نقطة المرجع … بقلم : حنان القرعان

في اليوم الواحد يقوم أحدنا بالكثير الكثير من الأعمال ،وقد ينوي على فعل أكثر منها بغض النظر عن تطبيقه الفعلي أو عدمه ، وهناك من يقوم بمراجعة صادقة لتصرفاته ولكن إلى أي مرجع يجب أن نستند حتى نقول إن هذا التصرف مناسب أو عكس ذلك ؟ ما هو المعيار الذي يجعلنا نقول إن تصرف أحدهم معنا غير لائق او غير سوي ؟ نعم إني أتساءل يا رفاق عن نقطة المرجع التي يجب علينا أن نستند إليها وهل يجب أن تكون تلك النقطة ثابتة لنا جميعا ؟ هل معياري هو معيارك ومعيار الاخر أم أن لكل انسان معيار خاص به ؟؟

في حقيقة الامر ودون ادعاء للمثالية، علينا ان نوازن بين جمع المعايير ، فهناك معايير ثابتة ومحددة للجميع ويجب الالتزام بها وهناك معايير شخصية تختلف من شخص لاخر وتختلف حسب طبيعة العلاقة بين احدنا والاخر … فمثلا مزحة ما قد تكون مقبولة عند أحدهم وغير مقبولة عند الاخر تبعا لطبيعة العلاقة … احدهم قد نقول له انت مجنون … فيبتسم بصدق ونبتسم معه والأخر نقول له الكلمة ذاتها فيغضب …فعند مراجعة الذات لا يجب ان نقتصر على الكلمة ذاتها او التصرف ذاته أوعلى نوايانا فحسب بل علينا ان لا نتجاهل طبيعة الشخص المتلقي وتكوينيته العقلانية والنفسية في تقبل بعض الأمور او رفضها .

وجرب عزيزي القارئ الشيء ذاته مع نفسك الا يحصل أن تتقبل أمرا ما من شخص معين ولا تتقبل الأمر ذاته من شخص اخر … أظننا جميعنا هكذا فحكمنا دوما ليس مرهونا بالتصرف دون النظر إلى الظروف المحيطة به .
كما ويرجى الانتباه جيدا الى أن هناك معايير أساسية يجب الالتزام بها كالدين مثلا .. فالله الذي أمرنا ببر والدينا لا يحق لنا أن نعقهم باسم المعيار الذاتي غبر السوي فهناك شريعة تحكمنا ومنهج رباني نسير وفقه .

قد نخطئ وهذا امر طبيعي ، بل ان لا نخطئ مطلقا هذا هو الخلل .. فنحن بشر .. قد نراجع أنفسنا .. فنراجع حوارا ما أو تصرفا ما ونضع انفسنا مكان الاخر لنجد انفسنا اخطانا في حقه .. في هذه الحالة عزيزي القارئ لا مانع من تقديم باقة الاعتذار بكل وضوح انا اسف اخطات بحقك او بطرق غير مباشرة قم وقدم بها اعتذارك … الفكرة أن لا تتزمت لرأيك وكأنك على حق دوما …
ومن يأتيك معتذرا فعارعليك ان لا تقبل اعتذاره ، فكرة اعترافه بالخطأ ومحاولته لكسب قلبك مجددا دليل منه على تمسكه بك … فإن مد يده لك مصافحا اياك أن ترده خائبا واعلم أن بناء جسور المحبة خير من بناء جدران القطعية .

Read more