إضاءة على كتاب “فوضى فراشة” للكاتبة غادة عزام / حنان القرعان

بقلم: الاستاذة حنان القرعان

_ مقدمة تعريفية عن الكاتبة

غادة عزام، كاتبة أردنية، من مواليد ١٩٨٢، تكتب النصوص النثرية، إضافة إلى القصص القصيرة وبعض شعر التفعيلة، كما أنها مقدمة برامج إلكترونية، شاركت في حضور العديد من المهرجانات والأمسيات الشعرية كصاحبة دعوة، وكضيفة، كما قامت بإثراء المشهد الثقافي سواء بمتابعتها الدائمة، أو طرحها للمسابقات الثقافية في المدارس.

_ ملخص عن الكتاب

فوضى فراشة، كتاب صدر عن دار شهرزاد للنشر والتوزيع، يحتوي على ٢٠٥ من الصفحات، وهو كتاب نثري بحت،. وقامت الكاتبة بتوضيح ذلك من خلال كتابة ( فضاءات نثرية) على غلافه الجميل.

يبدو العنوان مشوقا وغريبا، فالفراشة تعرف بخفة حركتها وطيرانها وجمالها الجذاب، رغم ذلك أردات الكاتبة أن تضع للفراشة فوضى لتعبر عنها، جاء اسم الكتاب تبعا لنص نثري ورد في الكتاب ذاته بعنوان فوضى فراشة وكان رقم النص النثري ١٦.

يشار إلى أن الكتاب بدأ بتقديم نقدي من الاستاذ الدكتور عبد الرحيم المراشدة بواقع سبع صفحات، اعطى فيهن تقديما عاما وشرحا مفصلا لماهية الكتاب، ثم توالت بعد ذلك الإهداءات من الآخرين للكتاب والكاتبة، وكانت فكرة جيدة أن يتم وضع إهداءات الآخرين في الكتاب، واللفتة الجميلة كانت بوضع جملة من الكاتبة فيها تقدير وثناء لكل إهداء وصل إليها، ناهيك انها وضعت إهداء والدها بخط يديه لا طباعة،. فكرة تستحق التقدير.

قالت الكاتبة كلمتها ومن ثم شكرت من يستحق الشكر، ويشار إلى أن النصوص الفعلية للكتاب بدأت بصفحة رقم ٣٧، بواقع ٦٩ نص نثري، وتوقفت عند هذا الرقم لاتساءل لماذا ٦٩ وليس سبعون مثلا،. لكني لم أصل لنتيجة تأملي.

تتميز النصوص بشكل عام،. بلغة سلسة واضحة للقارئ، وحتى الكلمات القديمة قامت الكاتبة بتوضيحها على شكل هامش أسفل كل نص، تناولت النصوص قضايا عديدة كالوطن والأم والعروبة والحب والدعم للذات والآخر كما قامت بمناجاة الذكريات والآخرين، وبعض النصوص وضعت فيها الكاتبة استعطاف المحاور في حين وضعت في نصوص أخرى جانبا من التفاؤل فقالت ( الفجر آتٍ)، وتميزت نصوصها بتواجد فعل الأمر بصورة كبيرة ( اقترب، أمطر، تعالي، املئي، غردي، دع، فتش، انثر… الخ) كما وكانت بين نصوصها تمنح القارئ تأملات شخصية وتجعله يعيش النص وكأنه احد شخوصه، الحوارات تواجدت بشكل كبير بعضها من غائب إلى حاضر، الآخر حوارات وردود، إضافة إلى تأثر الكاتبة بالشعراء القدماء، ففي نص تساؤلات التي تقول في نهايتها ( هل انا جسد من طين… الخ) ، تذكرنا بقصيدة إيليا ابو ماضي التي كانت بعنوان لست أدري ومن ضمنها يتساءل عن ذاته… كذلك بنص (لا انتمي لشيء) ، تذكرنا بقصيدة محمود درويش لا شيء يعجبني، وصلت الكاتبة ببعض النصوص إلى الحزن والتعب والضعف، لدرجة أنها قالت انا لست فراشة آذار، وهي التي تسمي كتابها بفوضى فراشة وهي التي ولدت بشهر آذار.

منحت الكاتبة آخر ٨ نصوص عنوان ( أسرار محلقة) ، وبكل صدق شعرت بغموض آخر النصوص، لمن وجهت؟ ماذا اردات الكاتبة أن توصل بهن، لا أعلم، لكن وجودهن تحت عنوان واحد مع العناوين الفرعية كان أمر ضروري لا بد منه.

كتاب جميل قضيت معه وقتا ممتعا، أشكر للكاتبة العزام هذا الكتاب والاهداء، كما أقدم اعتذاري على أنني تأخرت في قرائته، نتيجة ظروف الحياة ومشاغلها.

 

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

قراءة لقصيدة الحج لغزة للشاعر ماجد النصيرات – زكية خيرهم

لحج لغزة هذا العام يكفيكَ نصراً إذْ وقفتَ شُجاعا و ركبتَ موتاً للحياةِ شِراعا يكفيكَ نصراً في السمُوِّ مهابةً و بكَ الرجالُ سيقتدونَ تباعا

%d bloggers like this: