شباك المواعيد / رائدة الطويل

مريضا سرطان..
شاءت الصدفة أن يجلسا بجوار بعضهما.. لينتظرا موعدا من أجل جرعة الكيماوي.. كنت أراقبهما وقد بدا عليهما الإنهاك والإعياء.. كنازحين فقدا آخر قلاعهما بعدما هربا من اليأس وعتمة الموت.. تبادلا الابتسامة.. والبوح المثقل بألمهما المبرح.. وربما حلما مشتركا.. استشاط هو غضبا لأن أحدا أخذ دورها.. وأسرع إلى الموظف الجالس وراء شباك المواعيد ليسترجعه.. ابتسمت هي.. وأورد خداها بهجة وخحلا.. وهي تجد فيه بطلا.. وإن كان مكسور الرمح نازف الصدر.. عاد إليها مادا يده لتتكئ عليه.. وأصر على مرافقتها إلى عيادة الطبيب.. كانا وكأنهما يطيران لا يمشيان على الأرض من شدة الفرح.. في الممر كانا يتحسسان طريقا قصيرا.. جدا.. لقصة حب وليدة اللحظة.. لتائهين.. وجدا في وجعهما المشترك وتدا لفرح “مباغت”..

عن عبدالرحمن ريماوي

شاهد أيضاً

بين الانطباع والواقع: قراءة آراء الناس بين الانطباع الالكتروني والواقع المجتمعي

بين الانطباع والواقع: قراءة آراء الناس بين الانطباع الالكتروني والواقع المجتمعي  بقلم رنا عياش من خلال عملي لست سنوات في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، تعلمت أن إصدار الأحكام على أي حدث لا يتم من زاوية واحدة، بل من خلال قراءة السياقات المتعددة: المكان، البيئة الاجتماعية، ظروف العمل، الخلفية الثقافية، الهوية، التحصيل العلمي، والاتجاهات السياسية. فالرأي لا يُصنع من الحدث وحده، بل من محيطه الكامل. واراء نسبة كبيرة من الذين نأخذ بهم.

%d مدونون معجبون بهذه: