قبل عامين أحسست بجمال وروعة الحاضر رأيت الحاضر عمراً وحياة مهداة لكل العالم . كان الحاضر في نظري شمساً وضياءً .

اليوم أعتذر / فدوى خصاونه

قبل عامين أحسست بجمال وروعة الحاضر رأيت الحاضر عمراً وحياة مهداة لكل العالم .
كان الحاضر في نظري شمساً وضياءً .
أحسست بتفاصيل الحاضر وكأنني طفلة أهداها الحاضر دمية فأنساها كل البؤس .
قبل عامين كتبت :
الحاضر أجمل
ماذا لو عاد الموتى للحياة ؟
ماذا لو رأوا تلك (المولات) والشوارع المنيرة ماذا لو شاهدوا تلك الأبراج ؟
ماذا لو أنهم شاهدوني وأنا أنسج الكلمات وبلمسة واحدة لتصل إلى كل الأصدقاء ؟
ماذا لو أن الموتى يشاهدون التغيير بالوجوه والثياب والبناء ؟
ماذا لو سمعوا إنذار الفل أوتوماتيك وهو ينادي ويصيح : أكملت العمل ؟
وماذا لو رأوا صنوف الطعام والشراب ، وأنهار العسل ؟
وماذا لو رأوا الأقمار الصناعية ؟
لربما يشعرون وقتها أنهم في جناتٍ عرضها السموات والأرض لابثين فيها أحقابا .
ومع كل التقنيات الكل يصرخ ويستغيث لاستعادة لحظات الماضي العنيف الماضي الفقير بكل أشياء الحياة ؛ والكل يتحدث عن الحنين للماضي والكل يتحدث عن شعور الألم بانقضاء لحظاته ؛ ذلك الماضي الذي كان الجميع ينتظر ضوء نجمة واحدة لتنير لهم العتمة ؛ أو ينتظرون حمامة لبث رسالة أو شكوى ؛ كانوا ينتظرون المواسم والسحب لتزهر الثمار .
كانت الشمس تحرقهم والصقيع يلفحهم.
كانوا يغزلون المستقبل بحبات العرق ويقتلون الخوف بحكايا الغول .

كتبت كل هذه الكلمات في أمسية ذات ربيع أخضر ذات يقين بشمس الحاضر ، والقمر الذي لا يأفل أبدا.
أما اليوم أعتذر من كل الماضي ومن تفاصيل النجوم ورسالة العشاق أعتذر من نقاء الماضي ؛ فالحاضر أصبح مسموما ملوثا بالأكاذيب والخرافات؛حتى تجاوزت حكايا الغول والأساطير وتعدتها بكثير .
أعتذر إلى كل تفاصيل الماضي الأجمل فهو الأجدر بأن يصبح أفضل.
فدوى خصاونه

Read more

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

عصفور ملون / منيرة شريح

فمهما كان قصده فقد أسعدني وذكرني بذلك الكم الهائل من الأمل

%d bloggers like this: