حب التملك .. بقلم نجاة سعيد هاشمي

حب التملك جميل جداااا أن نترك بعض المسافات بيننا وبين الأشخاص الذين نحبهم .. هو احترام لخصوصيات الشخص في حد ذاته و اعتراف أنيق بوجود وجهات نظر و ميولات خاصة بالطرف الذي نحبه وإن كنا نخالفه الرأي فيها … هذا الشعور الجميل الموضوعي في حد ذاته يخلق الكثير من الثقة بين الطرفين خصوصااا إن تم احترامه وتطبيقه من طرفهما… إذ أن حب التملك وقوة المراقبة هو نوع من السيطرة و التملك اللذان بإمكانهما تدمير كل العلاقات الإنسانية … وحبك لشخص ما لا يعني أبدااا تدخلك المستمر في ذوقه وو اختياراته ..بل إن ذلك نوع من فرض الذات عليه وإجباره أحيانا على قبول مالا يرغب به.. الحب تفاهم و احترام حتى في فترات البعد ..لأنه ليس من الطبيعي أبدا أن تفرض مشاعرك على شخص لا يحترمك في كل حالاتك وبكل إيجابياتك أو سلبياتك…. كثيرااا ما تضيع علاقاتنا القوية بسبب التدخل الدائم في كل الخصوصيات ..لأننا لا نعي تماما أن هناك ثمة لحظات أو فترات نفضل فيها الإختلاء بأنفسنا ومراجعة كل حواراتنا و مواقفنا ….مما يرغمنا على الإنزواء لفترة من الزمن .. هذه الفترة من التكتم و الإنطواء الغير مباشرة تجنبنا عدم التسرع بالحكم على الكثير من الأشياء والمواقف وتحمينا من الوقوع في مالا يحمد عقباه… عند ابتداء حرية الطرف الآخر تنتهي حريتنا وهذا يكون أيضاً بعلاقاتنا الخاصة مع من نحب…وهذا القانون يجعلها علاقة ناجحة متينة ومستمرة إلى أبعد مدى ممكن … نفهم الأشياء كثيراا حينما …تتوضح لنا الرؤى و عندما نتعمق بهااا ..ويبدو الصعب سهلا والمستحيل قريباااا ..وحبذا لو يخرج الرجل الشرقي من زيه العتيق الذي ورثه منذ العصور البالية وتعمد عدم خلعه خدمة لمصالحه وإرضاء لأنانيته…. نريد من هذا الرجل الشرقي الوقور الغيور أن يكون قبلة لكل الثقافات الأخرى التي تزاحمنا وتفرض نفسها علينا بمستجداتها ومتغيراتها الغير ثابتة…نريده أن يكون قمة في العطاء والتفهم والحب والإخلاص والتقدير للطرف الآخر ولكل شيء … نريد منه أن يعكس أخلاقيات ديننا السمح ويحمل رسالته برجولة و قوة و حب … ولا نستثني في ذلك المرأة الشرقية وإن كنت أحمل الرجل المسؤولية الكبرى لأنه يتمتع بمساحة أكبر من الحريات..لكن الأنثى الشرقية في كل مراحل حياتها عليها أن تكون واعية مقدرة …أنيقة و جميلة بأخلاقها و معاملاتها و احترامها …. هكذا نخلق قوانيننا الأصيلة المتأصلة والمتميزة ..وهكذا علينا أن نكون نحن حملة الأمانة ونحن المسلمون …كما أرادنا الله ورسوله الحبيب

نجاة سعيد هاشمي

المزيد من اعمالها

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

عصفور ملون / منيرة شريح

فمهما كان قصده فقد أسعدني وذكرني بذلك الكم الهائل من الأمل

%d bloggers like this: