رأت ميرا قطرة صغيرة متوترة تتأرجح في الفناء، تقافزت القطرة حتى بلغت حافة النافذة، اقتربت وهمست في أذن ميرا سرَّاً خطيراَ: هيَّا افرحي بالأمطار اليوم ، واستمعي لعزف حبَّاته وقرعها، استمعي لصدى موسيقى الشتاء وانتظري مفاجأة سارة.

بذور الثَّلج .. فدوى خصاونه

بدأ فصل الشتاء وبدأت حبات المطر تتناثر على النوافذ،
رأت ميرا قطرة صغيرة متوترة تتأرجح في الفناء، تقافزت القطرة حتى بلغت حافة النافذة، اقتربت وهمست في أذن ميرا سرَّاً خطيراَ: هيَّا افرحي بالأمطار اليوم ، واستمعي لعزف حبَّاته وقرعها، استمعي لصدى موسيقى الشتاء وانتظري مفاجأة سارة.

فرحت ميرا بالكلمات فتساءلت: ما هي المفاجأة أخبريني يا قطرتي؟.

أزّت القطرة هامسة: اليوم عند العصر ستزف السماء زائراً أبيض يعمّ كل الأرجاء.

فرحت ميرا كثيراً، هرولت نحو خزانتها، ارتدت قفازات الثلج المصنوعة من الجلد وارتدت معطفها المطري.

نظرت إليها أمّها بدهشة وسألتها:

-لماذا ترتدين قفازات الثلج يا حبيبتي؟.

قالت ميرا : أريد أن ألعب بالثلج وأصنع رجل الثلج يا أمّي .
.

  • ولكن يا ميرا لا يوجد ثلج إنّها أمطار.

فكَّرتْ ميرا قليلاً، نكشت شعرها الأسود ومسحت وجهها الوردي بحيرةٍ وقالت: ولكنَّ قطرة المطر وعدتني أنَّ الثَّلج سيتساقط ويغطي الأرض.
أشارت بيدها الصغيرة عبر النافذة ثم تابعت:
-أمي، أحب السّاحات وهي ترتدي ثوبها الابيض، وحتى الأشجار تبدو بثوب عروس جميلة تتراقص وتتمايل حين يسقط الثلج

شردت ميرا قليلاً والتفتت إلى أمِّها قائلة:

  • أمي ما رأيك أن نزرع الثلج

    ردت الأم : ولكنّ الثلج لا يزرع يا حبيبتي .

    أطرقت ميرا برأسهاوتنهدت:

    -ولكنني أرى الغيوم وهي تنثر بذور الثلج بكلتا يديها وتغرسها وتوزعها في كل الأرجاء في السهول والجبال .

    قالت الأم :

  • فلنجمع البذور إذاً لنصنع رجل ثلج أبيض يكون زائر الوطن لهذا العام ولنهديه ربيعاً مزهراً بألوان محببة لقلوبنا ؛

    خدّيه أوراق وردة حمراء ، وعينيه أزرارسوداء، وحزامه وشاح أخضر وعلى صدره نجمة لامعة.

ميرا بفرح غامر:

  • سيكون جميلاً يا أمي وحلّته بهيّة مثل علم الوطن

  • نعم يا صغيرتي وسيزهر في قلوبنا مثل ربيع دائم ويبقى يعانق السماء، والآن لننتظر حتى تتساقط الثلوج وتغطي الأرض، وبعدها نجمع بذور الثّلج.

لا زالت ميرا تتابع حديث أمِّها وهي تقول:
-سيزهر الثَّلج ويفرح الجميع.
نامت ميرا على حلم سعيد بجمع الثلج ليرتفع منسوب العطاء والخير بقلبها الأبيض.
نامت ميرا وهي تعزف موسيقى ولحن النقاء والصفاء وتقول : الثلج للجميع والوطن للجميع .

فدوى خصاونة

المزيد من اعمالها

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

ندامة الكسعي - مما اعجبني

ندامة الكسعي – مما اعجبني

استخدم العرب تشبيه "ندامة الكسعي" لوصف أسوأ حال يصل إليه المرء عند الندم، وتأتي القصة لرجل كان يرعى إبله في البر فرأى شجيرة يصلح خشبها للسهام فسقاه

%d bloggers like this: