدَّدَ في إهابِ

عرائشه حواكير الأضاحي=وقهوته خناجر من عذابِ

ويدرج في محاجرنا.. فنمضي=إلى عنوانه دون اضطرابِ

ونزرع سروة الأيام ورداً=ونفتح للسنابل ألف بابِ

ونسكن في مرايا الضوء جذراً=من الرّفض المغمَّس بالحرابِ

فتختنق الظنون على خطانا=وتعتمر المنابر في اقتضابِ..!!

… وتحبل لعبة الشطرنج يوماً=على نهد (المسيرة).. في غيابي

تقرِّبنا.. وتبعدنا برفقٍ=وترصدنا على كفِّ الرّوابي

ونشعر أنّنا في مقلتيها=طواحين الهواء بلا انتسابِ

فنرفضها.. ونرفض ما تبقّى=من الوصل المزعفر والرِّضابِ

وينطرنا محيَّها طليقاً=على جبل المتاهة والتّحابي

فتدخل عمقنا الضوئيّ حبلى=وتخطر في شوارعنا الخضابِ

وتصلبنا على (أيلول) نَشْوى=وفي أشواقها مِزَقُ الحجابِ..!!

وتمتلئ الخزائن بالتعازي=وبالآهات في جزُرِ ارتيابِ

وتصطبغ الوجوه بكلّ لونٍ=وفي أعماقها مطر اغتيابي..!!

وتحملنا الحقائب جامحاتٍ=إلى المنفى القريب بلا اقترابِ..!!

ونصبر.. والهوى الورديّ جذعٌ=من الزيتون يَعْرَق في اصطخابِ

فتبدأ لعبة الشطرنج دوراً=هلاميّاً يسافر في ثيابي..!!

تُشَدِّد قبضتيوتشدّ عنْقي=وتقتحم العروبة في اعترابِ

وتشلحني على (تشرين) ظلا=تَرَوَّض في (بساطير) الضبابِ

تكوكبنا الظنون.. وتفتدينا=مسارحهم.. وأقداح الشّرابِ..!!

تَتَمْسَحَتِ الوجوه.. فلا أنينٌ=يحركها.. ولا مِزَق الشّبابِ..!!

أتيتكِ واثقاً.. أغتال وجهي=وأعْبُر والزِّناد خُطى إيابي

وفوق سوالفي قسمات أمّيس=وضحكة جدّتي بعد اغترابِ

وفي عينيَّ أطفال الأماني=وشهوة (مارسي).. وضحى انتسابي

وشبّاك التذاكر.. والمنافي=وما في العشق من نغَمٍ مُذابِ

فذاكرتي على نهديكِ وردٌ=فدائيٌّ (يُمَشِّط) في التهابِ

وغصني (العامريُّ) ببطن عكا=تفرّع رائعاً بين الصِّحابِ

فلا تتخوّفي حسناء.. إنّي=ذراع النّور أُزْهِرُ في الصِّعابِ..!!

08-02-1974م

—-

محطّات..

على ذاكرة الزّمن..!!

كنّا على صدركِ المسحور.. بستاناَ=يا زهرة الشوق.. هل تغريكِ ذكرانا..؟؟

أخشاكِ قبل طلوع الشمس.. إنّ يدي=على الزِّناد,, وكانتْ قبْل أجفانا..!!

ترتاح فوق ذراع الأَرْز واعدةً=(حطّين).. زارعة فيها محيّانا..!!

تُكَوْكِبُ المطر الورديّ.. عابرةً=خواتم البعد في أعماق حيفانا

أتجهلين مراياها وألف هوىً=فيها.. يعانق في عينيكِ لبنانا..؟؟

لا تنكري شجر الذّكرى إذا ارتشمتْ=خطى الهجير.. وبُحَّ النّاي حيرانا

وجُنَّ (أيلول) في نهديكِ مفترشاً=أساور الليل مفتوناً.. وفتّانا..!!

فنحن يا زهرة الأشواق عاصفة=تمتدّ في لحمكِ الضّوئيّ بركانا..!!

نُمَرِّغ الليل في وعيٍ.. ونصلبه=على جبينكِ مهما كنتِ.. أو كانا..!؟

***=

يا زهرة الشّوق لا تخشيْ مصاحبتي=فقد عرفتِ من العشّاق ألوانا

كانوا على خصركِ المسبيّ زوبعة=من الطواويس داستها مطايانا

باعوكِ جهراً على أقداح شهوتهم=وزوّروكِ أناجيلاً.. وصلبانا

ترهّبوا في رواق الكفر.. واغتصبوا=منكِ العفاف.. وباعوا جيدكِ الآنا..!!

حاشا الكنيسة أن تهوى غوايتهم=وأن يكون زناة الليل رهبانا

تطلّعي في مرايا الأرض ساجدة=تَلْقَيْ على شجر الميلاد عقبانا

تَلَقَّيَ (كبوجي) على أجياد نخوته=يمتدّ خلف ظلام السجن نيرانا

تزهو النواقيس في رشّاش ثورته=نهراً من الجمر يجري في ثنايانا

***=

يا زهرة الشوق..!! هل عَنْوَنْتِ ساقية=حمراء لمّا تزل للشوق عنوانا..؟؟

أما تذكّرتِ نجواها مشجّرة=وكيف كانت على (اللّطرون) نجوانا..؟؟

وكيف كنّا على سيناء أغنية=نبرعم الحبّ في أنقى مرايانا..!؟!

ماذا جرى..؟! حدّثينا عن مؤامرة=تنعاكِ يا زهرة الذّكرى.. وتنعانا

ماذا جرى..؟! حدّثينا عن (مسيلمة)=يختال في رحمكِ المسبيّ سكرانا

يرود جفنيكِ مزهواً.. فترفضه=مآذن القدس في حمّى ضحايانا

لا تصمتي.. مقل التاريخ واسعة=شتّان ما بيننا في البوح.. شتّانا..!!

فقد تعَوَّدَتِ الأيام رقصتنا=على الحبال.. ونامتْ في خطايانا

وذبّحتنا كراسي الحكم من زمنٍ=وقتّلتنا.. وعين الجُبْن.. ترعانا..!!

فحدّثينا.. سئمنا الصمت يشنقنا=في كلّ يومٍ على أشلاء قتلانا..!!

أتهربين..؟؟ وقد غيَّبْتِ أغنيةً=خضراء رفّتْ على أهداب بلوانا..؟؟

أما عرفتِ زناة الليل حين بكوا=عمّان.. كانوا ـ وأيم الله ـ عمّانا..؟؟

أما عرفتِ خيول الزيف.. وا أسفي=عليكِ.. ما زلتِ أصباغا.. وأردانا

تعربدين كطبل العرس لاهثة=وتشهقين إذا ثوّرتُ (حِلْوانا)

تلفّتي لعيون الأرز دامية=وللعيون وقد أدمتْ حنايانا..!!

ففي الكنانة ضاجعنا الخريف على=صيف (العبور).. وزيّفنا عطايانا

لا بدّ أن يشتروا صمتي بكلّ دمي=ويخنقوني إذا قبّلتُ (بيسانا)

ويسرقوا الأرض بعدي في مناورةٍ=(تشرينها) يرتدي في الليل نيسانا..!!

حسناء..!! أين سواقي العمر زاهية=وأين بسمتكش الزهراء تلقانا..؟!

وأين جدولكِ المعطاء ينقشنا=على القلوب مواويلاً.. وأغصانا..؟؟

وأين سَرْوَتُكِ الوَلْهى تظلِّلنا=والحبّ يرقص في عينبكِ نشوانا..؟!؟

تمرّغتْ كلّها في حضن أروقة=من الضباب.. تدلّتْ في زوايانا..!!

تورّدتْ خلسةً في كَرْمِ غربتنا=وزوّرَتْ في مقاهي الليل دنيانا

وعربدَتْ في غياب الشّعب جامحة=تضَفِّر الزمن المشبوه تيجانا..!؟!

فشوّهتْ دمنا المحروق.. واكتحلتْ=بالصمت حيناً.. وبـ(التحجيم) أحيانا..!!

وعسكَرَتْ في جيوب الغرب واثقة=بالرعب تزرعه في عمق مجرانا..!!

لا ترهبيها..!! لقد شَرْنَقْتُها فبَدَتْ=في خصلة الضوء أزلاماً.. وغلمانا..!!

***=

حسناء..!! لا تحزني.. فالحبّ يطردني=من مقلتيكِ إذا بايعتُ سلطانا..!!

يأبى الزّناد اتِّكائي كلّما لَمَعَتْ=دمىً هلاميّة تغتال (قحطانا)

قومي انطُريني على حيطان قريتنا=واستشرفي العنف إنجيلاً.. وقرآنا

تاللهِ.. لو أحرقوا عظمي لما انطفقأتْ=شرارة الرّفض من حِنّاءِ منفانا

فالجذر مهما تهبّ الريح.. منغرسٌ=في الأرض.. يُمطِر أفراساً وفرسانا..!!

15-01-1976م

——

أهداب سيناء..

ترتشم..

على فرس عمرو بن العاص..!!

تَكَوْكَبي في جذور الرفض.. وانتسبي=يا زهرة الأوف في موّال مغترِبِ..!!

ما زلتُ أذكر يا حسناء موعدنا=على الجليلِ.. وفي عينيكِ وجه أبي

وخلف شاطئنا المسحور زوبعة=من الشّفاه تلوك الضّاد في أدبِ

تَقَوْلَبَتْ في جيوب القيء حائمة=على الطحالب في مستنقع الكذبِ

يعشِّش الزمن المشبوه في دمها=ويولَدُ الحرف مخصيّاً بلا حَسَبِ

وما تذكّرتُ بوقاً من حضيرتهم=إلاّ وكان على أحضان مستلَبِ

تفرعنوا ذلّة في موطني وغدوا=يستنزفون دماء النيل.. واعجبي..!!

بالأمس كانوا على أعتاب سيدهم=(فاروق).. يستلهمون الوحيَ عن كثَبِ

ويحلفون بأنّ العدل منتشرٌ=والدين مستوطن في قصره الرّحِبِ..!!

وغاب في الليل.. فانقضّتْ خناجرهم=على السرير.. وهل في الأمر من عجبِ..؟؟

تَمَسْرَحوا في عيون الحرف وانفجروا=بكلّ لفظٍ عريقٍ.. ثائرٍ.. عَرِبِ..!!

وأصبحت مصرفي دكّانهم وطناً=للعرب.. يزهو على الأيام في حَلَبِ..!!

تمشي العروبة في أحداق ثورته=فالنبل ما زال في مشواره الخصبِ..!!

واليوم عادوا إلى فرعون تزرعهم=حناجر الرِّدَةِ الرّقطاء في القِرَبِ

يُنَبِّشون رماداً كان يجلدهم=ذُلاًّ, ويخنقهم في رغوة الأدبِ..!!

فرعون في مقل التاريخ طاغية=والشعب.. في عرفه.. للعرض والطّلبِ

ما كان يا مصر مفتوناً.. ولا فَتَحَتْ=خزائن المُلْكِ إلاّ للدّمِ الجلبِ..!؟!

وأنتِ أدرى بمجدٍ يستبيحكِ في=عزِّ النّهار على كمّاشة الرعبِ

هذي هي الجوقة الجوفاء تفرزها=(مائير)… مبطوحة في ساحة الهربِ

تقتات من دسم التهريج ذابحة=بالزّور, والنَّفَسِ المشبوه, كلّ نبي

فلا الجزائر في تشرين عاصفة=على (القناة), ولا الفيحاء في اللّهبِ

ولا العراق تلظّى في مسيرته=مجسِّداً في دمِ الجولان كلَّ أبي

ولا طرابلس في أعماقها جبلٌ=من التحدّي, ولا الثوّار كالشّهبِ

ولا تفتّح في صدر الخليج مدىً=تُضيئه (عَدَنٌ) تَيَّاهة النّسَبِ..!!

هذي هي الجوقة الجوفاء عازفة=من وحي (بيغِنَ) لحن النّصر..!! في طربِ..!!

يشدّها الزمن الأعمى.. يُراقصها=(قابوس) في ليله المعجون بالوصَبِ

وينتخي (الحسن الثاني), فواعجبي=من المماليك..!! تبّاً يا أبا لهبِ..!؟!

سيزهر المغرب الظامي على مقلٍ=من (العيون) تُحَنّي (سبتة) العربِ

ويثأر الشعب من جلاّده.. ونرى=(مراكش) الضوء في أثوابها القُشُبِ..!!

وتشرق الشمس في الخرطوم ساكبة=نهر البطولة في أحداق مرتقبِ..!!

يا مصر.. عَنْوَنْتِ أجفان الهوى زمناً=وعشتِ فينا على تسبيحة القُضُبِ

فكم ركضتِ حصاناً ليس يلجمه=غاوٍ.. تُبَرْوِزه (شالوم) في صخبِ..!!

تجترّه ذئبة حبلى وقد عرفتْ=أنّ النواطير في جفنيكِ لم تَثِبِ..!!

تالله ما نَقَّطَتْ عيناكِ (فارِدَتي)=إلاّ وكنتِ أعاصيراً من الغضبِ

أَ تسكتين على هذا الزّنى..؟؟ وعلى=زناد نهديكِ تمشي صحوة الحقبِ..؟؟

أَ هاجَرَتْ كلّ أسمائي وما بقيتْ=في مقلتيكِ سوى (باروكة) اللُّعَبِ..؟؟

شيَّبْتِ كلّ عصور الغزو جامحة=ولن تشيبي..!! فهذا النيل من عصبي

لا تصمتي..!! فالدم القدسيّ ما بَرِحَتْ=أهداب سيناء في عينيه لم تَغِبِ

لا تصمتي أبداً.. جاءتْ بنادقنا=فسدِّدِها.. ولا تُبْقي على ذَنَبِ..!؟!

يا مصر..!! يا جزر التاّريخ تسكنها=مفتونة القدِّ حيفا في ضحى الحِرَبِ

ما بال صدركِ تسبيه الطّحالب في=مقهى (العبور) على خلفيّة اللّقبِ..؟؟

وأنتِ يا زهرة الأعوام مت برحَتْ=خيول جرحكِ في مستودع العَتَبِ

باعوكِ يا مصر في سوق النخاسة.. لا=لن يستطيعوا, فأنتِ الجمر في الكُرَبِ

سيناء لمّا تزل في رحم زانيةٍ=تباع جهراً على أقدام مغتَصِبِ

ولعنة الذلِّ ما زالتْ تطاردها=بلا قيودٍ على أوداج مرتَعِبِ

تعَمْلّق القزم المملوك..!! فانتفضي=يا مصر, وانغرسي في الرّفض.. والتهبي

وغَرْبِلي كلّ بيتٍ في كنانتنا=وحاصري الليل.. وامتدّي على السحُبِ

واستمطري فرس (ابن العاص) رافضة=(كافور), وهّاجةً في (مجدل) العربِ

وخاصرينا على أمطار موعدنا=وعانقينا على بوابة (النّقَبِ)..!!

22-12-1977م

—–

سحابة دمّ..

في ذاكرة الصحراء..!!

يا زهرة الشوق..!! هل في الشوق إغراءُ=وقد سَبَتْكِ أعاصيرٌ وأهواءُ..؟؟

وهل سَلَخْتِ جلوداً لا يُؤَنِّقها=غاوٍعلى حصانكِ إلاّ الصمت والدّاءُ..؟؟

حلَفْتُ بالقبل الظمأى إلى جسدٍ=غاوٍ تُجَرِّرُه في الليل أنواءُ

تَلُمُّه مُضَغُ المنفى.. وترشمه=على جبينكِ أشياءٌ.. وأشياءُ

حلمتُ..!! حتى تعرّى الورد مُخْتَصِراً=زناد نهديكِ يستهويه إطراءُ

وفي مراياكِ يَسْوَدُّ الصباح دما=وتستفزّكِ عبر القهر سيناءُ

ويقرأ الجوع أبعاداً ملوّنة=تلوكها في مقاهي الشرق أبناءُ

وفوق خصركِ يا حسناء كم لعبتْ=في مقلة الحرف آراءٌ.. وآراءُ..!!

ينوء جسمكِ بالأوزار مغتسلاً=في زورق الجرح بستغويه إثراءُ

ويسهر الجسد الذاوي على شفة=محمومة تَتَشَهَّي كلّما شاؤوا..!!

وكم تناجَتْ على أغصانها مقل=مفتونة خضّبتها اليوم (صيداءُ)

تخيّلي سَبحاتِ العمر حين بَدَتْ=تمتدّ في غاركِ المنسيِّ (أسماءُ)..!!

وفي (النِّطاقينِ) ما شاء الهوى خُصَلٌ=ضوئيّة في عيون الشرق.. عذراءُ..!!

جاءتْ.. وجئنا على أفراسنا عُرُباً=لكنّ من واعدوا عينيكِ ما جاؤوا..!!

تالله ما سكروا حبّاً.. ولا لبسوا=إلاّ إذاعاتهم..!! يا طول ما راؤوا..!!

حسناء عفوكِ إنْ نَفَّشْتُ ذاكرتي=إذا تَمَسَّح بيّاع وشرّاءُ

فتحتُ أبواب قلبي مثخناً.. ثملاً=فبعثرتني على (اللّطرون) أزياءُ

وساومتني مرايا الليل وارفة=وراودتني..!! وفي النهدين إغراءُ..!!

تَغَلَّظَتْ ساعة.. وامتدّ ساعدها=نحوي يزيّنها غول وعنقاءُ..!!

على المفارق بجثو القلب مضطرباً=وفي منابعه الحمراء إغواءُ

تفَصَّل الشرق جرحاً في مداخنه=فعانقته على (العرقوب) حيفاءُ

هيهات..!! يشرق دمعا من مجامره=فإنه في ضلوع العنف معطاءُ

تذكّريه على بارودة رفضَتْ=أن تستبيها عناوين وأسماءُ..!!

تكسِّر الزمن النفطيّ واعدة=يافا.. وفي مقلتيها النار والماءُ..!؟!

لا تسأليها عن الميناء حائرة=(دلال) في (مرجها) المشويّ أنداءُ

تفتّح الورد من رشّاشها غَزِلاً=فأورقتْ ساحة كـ(اللِّدِّ).. حمراءُ

تمشي على صحوة الأيام (فاطمة)=وتزرع الضوء في المنفى (حُمَيْراءُ)..!!

تذكّري كيف أضحتْ (صورنا) جبلاً=من التحدّي على جفيه عكّاءُ

تذكّري كلّ طفلٍ في مجازرهم=فـ(دير ياسين) للثارات ظمياءُ

لا تسأليني..!! (دلال) في مشيئتها=(قيسيّة).. في الدّم المحروق.. (زَبّاءُ)

تصحو على هدبها (ميسون) ممطرة=وفي ملامحها الزهراء أمداءُ

وفوق أخمصها الفتّان ملحمة=قدسيّة في (جبال الناّار).. عرباءُ..!!

يسافر المطر الورديّ في دمها=فتعتلي قامة كالقدس.. سمراءُ..!!

بنو اميّة جذر في محاجرها=والرافدون لنار الرّفض أفياءُ

والسّاحبون على الفوضى سيوفهم=والرّافضون ازَيف السِّلم حِنّاءُ

لا تسأليني متى جئنا..!؟! فنحن هنا=في صدركِ الصّبِ أضواءٌ.. وأضواءُ

تمتدّ في الأرض عُمْراً لا يحدِّدُه=تفّاح آدم أو تدريه حوّاءُ

22-02-1978م

—–

أمُّ البنين..

في هودج عشق..

أمويّ..!!

…وهربتُ من ظلّي لأبحث عنكِ في كلِّ المرايا=

وفمي يُتَعْتِع ذائب الأسرار.. مجدول الخطايا=

أستشرف الزمن المُطِلَّ على ملاعبكِ الصّبايا=

ويدي تصافح وجهك الضوئيّ, في شفة الرّغابِ=

تستنزف المطر الغزير, وتستضيفكِ في اضطرابِ=

فعلى مشارف مقلتيكِ تجذّرتْ مقل الإيابِ..!!=

***=

عِشْنا تُبُعثرنا الحروف على سواقي الكبرياءْ=

ومداجن الأيام تلعب في أراجيح المساءْ=

والشوق يأكل برتقال الصمت في عزّ الشتاءْ=

وأنا وأنتِ على الطريق نمصّ أثداء الحنانِ=

تتمحور الأشياء في أهدابنا ريّاَ الأماني=

فنعيش جذراً واسع الحدقات في عُمْرِ الزمانِ..!!=

***

وتثور عاصفة الصقيع ويثلج الوطن الحبيبُ=

وعلى محاجرنا ينوس الصحو, والسجن الرّهيبُ=

يتنفّس الشطرنج خلف الباب يُخْتَصر النسيبُ=

وأنا وأنتِ يشدّنا وطن يخربشه الحضورْ=

ما أصعب الوطن الأسير ينام في كهف أسيرْ..!!=

وطيوره شلاّء ينفضها الغبار على السطورْ..!؟!=

***=

حسناء..!! تزهر في مخيّلتي أراغيل الحوافِرْ=

والقهوة الحبلى, وأسرار تمشِّطها الحناجِرْ=

وتذاكر تمتدُّ من (بَرَدى) إلى الوطن المهاجِرْ..!!=

تتلوّن الأسماء في يافا ورأسكِ لا يشيبُ=

وتُقاتلين بنادق الشّبهاتِ تستركِ الذنوبُ=

وخناجر خلفيّة الأبعاد تبلعها الشعوبُ..!!=

***=

خبّأتِ في المنفى جموحكِ, وارتميتِ على الرصيفِ=

وتركتِني في بطنكِ المشويّ أبحث عن رغيفِ=

وملامحي تَغْبَرُّ.. تنزف.. تستجير من الضيوفِ..!!=

رحماكِ يا امّ البنينِ إذا دعوتكِ فاستجيبي=

إنّي أحاصر بالدّم المحروق أوجاع الحقوبِ=

رحماكِ..!! قد أزِف اللقاء على هوادج من لهيبي..!!=

***=

مُدّي أعاصير الخِباء, وطرِّزي فرس العبورِ=

وتكوكبي أمويّة الحدقات.. سمراء الشعورِ=

لا تَجْفَلي منّي إذا عنونتُ دربكِ في سفورِ=

أنا حجم مأساتي.. وخصركِ رائع اللّفتاتِ.. ساحِرْ=

وعيون أطفالي تبرِّئني من الزَّبد المعاصِرْ..!!=

رحماكِ يا أمَّ البنين أتيتُ تحملني المجامِرْ..!!=

***=

لا تسأليني عن ضلوع الأرز أو نَفَسِ الرّغامِ=

عن شُقّضةٍ مفروشة للعهر في نيل الغرامِ=

عن (يَثْرِبٍ) كيف استنامتْ في مقاصير الظلامِ=

أنا ما أزرال فريسة للرّعب يجلدني الزّمانُ=

يغتالني كِسْرى, وقيصره, ويشويني جبانُ=

وكرامتي تصطاف في لبنان يسحرها (بيانُ)..!؟!=

***=

ماذا أحدِّث عن جنون الشوق في زمن الجنونِ=

وأنا هنا جبل من الثلج المغمَّس بالحنينِ=

نقتات أعصاب الإذاعة.. نستزيد بلا يقينِ=

ونوزّشع (النّشرات).. نخطب في مقاهينا العذابِ=

وعلى محاجرنا يذوب الشِّعر في كأس الشرابِ=

فنغازل الطرقات.. نسكر.. نستفيض بلا حسابِ..!!=

***=

الجوع والعطش المزعفر, يرقصان على الضلوعْ=

وشواطئ المنفى تهاجر في بحيرات الشموعْ=

ونوارس الحمّى تعشِّش فيكِ.. تنتظر الرجوعْ=

لا تحسبي أنّا تعبنا من مشاوير الكفاحِ=

إنّا سنبقى فوق حدِّ السيف نزحف بالجراحِ=

وجراحنا مطر سيزهر في بساتين الصباحِ..!!=

***=

أَ تسامحين فوصل الأبعاد..؟؟ نقَّطْنا (العبورا)=

شابتْ أصابعنا وما شِبنا.. وشيَّبنا العصورا=

وتبلورتْ في عمقنا الأشياء.. ما عدنا جسورا..!!=

إنّا هنا رفض تجسّد في مواويل الإيابِ=

نتقيّأ الشطرنج في صمتٍ, ونفتح ألف بابِ=

إنّا هنا غضب الزناد يموج في لحم الترابِ..!!=

11-10-1977م

 

الزمن الحلزونيّ…

في عنق الزّجاجة..!!

لا تلبسي وجهكِ الضوئيّ في شممِ=تَكَوَّز الجرح برّاقاً على قلمِ..!!

وعَصْفَرَته مسافات مراهقة=تغلّفَتْ بغبار الشوق والقسمِ..!!

وبَرْوَزَته مرايا ما عرفت بها=إلاّ استباحتنا في بعدها القزمِ

أوّاه من قِرَبِ النسيان تبْطحني=في (الأشرفيّة).. أشجاراً من الألمِ

يمتدّ في عمقها جذري فترصفني=على الطريق, وتشويني بلا ندمِ

وخلف خلفي دمار الأمس ترفضني=غنيّة الحزن.. خجلى.. من غدٍ هَرِمِ..!؟!

ما أعجب الدهر في حِنَّاءِ غربتنا=إذا تخايل مجدولا على الظُلَمِ..!!

يُنَغِّم الوطن المحتلّ مختبئاً=على الزناد.. وتُعْلي قامة الصّنَمِ..!!

ما أعجب الدّهر في حُمّى رعونتنا=إذا تخثّر في مشكاة منتقِمِ

يُطلُّ من وجهكِ المطّاط منتعلاً=بيسان, مستشرياً في الجيد والرّحِمِ..!؟!

وعَبْر زوبعة الألفاظ رقصته=عمياء.. تذبح جهراً كلّ مقتَحِمِ..!!

فكم صُلِبنا على أعشاب نبرته=بالأمس.. والصّدف البحريّ في بَكَمِ..!!

أما اتّعظتِ..؟؟ ولا هزّتكِ كوكبة=لمّا تزلْ في دَمِ الأيام خير دَمِ..؟؟

رُدِّي سوالفكِ الشمطاء وانتصبي=سيفاً من القدس تَيَّاهاً على القِممِ..!!

يغتال في وَهَجِ الأقصى (مسيلمة)=ويزرع الصبح في بوابة الحَرَمِ..!!

***=

يا صورة (الكَمِّ)..!! هل (للكَيْفِ) من وطن=في مقلتيكِ, ولو في يقظة الحُلُمِ..؟؟

تساقطتْ بعض أهدابي.. وكم شَرِقَتْ=عيناكِ بالمطر الصيفيّ والشِّيَمِ..!!

فما تسرَّب إلاّ الليل منتصراً =وما تخايل إلاّ الكلّ منهزِمِ..!؟!

إنّي لأعجب من ويل يُجَمّشعنا=ومن لقاء على (اليرموك) لم يَقُمِ

تسابقتْ جمرات الشوق واعدة=عكّا, ولكنّها في زهرة الكَلِمِ..!!

نظلّ نمضغ أحلاماً مؤنّقةً=ونستفيق على التشكيك والتُّهَمِ

إلى متى تحصد النيران (مارِسَنا)=ونحن ننزف..!! والآذان في صَمَمِ..؟!؟

إلى متى..؟؟ خَنَقَتْني كلّ فاصلة=كتبتها بدمي المحروق عن دِيَمي..!!

أَ نَفْتَديكِ..؟؟ وخيل الرّوم واثبة=على الجليل.. وخيل العُرْب في اللُّجُمِ..؟؟

أَ نَفْتَديكِ..؟؟ ومنّا ألف منبطحٍ=بلا حياءٍ..!! ومنّا ألف مُتَّهَمِ..؟؟

نُنَمِّقُ الحرف في المقهى.. ونحفره=على الزِّناد.. ونُحْيي ألف (معتصِمِ)..!!

أَوَّاه منّا..!! ومن مرآة ذاكرة=تُفَلْسِف العقم في عشق وفي نَهَمِ..!!

تدخِّن القهر أحداقاً مموهة=وتستحمّ نفاقا في رؤى (لَخَمِ)

وتسكن الزمن النفطيّ تحملها=نوق الحروف على شبّابة الهَرَمِ..!؟!

كأنّنا ما غفونا في عباءتها=يوماً.. ولم نغترب فيها.. ولم نَهِمِ..!!

نبايع الصمت أنّى كان.. تشربنا=أرقامها في جيوب الروم والعَجَمِ

ونستريح على شبّاك زوبعةٍ=من الوِصال, وننعى صحوة الهِمَمِ

كأنّما البعض منّا لا تراودهم=إلاّ الزعامة مهما اغتيل من قِيَمِ..!!

كأنّما الشعب ما ارتدّتْ بنادقه=عن الحدود, ولم يُفْطِر.. ولم يَصُمِ..!!

وما دروا أنه العملاق ما انهزمتْ=آفاقه في عيون الصمت والحِمَمِ..!؟!

تذكّري كلّ شيء في مسيرته=ونَخِّليه على اللّطرون.. والتَحِمي

وواعِدي مقل الثوار فارعة=ورمّدي الزمن المخصيّ.. وانتقمي

ما زال مرجكِ ممشوقاً تعانقه=أزاهر القدس في وعيٍ وفي شَمَمِ..!!

يطاول الشمس مزهواً بقافلة=من الرّفاق, تغذ السير.. دون فَمِ..!؟!

تالله.. تالله.. لن تبقى بنادقنا=حبيسة في جفون الآه والقلَمِ

فنحن عبركِ عمق الرفض.. عاصفة=تكسّرتْ فوقها الأمواج.. من أرَمِ..!؟

أما عرفتِ ضمير الشعب واثقة=بأنه فآق حدِّ السيف لم يَنَمِ..؟؟

مهما تَبَرْوَزَتِ الأسماء.. وابتلعتْ=خُطى الضحايا.. وبيعَتْ صهوة الذمَمِ

وحاصرتنا قُراد الخيل آملة=وشوّهتنا على أرجوحة الأممِ

سنزرع الورد في بارود عُمْرَتنا=ونُمطِر الضوء في بوّابة الحَرَمِ..!؟!

01-01-1979م

 

ألفيّة الترويض…

تُدْفن…

في أرض الكنانة..!!

في مقلتيكِ تعربد الصّوَرُ=يا أمّةً يغتالها الحذرُ

ويموج في أسوار زنبقها=ليل على شطآنه السَّمَرُ

ويفور خلف رمادها زمنٌ=آتٍ على السِّكين ينفجر..!!

حلمتْ به ليمونة عشقتْ=جفنيه, وارتحلتْ.. ولا خَبَرُ..!!

وتوالدتْ في عُمْرِ غربته=يافا.. وشيّب لحنه الظّفرُ

بالأمس كان متيّماً نَزِقاً=فوق الجبال تضيئه العِبَرُ

(أوراس) بعض من ملامحه=يمتدّ في (تشرين).. يستعرُ..!!

وعلى خواصره عواصفنا=سمراء ترسم وجهها (مُضَرُ)

لا ترهبي..!! (عمرو) على فرَسٍ=يا مصر.. والفرسان تنتظرُ..!!

يا زهرة حبلتْ بسوسنةٍ=وقد استقال الصمت والحذَرُ

البهلوان..!! على طحالبه=مستَنْسِراً.. والنيل يُخْتَصَرُ

وكرامة الجنديّ سائبة=يا مصر في الأوحل تختمِرُ..!!

البهلوان على سجِيَّته=يَلْتَذُّ حين تدوسه الحفرُ..!!

يستنزف الأحداق منتعِلاُ=صيف (العبور).. ويخجل الشَّرَرُ..!!

يرتدُّ من فشلٍ إلى فشلٍ=ويذل مجنوناً.. ويأتَمِرُ..!!

لا تسهري في ظلّ سيِّده=مهما استطال الليل.. والسَّهرُ

فعلى جبينكِ.. أمَّتي.. قمرٌ=متيَقِّظٌ.. ما بعده قَمَرُ..!؟!

ماذا على جفنيكِ من مطرٍ=يصحو على (حطِّينه) المطَرُ..؟!؟

ماذا يُخبِّئ فيكِ موعدنا=قبل الغروب.. وقد بكى الخَفَرُ..؟؟

بعد الهزيمة كان موعدنا=في القدس حين تَمَسْرَحَتْ صُوَرُ

ومضيتُ وضّاح الخُطى وعلى=جرحي القديم تفَتَّح الزَّهَرُ

وأتاكِ تشرينٌ على وَطَرٍ=سَلُّوه منكِ وما انتهى الوَطَرُ

قد مثّلوه..!! وكان دورهم=أن يقتلوه بقتل من (عبروا)..!!

لنعود قطعانا تحرِّكنا=ألفِيَّة الترويض.. والخطَرُ

وننام ملء الجفن يحرسنا=زيف الهوى.. والآه.. والوَتَرُ

وحلاوة الألفاظ ترصفنا=فوق الدّموع.. وحلمنا البَطِرُ..!!

ومسابح التضليلِ تزرعنا=في صدرها الغاوي.. ولا أَثَرُ..!!

ومزابل التاريخ تدفننا=فكرامة العربيِّ تنتَحِرُ..!!

ماذا أخبِّئ فيكِ من جمرٍ=يا مصر..!! حين يُزَوَّر الجَمَرُ..؟؟

أَ نظلُّ في المنفى يحاصرنا(م)=(الإخشيد).. والأزلام.. والسَّفَرُ..؟؟

وتذاكرٌ حُبلى على شفة=مسكونة الأهواء.. تُعتَصَرُ..!!

أسنانها الدولار إن حضرتْ=يوماً وقد حضرتْ.. وما حضروا..!!

تصطادنا في الحلم واهمة=أن الغَدَ الليليّ ينتَصِرُ

فالإنبطاح يرِفُّ منتعشاً=و(الإنفتاح) أخوه يزدهرُ..!؟!

وزيارة للقدس زوبعة=يقتات من أوهامها الغَجَرُ

هدروا الدّم العربيّ في شغفٍ=واستَنْفَروا ذُلاًّ.. وما نفروا..!!

فعلى (الجزيرة)قبرص من تفاهتهم=ما يُخْجِل الإنمسان إن ذكروا..!!

لا تُرجئي أحداً فأنتِ هنا=قلبٌ على اللّطرون ينفَطِرُ

ورصاصة تمتدّ قامتها=عَبْرَ (القناة) فينتشي القدَرُ..!!

***=

حسناء..!! يسكن في مخيَّلتي=ماضيكِ, والأعوام تفتخِرُ

فعلى قلادة نيلكِ انتفضتْ=خيل العروبة.. وانتخى (عُمَرُ)

شُلّي يَدَ الأقزام.. واعتمري=يا مصر.. إنّ العنف مُعْتَمِرُ..!!

0531978م

 

عيون الريح..!!

يا أغنيات الهوى في عُبِّ وهرانِ=يا أنتِ.. يا أنتِ.. يا أجفان أجفاني

أنفقتُ عمر الأنا في جذر دالية=من المسافات أهواها.. وتهواني

وصُغْتُ من دمها المطلول أمنِيَة=على ثراها بحيراتي.. وخلجاني..!!

أُطِلُّ من وجه أحزاني.. أجَرْجِر ما=أُبقته من خفقات القلب أحزاني..!؟!

حسناء..!! عَفْوَ الهوى إن ثار مرتجلاً=واستغفرته أراجيحي.. وأرلحاني

واستيقظتْ في خطاه كلّ نرجسة=زرعتها في شراييني ووجداني

وعاتبتني عيون الرّيح.. وانشلَحَتْ=على الدّروب مناديلي.. وأغصاني

وقَبَّلَتْني خيول الحبّ جامحة=وخلَّفَتني على أثداء بركانِ..!!

فلن أساوِمَ يا حسناء عاطفتي=ولن أبعثر في نهديكِ أوزاني

لا تشربي الكأس من جفنيّ صافية=فخلف جفنيّ أوزاري وعصياني..!!

أنا القطيع الذي ساقوه من زمنٍ=للذبح.. واستنزفوهُ عَبْرَ عَمَّانِ

أرمِّدُ الزمن المجنون.. ملتهباً=ففي خلاياهُ حُمّى (حزيرانِ)

حسناء..!! لا تغضبي منّي.. فما عرفَتْ=حروفيَ الخضر إلا وجه بيسانِ..!!

11-02-1971م

 

الشطرنج..

يتقدّم إلى الوراء..!!

غنّيتُ من عمق المُصابِ=والشوق يأكل من لباني

ودمي يسافر في محيط(م)=الرّعب.. يسأل عن ترابي..!!

ومجامري تمتدّ رغم(م)=حصارها دون اضطرابِ

وأساور الأيام ترهبني(م)=وتُمعِن في اغتيالي

يتزهّر الشطرنج.. يسكن(م)=ليلَه عَبْر التّصابي

ويعود يبدأ من جديد(م)=في مغازلة الرِّكابِ

والناس بين مصدّق=ومكذّبٍ.. خلف الضبابِ..!!

وأنا هنا.. وطنٌ يجوع..(م)=يثور.. يحلم بالشبابِ

يتكوكب الأمل الرضيع(م)=على مداخنه العِذابِ

وتلوح في خلجاته=يافا.. وأفراس الإيابِ

والصّادقون الثائرون(م)=وما تجذّر من خصابِ..!!

***=

جذري..!! أتسأل عن شهابي=وعن الطليعة في اغترابي

أنا في ضميرك ما تشاءُ(م)=الأرض.. أَحْطُم كلّ نابِ

تتلوّن الأشياء لكنّي(م)=كضوءكِ لا أحابي..!!

مهما استدار الدرب(م)=وانتحلته آلاف الذئاب..!!

قدر النضال بأن نظلّ(م)=كشعبنا رأس الحرابِ..!!

ما زلتُ أذكر في الليالي(م)=السود أجهزة الخرابِ

بيروت تشهد والزنابق(م)=كم تساقط من شهابِ..!!

خجلتْ أصابعنا وما=خجلوا.. وهاجوا في ارتيابِ

باعوا ثياب الأرض.. وارتشموا(م)=على وجه الثيابِ

وتراكضوا بعباءة=نفطيّة خلف السرابِ

وعرائس الحلوى تُنَقِّطهم=غيابا في غيابِ

فالتصفيات على صَبا=(نجدٍ) تُفَتِّح ألف بابِ..!؟!

***=

جذري..!! أتسأل عن شهابي=وعن الحضور بلا استلابِ..؟؟

كنّا جياعاً نأكل الألفاظ(م)=في حمّى خطابِ

وعلى حصان الحرف(م)=تقترب الطريق بلا اقترابِ

ونظلّ نشرب من عيون(م)=الأوف صهباء الهضابِ..!!

ومواسم الشعراء تقفز(م)=في مظلاّت الرّضابِ

فنوافذ التصفيق مشرعة(م)=على كُمِّ السّحابِ..!!

كنّا نفكّر في الخفاء(م)=فلا نرى غير السرابِ

وسجون كلّ الأوصياء(م)=تعُجُّ بالعجب العُجابِ..!!

وضفائر الليمون ترحل(م)=في صناديق الشّرابِ

كنّا نُوَلْوِلُ في العتابِ(م)=ولا سبيل إلى العتابِ..!!

وتحوّلتْ كلّ الخيام(م)=إلى جداول من إهابِ

وعلى أزاهرها تهدّبتِ(م)=الحقيقة في التهاب..!!

وغَدا الفلسطينيّ مزروعاً(م)=على شفة الحرابِ

وجذوره تمتدّ كالزيتون(م)=في لحم الترابِ..!!

***=

جذري..!! أَبُثُّكَ بعض ما بي=فاقرأ نضالكَ في انتسابي

واضغط على كِبْرِ الزناد(م)=متيّماً.. واحرق ثيابي..!!

إنّا هنا نَفَس من(م)=الصدق المغمّس بالعذابِ

إنّا هنا الرفض الأصيل(م)=يعيش من دون احتجابِ

يتوالد الحبّ المعمّق(م)=في محاجرنا الخصابِ

إنّا هنا سيف النهار(م)=تشدّه سُمْرُ الروابي..!!

09-10-1978م

 

عندما يترجّل الفارس..

تتجمّد الألفاظ.. وتضيق اللغة..

ويصبح التعبير.. نزيف دم..!!

فكيف إذا كان الفارس “هواري بومدين”..؟؟

 

أبجديّة المنفى..

والبندقيّة..!!

أغالب الدمع مشدوداً إلى (النقبِ)=وفوق ثغركِ يا حيفا دم الغضبِ

مرتْ ألوف من الأطياف.. ما اغتسلَتْ=بمقلتيكِ.. ولا باستْكِ عن كَثَبِ

وزوّقتكِ عباءات ملوّنة=وخلَّفتكِ على الأعتاب في سَغَبِ

وكم تجرَّحتِ حبّاً.. وارتعشْتِ نوى=ومنتِ مصلوبة النهدينِ والهدبِ

تكوكبَتْ مقل الأيام.. وانتحرَتْ=على خطاكِ مقاهي الليل والنُّصُبِ

فقد تجسَّدتِ في (أوراس) حاملة=بنادق الوعي من وردٍ ومن لهبِ

وعشت فتّانة الأحداق.. رائعة=وملء جفنيكِتصحو نخوة العربِ

يحوطكِ الأمل المرجوّ متّقِداً=وفوق طلعته المعطاء وجه نبي

يُطِلُّ من فوهة الرشاش منغرساً=في (الكرمل) الصبِّ جذراً شامخ الحَسَبِ..!!

حيفا..!! أّ أبكيكِ أم أبكي جزائرنا=كلاكما ثاكل..!؟! وا دمعة الحِرَبِ..!!

يسافر البرق محمولا على وطن=مخضّبٍ بأنين الرّعد والسّحُبِ

وفوق جفنيه تاريخ يجذّره=في مقلة الشمس وهّاجاً على الحقبِ

إذا تنفّستِ الأيام في بلدٍ=يوماً.. أقول إلى (نوفمبر) انتسبي

في عمقه وُلِد الثّوار.. وانزرعوا=في الأرض ضوءاً غنيّ البُعدِ والنّسبِ

وكان مشعل هذا الجيل منغمسا=في الشعب.. يزرعه في قلبه الخَصِبِ

توضّأ الفجر من ينبوع ثورته=وأزهر الصبح من تاريخه العَذِبِ

في كلّ شِبْرٍ رأينا نهر خطوته=وفي المصانع ما يُغني عن الخُطَبِ

على القرى ألف كفٍّ من مشيئته=وفي (المشافي) أيادٍ منه لم تَغِبِ

وفي المدارس من أمدائه أفق=مهدّب يتجلّى في غدٍ عَربِ

يمتدّ في عَرَقِ العمال ألف ضحى=وفي السنابل آلافا من الشّهبِ

وفي الشباب أباً يرعى عشيرته=مُمَزِّقاً جسد الآلام والنّوَبِ

ما زال في الجيش فكراً ثاقباً.. ومدىً=يعانق الشمس وضّاحاً يلا صخبِ

أبو الجزائر ما لانَتْ شكيمته=يوماً.. ولا أُسْرِجَتْ للعرض والطّلبِ

***=

حيفا.. أَ أسأل عن نفسي.. وأنتِ هنا=مَوَّارة الجرح في هدبي وفي عصبي..؟؟

غاب (الزّعيم)..!! أحقّاً ما أشاهده=أم أنّني في زوايا الوهم والوَصَبِ..؟؟

أستغفر الله يا حيفا إذا صدقَتْ=عينايَ..!! هل يرحل العملاق..؟؟ وا عجبي..!!

طالتْ منافيكَ.. وارتدَّتْ أكاسرها=وحاصرتنا على بوّابة النّقَبِ

من ينتخي بعده..؟؟ يا حلم نخوته=ومن سيسكن في أحداق مرتَقِبِ..؟؟

تخثّر الزمن الضوئيّ.. وانتصَبَتْ=على رؤانا ليالي السّهد والتّعَبِ

وأصبح الهمّ بعضا من بنادقنا=يغتالنا خلسة..!! واحسرة الرَبِ..!!

***=

حيفا.. أَ أسأل..؟؟ أم أنّ السؤال فمٌ=مكمّمٌ يتلوّى خلفه أَرَبي..؟؟

ناشدّتكِ الله أن تحكي حكايتنا=وكيف كنّا ضحايا القول والكتبِ

وكيف عاشَتْ فلسطينٌ مُبَرْوَزَة=في الواجهات.. تغضّ الطرف عن لُعَبِ..!؟!

وكيف سرنا إلى التحرير يَحْفِزُنا=أبو الجزائر محفوفاً بكلّ أبي..؟؟

ما مرّتِ الثورة العنقاء في كُرَبٍ=إلاّ وكان اليد البثيضاء في الكُرَبِ..!!

ناشدّتكِ الله يا حيفا.. ألستِ أنا=في حبّه.. وسَكينُ القلب خير أبِ..؟؟

***=

حيفا.. تجمّدتِ الألفاظ.. واعتذراتْ=كلّ القوافي.. وشاختْ أعين الأدبِ

ووقّع الله سطراً فوق سِدْرَتِه:=هذا الشّهيد.. وهذا أمّة العربِ..!!

29-152-1978م

 

حُمّى الأنا..

تتعشّق الانبطاح..!!

قِفي.. عرفتكِ حمّى خلف أنوائي=وصدركِ الرّحب من لحمي وأضوائي

فصَّلْتُ عينيكِ من غابات ذاكرتي=وصُغتُ خصركِ من أهداب حنَّائي

قِفي.. تورَّمتِ الأيام وانصلبتْ=على مداداتكِ الرقطاء أجوئي

قِفي.. عرفتكِ حمّى خلف أنوائي=وصدركِ الرّحب من لحمي وأضوائي

فصَّلْتُ عينيكِ من غابات ذاكرتي=وصُغتُ خصركِ من أهداب حنَّائي

قِفي.. تورَّمتِ الأيام وانصلبتْ=على مداداتكِ الرقطاء أجوئي

قِفي.. عرفتكِ حمّى خلف أنوائي=وصدركِ الرّحب من لحمي وأضوائي

فصَّلْتُ عينيكِ من غابات ذاكرتي=وصُغتُ خصركِ من أهداب حنَّائي

قِفي.. تورَّمتِ الأيام وانصلبتْ=على مداداتكِ الرقطاء أجوئي

تبروزتْ لغة السّاقين دانية=وأفرعَتْ في محيط الرّعب أشلائي

وحرّفتني مرايا الوهم ذابحة=وريد عمري على أشجار أهوائي

ترهّلَتْ كلّ أشيائي وما ادّخرتْ=سكّين عينيكِ حتى بعض أشيائي..!!

وزوبعتْني رياح ا|لآه مترعة=وخربشتني على منديل حوّاءِ

تحيط بي أغنيات النّصر فارغة=وتستبيني عناويني وأسمائي

وأنتِ..!! من أنتِ..؟؟ لا منفى يحاصرني=إلاّكِ يا طلقة في عُبِّ سيناءِ..!؟!

تغازلين دهاليزي معربدة=على ذراعي بلا وعيٍ وإغراءِ

وتسرقين جنون الشوق في شبقٍ=وتطحنين عصافيري وأندائي

وترقصين على الأهرام لاهية=وتلطمين على أبواب صنعاءِ

وتعشقين طبول الوهم لاغية=دوائر الرفض في أعماق (أسماءِ)..!!

تُرَبِّتين على ظهري محاصرة=سبّابتي.. وأزاهيري.. وأمدائي

وفوق خصركِ أشباه الرجال بَدَتْ=خيلاً من الرذعب يخصي عُمْرَ أبنائي

غزالة الصدر هل للحبّ منزلة=في عصرنا والأنا داءٌ على داءِ

تفجّر النبع في قلبي وما سلمَتْ=كفّاه من ألِفٍ على ياءِ

تكاثرَتْ حلقاتُ الدَّبْكِ في وطني=وأصبح الفِعْل من أعباء أعبائي

نُدَخِّن القهر في المقهى ونشربه=ونمضغ القات في أحداق إصغاءِ

ونستميت دفاعاً عن مبادئنا=بالقول والأرض من زانٍ لعدّاءِ

ونحن نحترف التصنيف من زمنٍ=وكيف لا وجنون العصر سيمائي..؟؟

غامَتْ ملامحنا السّمراء وانسلَخَتْ=جلودنا.. وأَجَدْنا كلّ إطراءِ

وأفرغتنا يَدُ الترويض حانية=وعوّدتنا على بَصْمٍ وإلغاءِ

وعلَّمتنا ركوب الريح مشرعة=بنادق اللّهوِ في لغْوٍ وإثراءِ

لم يبق في لغتي لفظ أثَوِّره=ولا أهجّيه.. أضحى اللّفظ أنوائي

غزالة المَرْج.. ما زوَّرْتُ ذاكرتي=يوماً ولا عشْتُ إلاّ عَبْرض عكّاءِ

أستشرف الوطن المحتلّ.. أزرعه=على البواريد في عنفٍ وإملاءِ

وأدفن الصمت في بيّارة حلمتْ=بنطفتي واستنامتْ دون ضوضاءِ

غداً.. سأبدأ بالتَنْخيلِ ممتشقاً=سيف النهار.. وأُنْهي كلّ أوبائي

وأبدأ المطر المجنون تحملني=غزالة الصدر في المنفى وحيفاءِ..!!

20-10-1977م

 

بطاقة دعوى…

إلى حبيبتي..!!

لا تشنقي مطر الإيابِ=يا زهرة ريّا التّصابي

لا تشنقيني فوق ذاكرة(م)=الجواب بلا جوابِ

أنا طفلكِ الشرعيّ قبل(م)=البدء.. قبل الإنتسابِ..!!

أنا طلقة المنفى تُنَقِّط(م)= من (بواريد) الشّبابِ

أنا سحركِ الفتّان يَخْطُر(م)=في مخيّلة السّحابِ

أجتاز زوبعة الحدود(م)=مُلَبِّياً شفة الرّوابي

وعلى قميصي من عيون(م)=اللِّـدِّ أهداب العتابِ

وعلى حبيني من تَمَرَّد(م)=في الجبال.. وفي الشِّعابِ

ودمي على كفِّ الجراح(م)=يمدُّ أشرعة الإيابِ

كنّأ نموت معاً.. نجوع(م)=معاً.. ونزهر في الصِّعابِ

وحوارن الثوريّ تفرزه(م)=الطريق بلا ارتيابِ

يتفتّح الورد النديّ(م)=على مجامر من عذابِ..!!

وتثور في أعماقنا=يافا.. وتفتح ألف بابِ..!!

وعلى زناد الثّائرين(م)=تموَّجَتْ مقل الخصابِ..!!

كنّا..!! وما أحلى الحوار(م)=يعود من أجل الترابِ

فجميعنا مستهدفون(م)=محاصرون بألف نابِ

إنّا هنا في الطوق ترصدنا(م)=ملايين الذِّئابِ

لغة الرّصاص إذا تَغَيَّر(م)=وجهها.. لغة الخرابِ..!؟!

بيروت 04-08-1978م

00000000000000000000000000000000

رسالة مختصرة…

إلى قمر الزمان..!!

رمَّدْتِ أشرعتي.. وأنتِ كياني=يا نخلة الأبعاد أين مكاني..؟؟

شدّتْ قُراد الخيل.. خيل عروبتي=وتغلَّفَتْ مسحورة الأردانِ

وأنا أحدِّق فيكِ.. أبحث عن غدي=وأعود مصلوبا على قضباني..!؟!

يتشجَّر الصمت الغويّ مراوغاً=هدبي.. ويزرع غابة الأحزانِ

وتعربد الآهات.. تطحن أضلعي=حبلى.. وتسكن غربتي وجناني

فتطلَّعي نحوي بكلّ براءة..!!=وتساقطي مطراً على أغصاني

وتخضّبي عَرَقاً يغربل أضلعي=ويجسِّد التاريخ في (حِلوانِ)

وتزنّري بالكادحين.. وحنِّطي=فوق الفؤوس مقاصل الطغيانِ..!!

واستنفري ما شئتِ من حُزَم الهوى=وتدفّقي أمويّة الفيَضانِ

فأنا على جفنيكِ أول عاشقٍ=حنَّاكِ رغم شراسة السّجانِ..!!

يَتَأوَّه القمر المزعفر في يدي=ويثور تيّاهاً على جدراني

يَنْأى.. يسافر فيكِ.. يسأل حائراً=عنّي.. ويسكر من لمى أشجاني

أوَّاه منه… ومن هجير غصونه=كيف استباح دمي على أفناني..؟؟

عانيتُ ما عانيتُ قبل رجوعه=وعَبَرْتُ ذاكرتي بلا ربّانِ..!!

أسْكَنْتُه (بَرَدى)..!! وكم سكبتْ على=أهدابه (ميسون) نهر أماني..!!

وتموَّجَتْ بغداد في خلجاته=فتخايلَتْ وهران في بيسانِ..!!

ورضعتُ من حلماته متفائلاً=وحفرتُ فوق جبينه عنواني

وخنقتُ كلّ صغيرة وكبيرةٍ=وأتيتُ أزهر من عيون حناني

أمتدّ في رحم الزّمان سنابلاً=وعلى البنادق ثورتي وكياني..!!

تتلعثم الكلمات حين أسوقها=طوعاً.. وترفض رغوة الشطآنِ

راودتها.. نَفَرَتْ.. وجُنَّ أصيلها=منّي.. وسوَّر مقلتي.. ولساني

وتجرَّحتْ أوتارها في مسمعي=وتيبَّسَتْ في جذرها ألحاني

مرَّتْ على شفة الزمان.. وودَّعتْ=قُبَل الربيع.. وأحرقَتْ بستاني..!!

وعلى لُهاث زناتها كم زُخْرِفَتْ=حُمَّى الدموع على زناد أغاني..!؟!

ولَكَمْ وقفتِ على ركام رمادها=جيلاً تبعثره رؤى الخصيانِ

تتخثّر الألفاظ في حركاتها=وتزوِّر الأسماء في هَيَجانِ

وتشوِّه الطلقات في ثكناتها=جهراً.. وأنتِ حبيسة الأوزانِ

أخشى عليكِ من الصقيع مُطَعَّماً=بالرفض تحت عباءة السلطانِ..!؟!

أخشى الطريق.. إذا تزربع ظلها=وتداخل الترويض في الغليانِ..!!

وتعلَّبَتْ أبعادها.. وتأنَّقتْ=عَبْرَ الضباب.. وحاصرتْ بركاني..!؟!

أخشى من الزمن الخصِيِّ إذا بَدَتْ=قمر الزمان على رماح (بيانِ)..!؟!

وتربّع (البرميل) فوق صدورنا=وغدَوْتِ بين مساومٍ وجبانِ..!!

أخشاكِ يا قمر الزمان إذا رموا=ظلّي على نهديكِ في لبنانِ

***=

قمر الزمان..!! وقد قرأتِ رسالتي=أَ عرفتِ من ورمي ضحى أجفاني..؟؟

أَ عَبَرتِ أعماقي على فرس الهوى=وغزلتِ منها أذرع الفرسانِ..؟؟

فأنا جبال الكبرياء تكوكبتْ=في المغرب العربيِّ دون هوانِ

غمَّستها بالضوء من (أوراسنا)=وغَمَسْتُ في وهجاتها وجداني

وبعثتها عنقاء تعرف دربها=للرافدين على فَمِ الطوفانِ

فتنشَّقي منها عبير تَطَلُّعي=وتنفّسي من صدرها الفتّانِ..!!

01-11-1978م

 

.. إنّ الحبّ الصعب

هو القادر على تجديد

الزمن الفلسطيني

المُعَشِّشِ في جذور الأرض..!!

ابن الشاطئ

الإبحار..

في عينين بدويّتين..!!

عيناكِ..!! رائعتان.. رائعتانِ=تتحدّيان رجولتي وكياني

عيناكِ أجمل ما قرأتُ.. وما حكَتْ=لغة العيون (لمرجنا) الفتّانِ..!!

يتدفّق الأمل المزعفر فيهما=ويذوب في مطريهما وجداني..!!

ويموج أنهار الحنين على مدىً=متوثِّبٍ في صحوة البستانِ..!!

وعلى المرايا يستريح منعّماً=خاٌ على اليسرى سكين جناني

ويلوب من حُمّى الصّبابة حالماً=بأصابعي.. متظلّلا بحناني..!!

وأنا على همسات نهدكِ سابح=في جيدكِ البدويّ دون زمانِ

تتكسّر الأيام في قبلاتنا=والدفء يعبرنا بلا استئذانِ

وعلى ملامحنا يسافر جرحنا=فتُطِلُّ من خُصَل الهوى.. عينانِ..!!

وأراكِ من خلف الرّكام إلهة=قزحيّة تنشكّ في شرياني..!!

أصحو.. انام على ثلاث أساورٍ=ركَزَتْ على جيدٍ من الغليانِ

لا تعجبي من كبرياء تطلّعي=فلقد ولِدْتُ على فَمِ البركانِ..!!

أَتفَيَّأ الوطن الأسير وفي دمي=تتوهّجين على ذراع بياني..!!

لا يقرأ المرآة إلاّ شاعر=متدفّق في حبّه الرّيّانِ

تتزاحم الخفقات في أعماقه=غَيْرَى..!! ويبدأ من لمى بيسانِ..!!

فيعيش رغم البعد كلّ دقيقة=متجذّرا في رعشة الأجفانِ

وعلى خلايا الجسم أجمل وردة=وَلْهى.. تعانق (دُمَّراً) بأمانِ..!؟!

ويداه ترتعشان في سَرَحانه=وتترجمان الصدق..!! ترتعشانِ..!؟!

بدويّة العينين جئتكِ فارشاً=قلبي.. وفي أهدابه نيساني

لا عشتُ غاليتي إذا لم أستبقْ=خطْوي إليكِ على ضحى خفقاني

سأعود مقروء العواطف.. حاملاً=ذكراكِ في سرّي.. وفي إعلاني..!!

17-04-1979م

0000000000000000000000000000000000

هكذا..

أهواك..!!

أَ غاليتي..!! أهواكِ.. أهوى تجدّدي=وأعشق في عينيكِ سيف تمرّدي..!!

وأهوى مرايا الأرض فيكِ نقيّة=تُعَفِّر وجهي في عيون تشرّدي

كأنّ على (ميسون) منكِ عباءة=من الضوء.. حاكتها شموس تفرّدي..!!

أفصِّل من أعماقها كلّ نقطةٍ=وأمتدّ جذرا في الهوى المتجدِّدِ

وأعْبُر مرآة العصور مهدّباً=وأنتِ على جفنيَّ دون تردّدِ

أشمّكِ أرضاً رشّها الله لحظة=فطابَتْ عبيراً من ترابٍ معمّدِ

وأسكن في طيّاته متخايلاً=وآكل من أمسي.. وأشرب من غدي..!!

وأسهر فوق الغيم أزرع عمرنا=على بيت شَعْرٍ كان قلبَ توحّدي..!!

وقهوتنا تصطاف ريَّا.. وتنتخي=على شفة (المهباج) في رمش موعدِ..!!

ونيراننا للمدلجين تحيّة=من الرمل غنّتها خيول تورّدي

تحاورنا الصحراء دون تكلّفٍ=وتسأل عنّا كلّ طير مغرِّدِ

ونحلم..!! والنجمات تعرف دربها=إلينا..!! وغصن (الآه) خير مُرَدِّدِ

أحبّكِ كالإسفنج..!! يمتصّ غربتي=حنيناً..!! وكالتاريخ ينسخ عن يدي..!!

18-04-1979م

 

قراءة جديدة..

بوطن منفي..!!

أبحرتُ في زمني عذابا=والضوء يقرؤني كتابا

والشام تسأل في هوىً=عنّي..!! وتمطرني (عَتابا)..!!

وأنا وغاليتي توحّدنا(م)=وخاصرنا السحابا..!!

وعلى سوالفنا فلسطين(م)=تكوكبنا لُبابا

في كلّ ثانية تُفَتِّح(م)=زهرة.. نغلي شبابا..!!

تالله ما عنوَنْتُ قبلكِ(م)=مطلقاً.. وفتحتُ بابا..!!

حاصرتُ نفسي غائم (م)=العينين أستبق السرابا

وعلى ضلوع الآهِ من=بلدي رؤىً تَلِد الضبابا

ونوافذي ما حرَّكَتْ=ريحاً.. ولا سكَنَتْ شهابا

وطلعتِ من عنب الخليل(م)=مدىً يُجَرِّحني عِتابا

يمتدّ شعركِ رائعَ(م)=الهمسات يجدلني إيابا

وحروفه العنقاء عَبْرَ(م)=اللِّدِّ تنساب انسيابا

وطموح خالكِ يستفزُّ(م)=القلب.. يرتجل الخطايا..!!

فتسافر الأبعاد في=عينيكِ أسراراً عجابا

أرضعتِني حبّاً جليلياً(م)=.. وأفراساً عِرابا

وحملتِني للقدس فاتنة(م)=ورمَّدتِ العذابا

ووقفتِ شامخة كتاريخي(م)=.. وأيقظتِ الحِرابا

ما غاب عنّي طيفكِ(م)=الأمويّ.. أو خُنتُ انتسابا..!!

جدّضلتُ ميلادي أعدتُ(م)=هويّتي.. فخذي الجوابا

إنّي قُبَيْل الأمس ما=كنتُ الحضور ولا الغيابا

عايشتُ أصفاراً مكعّبة(م)=وأوهاما عِذابا..!؟!

وطلعتِ من عمقي..!! فجذّرتِ(م)=الأنوثــة.. والترابا..!!

20-04-1979م

 

نافذة مفتوحة..

على خصر بدويّ..!!

تأخّرتِ..!! فاغتالتْ خطايَ ظنونُ=وأورق في عِزّ النهار جنونُ

وجرَّحني ما كنتُ أخشاه بعدما=كَبِرنا..!! وشابَتْ أحرفٌ وعيونُ..!!

ركبنا حصان الجوع ألف قصيدة=وما مطنَتْ (للغوطتين) جفونُ..!!

تزاحمَتِ الذكرى على صبواتها=وأزهر في عمق الجراح جبينُ

تحاورتِ الأبعاد عَبْر شموخه=فَرَفَّتْ على هدْب الصباح قرونُ

تكوكِب في أضلاعها وجه عاشق=من القدس يرعى حبّه ويصونُ

ويزرعه في مقلة الحرف خافق=غنيّ كأنهار اللقاء.. ضنينُ..!!

طَموح كنيسان الخليل.. متيَّم=بريء كأزهار الجليل.. أمينُ..!!

يسافر إنسانا على هدب صحوة=من النار تخفى تارة.. وتَبينُ..!!

فتسألنا الفيحاء كيف تمرّدَتْ=لمانا على الدنيا..؟؟ وكيف نكونُ..؟؟

أَ نصبر..؟؟ مات الصبر فوق جوادنا=وأفرع من خلف الضباب يقينُ

نبالغ في خنق المشاعر.. ندّعي=كثيراً.. فتُغْضي (دُمَّرٌ).. وجِنينُ..!!

ونعشق لوز الصيف يقرأ عمقنا=بصدق.. وما أقساه حين يخونُ..!؟!

تأخرتِ..!! فانسَلَّتْ من القلب مَزْعَةٌ=هلاليّة تشتدّ ثمّ تلين..!!

وأنتِ أنا.. شلاّل حزن مُعَشِّشٍ=بيافا..!! وجرحٌ ساهرٌ.. وحنينُ..!!

تُطِلِّين من عمقي أراجيح عودة=يجسِّدها في مقلتيكِ يمينُ..!!

وتزرعها بيّارة كم توضَّأتْ=بشعركِ.. فامتدّتْ رؤىً وغصونُ..!؟!

توشوشني رغم السنين أصابع=من اللِّدِّ غنّتْ لحنها حطّينُ

وما كنتُ أدري أنّ لحم حبيبتي=تراب.. خليليّ الحضور.. حصينُ..!!

يُعمِّقني في الأرض جذراً مخضّباً=فأخصب قوميّا.. وينبت حينُ..!!

تأخّرتُ عن نيسان..!! فارتعشتْ خطىً=وجنَّتْ على الصدر الحنون شجونُ

تشجَّرَ في قلبي هجيرٌ مزعفر=ومنفى على كفّ الرياح.. هجينُ..!!

وأوجستُ من نفسي.. وقاتلتُ داخلي=ولكنّ عمري في هواكِ سجينُ..!!

تأخّرتِ عنّي..!! هل نسيتِ لقاءنا=وموعدنا..؟؟ هل زيَّفَتكِ ظنونُ..؟؟

حفرتُ على نهديكِ ذاكرة الضحى=وجئتكِ والأمس النقيّ عرينُ

وقبَّلتُ فيكِ القدس نهر تمرُّدٍ=فكنّا.. وكان البدء حين نكونُ..!!

02-05-1979م

 

مناديل..

لا تحترف الدموع..!!

أَ ترقصين على شلاّلِ أحزاني=وتسرقين مواويلي وأغصاني..؟؟

وتطلعين من الصحراء جامحة=كالرمح.. فاتحة للريح صيواني..؟؟

تُكسِّرين جِرار الشوق هاجرةً=ملامحي.. ومسافاتي.. وأوزاني

أَ تضحكين على ذقني مهرِّبة=قلبي.. مخربِشة في الليل عنواني..؟؟

وتَدَّعين بحبي.. أيّ منحدر=هذا..؟؟ وأيّ هجير..؟؟ أيّ نسيانِ..؟؟

تنافسين جبال الثلج واعجبا=من رهوة تستبيني ثم تنساني

وكم تعرّتْ على أقدام موعدنا=وأقسمتْ أنها كاللِّـدِّ تهواني..!!

فكيف يا زهرة المنفى تخادعني=عيناكِ..؟؟ كيف..؟؟ أجيبي نهر أشجاني..!!

أَ تساءلتْ لغة الحِنّاء عن مطر=كنّا على جفنه مرآة بيسانِ

وعن شوارعنا الحمقاء حين مشتْ=فينا.. وثارتْ على صمتٍ وقضبان..!!

وعن تفاصيل ماضينا على مقلٍ=لَوْزِيَّةٍ شَرَّشَتْ في عمق وجداني

وأنتِ مقروءة الأبعاد.. نائمة=على ذراع جليليٍّ… ونيرانِ..!!

وتُعَرْبِشينَ بدفئي كلّما ارتعشَتْ=يدي.. ولاحتْ على جفنيكِ أفناني

فتَعْبُرين إلى عكّا مُجَنِّحَة=وتشنقين على اللّطرون أوثاني

وتَحرثين مساحاتي متيّمةً=وتَبذرين على نهديكِ نيساني

أين العصافير في شبّاكِ موعدنا=وأين.. أين أزاهيري وغدراني..؟؟

كتبتِ بالأحرف الأولى على مدني=وكنتِ أوّل مكتوبٍ لإنسانِ..!!

كتبتِ في صحوة بيضاء حالمة=إليّ.. واختَصَرَتْ عيناكِ شطآني..!!

ونقطة الضوء في يسراكِ شاهدة=على احتراقي بلا ظلٍّ وألوان..!!

صحوتُ بعد نزيف العمر فارتحلتْ=من داخلي كلّ أوجاعي وأحزاني

صحوتُ..!! فانغرِسِتْ حيفاء في رئتي=وأورق الكرمل الظامي على باني..!!

صحوتُ فيكِ..!! وكنّا ألف أغنية=على الدروب.. وكنّا ألف بستانِ..!!

نُسائل الزَمن (القيسيّ) عن خِصَلٍ=رمليّة هدَّبتها بعد نكرانِ

فتنتشي مهرة الأبعاد عابرة=محيطنا الصبّ في شوق وتحنانِ

ويستدير على أحداقها وطن=تجذّرتْ فيه أسيافي وألحاني..!!

أراه في شَعْركِ الريفيّ منتشرا=كالضوء.. منغمسا في كلّ أزماني

أراه في حزنكِ الصيفيّ متَّكِئاً=على ضلوعي..!! بريئاً من (حزيرانِ)..!؟!

أراه في خصركِ الفتّان أشرعة=من العبور على أثداء عمَّانِ..!!

أراه عَبْرَ جموح الخال مختزِنا=في ضفّة النهر أجيادي وفرساني..!!

أراه أنتِ على أفراس عودتنا=مجسِّدًا في عيون القدس بركاني

فهرِّبيني..!! وكوني رهوتي أبداً=وجدِّديني مَدىً في كلِّ ميدانِ..!!

11-05-1979م

 

قبل أن نبدأ..!!

لا تسكني فِيَّ..!! مرآتي بلا حذرِ=يا صحوة العمر في أعماق منتظرِ..!؟!

لا تسكني فيَّ إن غَيَّرتِ موعدنا=وجئتني خلسة في الموسم الخطِرِ..!!

أخاف من جمرات الشوق تفضحني=إذا التقينا..!!وأخشى منكِ يا قمري..!!

هموم عينيكِ ثارتْ في مخيَّلتي=وحمَّلتني جِرار الحزن من صغري

غرقتُ فيها..!! وكانت قَبْل تذكرة=من الجراح.. وآفاقاً من الذّكرِ..!!

تلوح فوق شبابيكٍ مشبَّعةٍ=بالقهر.. تنزف آلافا من الصورِ

دافعتُ عنها طويلا دون معرفة=وكنتُ في عمقها أحلى من الزَّهَرِ

وعانقتني ضلوع الآهِ عارية=لمّا التقينا..!! وجفّتْ دمعة السفرِ..!!

وهِمْتُ في عشبها الضوئيّ أرصدها=متيَّماً وأُفَلِّي غُرَّة السَّحَرِ..!!

وما تعوَّدتُ هذا الحبّ.. واعجباً=منّي.. أَ أمتدُّ في بستانه النَّضِرِ..؟؟

كنت بواكير أيامي دُمىً جُبِلَتْ=من طينة الوهم حتى جئتِ.. يا قدري

أحنُّ للأمس..!! أغفو في ضفائره=وأستفيق على أحلامه الغُرَرِ

وأنتشي كلّما لوَّحْتِ نادِهَةً=عليَّ والزمن الصاحي بلا خَفَرِ..!!

أحِنُّ للشَعر مُنْساباً كموعدنا=خلف النجوم على شَبَّابَة المطرِ

أحنُّ للخالِ في يسراكِ يرقبني=ليستريح على جفنيَّ فيخَدَرِ..!!

أحنُّ للقهوة الحمقاء تشربنا=بعد الغروب.. على مشوارنا العَطِرِ

وأنتِ معزوفتي الأولى الَحِّنها=على الضلوع.. يغنِّيها فَمُ الشجرِ..!!

أحنُّ للدار تغرينا بلهفتها=وللمكاتيب تشوينا على القمر..!!

أحنُّ للأهل في عينيكِ.. متّقداً=وللبيادر في أرجوحة السَّمَرِ

وللرَّبابة تشكو عمق سهرتنا=إلى المواويل, في أهداب مُسْتَعِرِ..!!

أحنُّ للوطن الغالي يهدِّبني=على جموحكِ في وَعْيٍ وفي حذرِ..!!

أحنُّ للمهرة العنقاء تزرعني=في (المَرْجِ) وضّاحة الأبعاد والشَّرَرِ

عميقة كالهوى الورديّ.. صافية=عريقة.. كانتخاء النخل في مُضَرِ..!!

أحنُّ غاليتي دوماً.. ويفضحني=على جبينكِ ما في الشَّعر من سهرِ..!!

فهل تحِنِّينَ مثلي يا معذِّيتي=وتسكنين عيون الشوق والخطرِ..؟؟

05-06-1979م

000000000000000000000000000

سنابل معلّقة..

على جدران..

لقاء..!؟!

ألقاكِ مرفوع الجبينِ=يا زهرة الوطن الحزينِ

ألقاكِ والزّمن العصيب(م)=يطيبُ في الصدر الحنونِ

ألقاكِ..!! كيف..؟؟ وقد (م)=تعربش فوقنا شبح الظنونِ..؟؟

وتملص الثّغر المطيب(م)=من شبابيك الحنينِ

وغدوتُ وحدي أشرب(م)=الأحلام في قدَح الأنينِ..!!

وعلى مداخر(دُمَّرٍ)=يغتالني سيف الجنونِ

وأنا أفكِّر فيكِ أبحث (م)=عنكِ في وجع السنينِ..!!

ومحاجر العمر العَشيبِ(م)=تُطِلُّ منكِ على كميني

ومجامري تمتدّ في=لحم التراب.. وتستبيني..!!

ألقاكِ.. كيف..؟؟ وأنتِ حجم(م)=المستحيل على جفوني..؟؟

تتسامرين على نخيل(م)=الهجر والأمس الطَّعينِ

وتهاجرين على جناح(م)=البرق.. والحصن الحصينِ..!؟!

وتَهْبِشين ملامح اللطرون(م)=في القلب السجينِ

تترافعين أمام باب (م)=الملْكِ.. والزمن الهجينِ..!!

وتُبَرْوِزين على الجدار(م)=دمي.. وطوق الياسمينِ..!؟!

وتُنَوِّحين إذا أتيتُ(م)=فهل شجونكِ من شجوني..؟؟

أمْ أنّ طير البرق في=عينيكِ مجهول اليقينِ..؟؟

لا.. لن أكون خريطة الترويض(م)=فيكِ ولن تكوني

فعلى مزارعنا صَحَتْ=ميسون في هدْب الغصونِ

تتوضّأ الأبعاد عَبْرَ(م)=شموخها في (قاسيونِ)

ويُلَوِّح المنديل من=شرفاتها خلف السّكونِ

فالمسجد الأمويّ يَنْدَه(م)=(كالمُكَبِّر): عانقوني..!!

لبَّيته وأتيتُ تزرعني(م)=جراحكِ في جِنينِ..!!

لا تتركيني في دهاليز(م)=الهوى.. لا تتركيني..!!

فأنا على نهد الضحى=وطن لشاطئكِ الحزينِ..!!

أَتَفَيَّأ الخال الطَّموح(م)=وأستضيفكِ في عيوني..!!

تتقطَّع الأنفاس حين(م)=أراكِ من خلْف السجونِ

وأُقاتل الأيام أنحرها(م)=على الحجر الأمينِ..!!

أَ تسافرين..؟؟ وأنتِ فيَّ(م)=القدس.. أنتِ جياد حيني..؟؟

لا تسأليني عن سراب(م)=العْر.. لا.. لا تسأليني

طلّقتُه منذ التقينا(م)=في بنادق (مَيْسَلونِ)..!!

وخرجتُ من قصر الحريم(م)=ومن خواطر زيزفوني

وهربتُ غاليتي..!! من(م)=الليل الطويل.. فهرِّبيني..!!

07-06-1979م

0000000000000000000000000000000

يُخشى من قراءتها..!!

أغيبُ في الصّمت مَجْدولاً على مِزَقي=وخلف شَعركِ أصحو غائم الأفقِ

أعُدُّ كلّ نجوم الأرض.. أسألها=عن حبِّنا.. فتغضّ الطرف.. في نَزَقِ..!!

أحاصر الكلمات السُّمر.. تسبقني=إليكِ.. تفضح في عينيكِ مُنْزَلَقي..!؟!

وفي ضفائرها الوَلْهى يقدِّمني=قلبي.. وزورقه الظامي.. على طبقِ..!!

وأنتِ في رعشة الأوهام.. واقفة=خلف المرايا على دوّامة الشَّبَقِ..!!

تتاجرين بأبعادي إذا عَبَرَتْ=مفارق الأمس أبعادي.. على الورقِ..!!

أتُستباح مسافاتي وأنتِ هنا=محظيّة الشرق في كأسٍ من العَرَقِ..؟؟

أَ أنتِ رغوة مشبوهٍ تطاردني=إذا أتيتُ..؟؟ وتشويني على الغسقِ..؟؟

تعربدين على الأوزار مُلْقِيَة=ظلِّي على قَدَم العشّاق في النفَقِ..؟؟

وتمسحين على رأسي مُجيِّرة=حبّي لكلّ هلاميٍّ ومرتزقِ..؟؟

ماذا..؟؟ أَ تُسرق عكّا عَبْرَ زوبعةٍ=وأنتِ أسوارها في صدر محترقِ..!!

أُطلُّ منكِعليها والهوى وطنٌ=مهدّبٌ في عيون الخيل والسّبَقِ..!!

تمشي على خالكِ القدسيِّ حائرة=وفي يديها بحيرات من العبقِ

وفوق ناقلة البترول كمْ صرختْ=لتستفيق.. فلم نحْفَلْ.. ولم نَفِقِ..!!

فنحن نستمطر الآهات.. نزرعها=على الضلوع بلا بُعْد.. ولا نَسَقِ

تبيعنا طرقات الليل أذرعها=وأنتِ مسحوقةٌ في كفّ منسَحِقِ..!!

إلى متى وطواحين الهوى مُدُنٌ=من الشِّعارات في أحداق مختَنِقِ..؟؟

إلى متى وسيوف الشرق مشرعة=عليكِ.. والزمن الضوئيّ في الحَلَقِ..؟؟

إلى متى تسهرين الليل حالمة=وحول ثغركِ آلاف من الشُّقَقِ؟؟

ذوّبتُ ذاكرة الأشواق.. وانغرستْ=محارم الأمس في بيّارة الأرَقِ

وعِشتُ في شفق الذكرى.. أخاصره=متيّماً.. فتجلّى الله في الشّفقِ..!!

أَ تشهدين.. وقد قسَّمتِني فرقاً=وكنتِ فتّانة في سَكْرَة الفِرَقِ..؟؟

وخنتِ موعدنا قبْل الوداع على=صدر الخليل.. وكنّا خير منطلقِ

وللمكاتيب في أعماقنا لغة=جديدة هرّبتها طلعة الأفقِ

على إزاركِ يوم العيد من دمها=خواطر تشعل النيران في رمقي..!!

عشقتُ منها طموحاً كان يحملني=إلى فلسطين في أرجوحة الألقِ

كنّا نطالع في كفيّه عودتنا=على السَّكاكين رغم الشّكِ والقلقِ..!!

وأنتِ في عمق أحزاني مجنّحة=تُنَشِّفين بمنديل الضحى عرقي..!!

كم مرّةٍ حاصرونا قبل موعدنا=وكنتِ مهرة محصورٍ ومخترَقِ

تحلِّقين على جفنيَّ صاحية=وشعر (قابيل) ملتَفٌّ على عنقي..!!

أخفيتُ عنكِ ليالي الشرق معتقِداً=أنَّ الهوى الصّعب أنجاني من الغرقِ

ولم أكن يومها أدري بأنّ دمي=قد استُبيح كقلبينا على الطرقِ..!؟!

صحوتُ قبْل ضياع العُمْر مُختَزِناً=بنادق الرفض في يرغولكِ العبقِ

وقد حلفتُ قُبَيْل العرس أتقفي=جريئةً.. وتُصَفّي كلّ مرتزقِ..!!

11-06-1979م

 

انتهى

المزيد من اعماله

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً – أبو النواس

يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً - أبو النواس يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ

%d bloggers like this: