بمناسبة المئوية الثّانية للدّولة الاردنيّة، وإربد عاصمة للثقافة العربيّة لعام 2022، نظّمت مبادرة إربد تقرأ ممثّلة بالأستاذ محمود محسن علاونه،

إضاءة إبداعيّة للأديبة أماني المبارك في حفل إشهار وتوقيع رواية (ثقوب سريّة في غابات الأمازون) للرّوائي محمد ثامر

بمناسبة المئوية الثّانية للدّولة الاردنيّة، وإربد عاصمة للثقافة العربيّة لعام 2022، نظّمت مبادرة إربد تقرأ ممثّلة بالأستاذ محمود محسن علاونه، وبالتّشارك مع مديريّة ثقافة إربد ممثّلة بمديرها عطوفة الأستاذ عاقل محمد الخوالدة، اليوم الخميس الموافق 2 أيلول حفل إشهار وتوقيع رواية (ثقوب سريّة في غابات الأمازون) للرّوائي محمد ثامر، برعاية كريمة من الشيخ عبد اللّطيف بطيحة، وبحضور ضيوف الشرف سعادة النائب محمد الشطناوي وسعادة الأستاذ خالد حجازي ، وحضور عدد كبير من الأدباء والشّعراء. هذا وقد أدار الحفل الإعلامي القدير أحمد السّرميني، كما قدّمت الأديبة أماني المبارك إضاءة إبداعيّة، والدّكتور سلطان الخضور إضاءة نقديّة.

وفي ختام حفل الإشهار قدّم الشّاعر علي العكور قصيدة عن مئويّة الدّولة، وتمّ تكريم المشاركين، وتوقيع الرّواية للحضور الكريم.

 

ومما جاء في إضاءة أماني المبارك

بدايةً يحضرني تعريفُ الرّوايةِ: فهي فنٌّ أدبيٌّ نثريٌّ مكتوبٌ بأسلوبٍ سرديّ، وهي سلسلةٌ من الأحداث التي يتمُّ وصفُها على شكل قصّةٍ، وهي جزءٌ من الثّقافة البشريّةِ، ولا تزالُ تحتفظُ بهذه المكانةِ إلى وقتنا الحاضر، على الرّغمِ من بعض التغييراتِ في طرق عَرضها وتَكوينها عَبرَ الزمن، وعناصرُها: الحُبْكةُ، والشخصيات، والزمان والمكان، والحوارات، وموضوع الرواية، أو المغزى.لا بدَّ من الإشارةِ لصورة الغلاف المختارة باللّونين الأسود والأبيض يتخلّلها وجودُ رجُلٍ وحيدٍ في غابة مظلمة، مع إرفاق صندوق يخرج منه الضّوء، وهذا يتطابق جدا مع فحوى الرّواية، فالغموض يسيطر على الأحداث بشكل كبير، والصّندوق يعبّر عن الأسرار وعن الأمل في نهاية المطاف، أما الوجهُ الآخر ُفهو عبارةٌ عن الرّسالة الخاصّة بالرّجل المستحيل. تقعُ الرّواية في خمسمئةٍ وستّ صفحاتٍ، تبدأُ أحداثُها في قارّة أمريكا الجنوبيّة، في دولة البرازيل، بالقرب من مدينة ماناوس، حيث تُلقي الضّوءَ على معاناة أسرة عربيّة مكوّنة من الوالد سام، زوجته ملكة، التّوأم مازن وإدريس، والأخت الصّغرى كاترين، فالوالدُ سام الذي يعاني من السّكري، يعمل في محلّ لبيع العطور، والأبناءُ مازن وإدريس يقومون بمساعدته. تبدأ العقدةُ عندما يقوم الشّابُ الشّرير ويليام ابن جارتِهم الأرملةِ ليزا بضربِ مازنٍ بحجر على رأسة أثناءَ عودته من المدرسة لأنه لم يقم بمساعدته في حلِّ الامتحان، وعلى إثرها يُصاب بشلل نصفيّ، ممّا يضطرُّ العائلةَ لبيع محلّ العطور، والذّهب الخاص بملكة وما يمتلكون من مال، في سبيل علاج ابنهم مازن.بالمقابل ويليام يُساق إلى السّجن ليأخذ عقابه، وفي هذه الأثناء تنهار العائلة لأن العمليّةَ لم تنجح ولم يتبقّ معها المالُ لشراء أقل مستلزمات الحياة، وبعدها موت مازن ثمّ والده الذي لم يعد يتحمّل كلَّ هذه الصّدمات، موت ابنه، مرضه، وقلّة حيلته في تأمين عمل يسترزق منه، ليقع على عاتق إدريس بعد ذلك حملُ المسؤولية على كاهله، هنا يبدأ مشوارُ إدريس في الحياة وتبدأ رحلته في البحث عن عمل بعد أن دخل في حالة اكتئاب شديدة، يتناول بسببها المهدّئات، فيجد عملا له في ملجأ للأيتام حيث يقوم بتنظيف المكاتب وإعداد الشّاي والقهوة للموظّفين، من خلال عمله يتعرّف على الشاب (نيكولا فريزر) الذي توفّيت والدته عند ولادته، ووالده أيضا وهو في سنّ العاشرة، ليأخذه عمّه فيما بعد للملجأ لعدم تقبّله من زوجة عمّه. في أحد الأيام يحتاج إدريس لأن يكون معزولا عن العالم، فيقرّر أن يذهب إلى غابات الأمازون، وعند قيامه بصنع خيمةٍ من الأخشاب ومن خلال الحفر لتثبيت الأعمدة يجد صندوقا به معدنا حادا كان مثقوبا من الجهتين اليمنى واليسرى، يتخلّله خيط من الجانبين، مع وجود ورقة وجد بداخلها رسالة من الرّجل المستحيل. وما يكابده إدريس بعد ذلك من ملاحقات مستمرّة من قبل الشّرطة بسبب البلاغ المقدّم من جارتهم الخبيثة حتى تنتقم لولدها المسجون. تتوالى مشاهدُ الرّحيلِ على العائلة، فملكة تفاجأت برحيل جارتها الطيّبة سونيا إلى فنزويلا، وهي امرأةُ مديرِ أكبرِ شركةِ قهوة التي لم تنجب الأطفال، وتعاني من بخل زوجها. ثم بعد ذلك يأتي فراقُ إدريس عن نيكولا بسبب تركه العمل في الملجأ فيقول له:”إنّ قضيّته هي الحياة”. ليعمل بعدها في محلّ للموادّ التّموينيّة، وبعد الظلم الذي لاقاه من مديره الظّالم، يقرّر ترك العمل والالتحاق بعمل آخر وهو كاشير في مخبز الأمل، بعدها عمل أيضا في محل لمواد البناء وبعد سوء المعاملة يضطرّ لتركه مرّة أخرى. في هذا الوقت يخرج نيكولا من الملجأ ويذهب ليعيش في بيت إدريس الذي اتخذه أخا له. يقول إدريس:”أتعرف يا نيكولا لم نعد نخاف من الموت، أصبحنا نخاف من الحياة”. فقررا البحثَ عن عمل من جديد لإعالة الأسرة حتّى وجداه في مكتبة الفرح وهنا القدر يبتسم لهما عندما قابلا كارلوس صاحبَ أكبرِ المصانع في فنزويلا عندما دخل المكتبة مع ابنه ألبيرتو لشراء الكتب، فلاحظ كارلوس وقتها نشاطهما وقرّر أن يأخذهما للعمل في أحد المصانع، ثم بعد ذلك للعمل في قصره الخاص. يقول البيرتو:” المالُ لا يصنع السّعادة يا إدريس”وبعد أن يكتشف إدريس ونيكولا طيبةَ ألبيرتوا ابن الرّجل الثّري من خلال اجتماعهم المتواصل ليلا يقرّرا إخباره بقصّة الصّندوق خصوصا وأنّه يمتلك طائرة خاصّة به يستطيعون من خلالها الوصول لغابات الأمازون المخيفة المليئة بالحيوانات المفترسة، وآكلي لحوم البشر، لاكتشاف لغز الصندوق من خلال الإشارات والرّسائل المكتوبة في الثّقوب، واتباعها وحلّ الألغاز في النّهاية، والحصول على الكنز بعد عدّة رحلات سريّة رافقتهم فيها المتاعب والملاحقات من قبل الشّرطة، ليتحقق حلم إدريس في الحصول على الحياة السّعيدة له ولكلّ من يكابدها من المتعبين، لن أخوض أكثر في تفاصيل دقيقة في النّهاية حتى لا تُحرق، واترك لكم مغامرة العيش فيها. رواية تمخّضت عنها الإثارة والمغامرة، خصبة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والدّينيّة، بطريقة سرديّة، وأسلوب تشويق، بلغة سهلة استطاع من خلالها أن يسلّط الضّوء على العديد من القضايا : الفقر، الظلم، السلطة وما تفعله من فساد وغياب الضّمير. فكم هي الثّقوب الموجودة في المجتمعات، وكم هو الفساد النّاخر فيها لولا محاربتها من قبل أصحاب الضّمائر الحيّة؟! فالشّكر الكبير للكاتب محمد ثامر على تسليط الضّوء على مثل هذه القضايا الهامّة في المجتمعات، فرسالة الكاتب السّامية تكمنُ في طرح المشكلات، ومعالجتها بطريقة أدبيّة. الملاحظات:1_الإسهاب غير المبرّر في التّفاصيل وتكراراها أدّى إلى إطالة الرّواية بشكل كبير، وهذا ينعكس بشكل سلبيّ بأنّه يحدّ من اقتناء الرّواية. 2_تشابة فكرة الرّواية مع عدد من الأفلام الهولووديّة مثل فيلم National Treasure الكنز الوطني، Indiana Jones وغيرها. 3_النّهاية فقد كانت بمثابة فانتازيا بحتة ممّا يجعل القارئ يشعر بالتّناقض، فسرد الرّواية من أولّها مبنيّ على الحقائق والعقل، وفي النّهاية يتفاجأ بالخيال،فلو كانت بنفس المسار كانت أفضل برأيي. في نهاية إضاءتي المتواضعة، أبارك للكاتب محمد ثامر روايته، وأمنياتي له بمزيد من الإصدارات القادمة بإذن اللّه.الشّكر موصول للمصوّر القدير معتصم العمر

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

قراءة لقصيدة الحج لغزة للشاعر ماجد النصيرات – زكية خيرهم

لحج لغزة هذا العام يكفيكَ نصراً إذْ وقفتَ شُجاعا و ركبتَ موتاً للحياةِ شِراعا يكفيكَ نصراً في السمُوِّ مهابةً و بكَ الرجالُ سيقتدونَ تباعا

%d bloggers like this: