عائدون – سفانة بنت ابن الشاطئ

عائدون - سفانة بنت ابن الشاطئ

عائدون – سفانة بنت ابن الشاطئ

وإنـّـي عــلى عــَهدِ حــبُّكِ أبقى
ورمـــشُ الــفؤادِ يُــغازلُ أُفْــقَا

يطولُ انتظَاري .. لقربِكِ أسْعى
ويــأبَى “الــكيانُ”، لــغلقِكَ أبقى

فــينفذُ صَــبري لــطُولِ الــبِعادِ
ويــنحَتُ في صخرِ حزنيَ عُمقَا

خــذيني إلــيكِ أجــوبُ الــفَيافي
أقــبِّــلُ تُــربَــكِ غــربًا وشــرقا

فــكُــلُّ الــهــمومِ تُــحلِّقُ فــوقي
ويــأبى الــسَّحابُ لأرضيَ سَوْقَا

ويــأبى الــهُبوطَ بــأرضِكِ يومًا
وأنْ لا يُـــروَّى فــؤاديَ شــوقا

فـِـلسطِينُ روحــي إلــيكِ تهادتْ
وبُــعدُكِ يــفْتحُ فــي الــقلبِ شَقّاَ

خُــذيــني إلــى خــافقيكِ نــسيمًا
فــيزدادَ حــبُّكِ فــي الــقلبِ خفقا

“طــيورُ الــظلامِ” تمادتْ كثيرا
وجــسرُ العروبةِ قد صارَ طوقا

“طــيورُ الــظلامِ” لنهشِكِ ترنو
وإبنَ العمومةِ في الصمتِ يشقى

فــأرضُــكِ قــد دنّــستْها كــلابٌ
بــكــلِّ مــكــانٍ تُــصــادرُ حــقّا

بــقدسِكَ تــطغى، تَسوقُ دمارا
وبــاقي الــبلادِ مع الظلمِ غرقى

كــأفــعى تــبثُّ ســموما ومــنها
ثَــرى الــقدسِ للآنَ بالدَّمِ يُسقى

فــلسطينُ وحــدكِ كوني شراعًا
يــقودُ الــصِراعَ، لوعدِكِ صدْقا

لأجــلــكِ تــفــنى روحُ الــشهيدِ
تُــهيّئُ نــصركِ، نــجمًا سيَرقى

وطــفلُ الحجارةِ مثلُ الرصاصِ
يــوجهُ “بــحْصًا” فــيُحدِثُ فِرقَا

جَــسورٌ مُــهابٌ يــهزُّ الــجيوشَ
فــمــن مــثلَه لــلمعَالي اســتحقّا

بــهِ ثــورةٌ تُــشْعلُ الأرضَ نارا
وفي الصدرِ قلبُ الطفولة يشقى

فــلــسطينُ فــينا يــفيضُ هــواكِ
نــديّــا عــفــيّا، بــبــعدِكِ يــبقى

حــلِمتُ بأرضي، ومفتاحُ داري
فــروحي بــأرضي فــماذا تبقّى

عــبــرتُ إلــيكِ كــعطرِ خــيالٍ
وصــوتُ المشاعرِ يَشهقُ شهقا

أراكِ هــنا فــي وجــيبِ الــفؤادِ
فــجوبي بــروحيَ عِرقاً وعِرقَا

أقــامَ دمــي كــلَّ باقي الطقوسِ
فــصارَ بــحبِّكِ، أبــهى وأنــقى

تــعــلّقَ بــالعينِ دربُ الــرجوعِ
فــأضحتْ تــلوِّحُ بــالدمعِ شوقَا

عــلى وجنةِ الذكرياتِ استقرّتْ
وســربُ الــمشاعرِ يــجتازُ أفقا

ونــايُ حــروفي ومــا يــعتريها
تــفورُ حــنينا ، فــيا قــلبُ رِفقَا

About Abdulrahman AlRimawi

Check Also

قراءة لقصيدة الحج لغزة للشاعر ماجد النصيرات – زكية خيرهم

لحج لغزة هذا العام يكفيكَ نصراً إذْ وقفتَ شُجاعا و ركبتَ موتاً للحياةِ شِراعا يكفيكَ نصراً في السمُوِّ مهابةً و بكَ الرجالُ سيقتدونَ تباعا

%d bloggers like this: