تَجَلَّد أَيُّهَا العَرَبِيّ – تيسير الشماسين

تَجَلَّد أَيُّهَا العَرَبِيّ

بقلم الشاعر تيسير الشماسين

تَجَلَّد أَيُّهَا العَرَبِيّ - تيسير الشماسين
تَـجَـلَّـدْ أَيُّــهـا الـعَـرَبِـيُّ و اصــبِـرْ
فَــوَعْـدُ الـــلّٰهِ مَـهْـمَـا طَـــالَ آتِ
فَلا تَجْزَعْ و إِنْ ضَجَّتْ و ضَاقَتْ
عَـلَيكَ الأَرضُ مِـنْ جُـورِ الـطُّغَاةِ
سَـيَـقْصِمُ ظَـهْـرَ سَـطـوَتِهِمْ وَلِـيٌ
يَــهُــونُ عَــلَـيـهِ أَشْــبَـاهُ الـــوُلاةِ
و مِــمَّـا ذُقْــتَـهُ يَـومَـاً سَـيُـسْقَى
بِــــذَاتِ الــكَـأسِ أَبْــنَـاءُ الــزُّنـاةِ
تَـحَـمَّـلْـتَ الــرَّزَايــا دُونَ ذَنْــــبٍ
جَـنَـيْتَ و لا أَتَـيْتَ عـلى الـجُنَاةِ
و لا غَـالَـبْـتَ فــي الـدُّنْـيا عُـتُـوًّا
و لا يَـومَـاً وَقَـفْـتَ بِـوَجْـهِ عَـاتِ
يُـلاحِـقُـكَ الـمَـمَـاتُ بِــكُـلِّ أَرْضٍ
نَــزَلْـتَ بِـهَـا هُـرُوْبـاً مِــنْ مَـمَـاتِ
فَـقَدْ ضَاقَ المَقَامُ و فيكَ ضَاقَتْ
بُـطـونُ الأَرضِ مِــنْ كَـمِّ الـرُّفاتِ
كَــأَنَّـكَ لَــسْـتَ إِنْـسَـاناً لِـتَـحظَى
بِــــيَــــومٍ دُونَ هَـــــــمٍّ أَو أَذَاةِ !
.
.
تَـجَـلَّـدْ أَيُّــهَـا الـعَـرَبِـيُّ و اصْــبِـرْ
فَـــإِنَّ الـصَّــبْـرَ مِـشْـكَـاةُ الـنَـجَاةِ
تَــجَـلّـدْ ؛ إنَّــمَــا الأَيّـــامُ حُـبْـلَـى
بِـمَـا لَــكَ أَو عَـلَـيكَ مِــنَ الـحَيَاةِ
تَــجَــلَّـدْ ؛ إِنَّـــمَــا لِـــــلأَرضِ راعٍ
سَــيَـبـتـاعُ الــرَّعِــيَّـةَ بِــالــرُّعـاةِ
سَـتَـنْفِرُ مِــنْ ضَـمَـائِرِهِمْ عَـصِـيًّا
عَـلَـيْـهِمْ ، لا تُــهَـزُّ مِـــنَ الـثَّـبـاتِ
سَـتَـنْفِرُ مِــنْ غَـزَاوَتِـهِمْ و تَـغْـدُو
بِـــــلَا ذِكْــــرٍ تَــوَارِيــخُ الــغُــزَاةِ
قَـرِيْبَاً سَـوْفَ يَـخْرُجُ مِـنْكَ ذِئْـبٌ
سَـيَـنْـهَشُ كُــلَّ أَعــوانِ الـطُّـغاةِ
قَـرِيْـبَاً سَــوْفَ يُـولَـدُ مِـنْـكَ حُـرٌ
بِـــــلَا قَــيْــدٍ و لا حَــــدٍّ لِــــذاتِ
قَـريـباً ثُــمْ قَـرِيْـباً سَـوفَ تَـهْوِي
عُـــرُوشٌ مِـــنْ تَـوابِـيتِ الـفُـدَاةِ
فَـمَـا لِـلـحَقِّ مِــنْ لُـغَـةٍ سِـوَى مـا
عَـلَـيْـهَـا تَـلـتَـقِـي كُــــلُّ الـلُّـغَـاتِ
.
.
تَـجَـلَّـدْ أَيُّــهَـا الـعَـرَبِـيُّ و اعــلَـمْ
بِـــأَنَّ الـفَـوزَ فــي طُــولِ الأَنَــاةِ
سَـتَـلْـتَئِمُ الــجِـراحُ بِــذَاتِ يَــومٍ
و يَـأْتِـيْ الـنَّازِحونَ مِـنَ الـشَّتَاتِ
.. فَـمَا عَـادَتْ مَـوَاطِنَهُمْ و لا هُمْ
وُلاةُ الأَمـــــرِ أَبْــنَــاءُ الــــذَّاواتِ
فَــلَــو كَــانُــوا وُلَاةً مـــا تَــعَـرَّوا
و لا بَــاعُـوا الـضَّـمَائِرَ بِـالـفُتَاتِ !
و لَـــو كَـانَـتْ مَـواطِـنَهُمْ لَـكَـانُوا
عَـلَـيْها قَـابِـضِيْنَ إِلــى الـمَـمَاتِ !
تَــجَـلَّـدْ إِنَّــهُــمْ وَهْــــمٌ و لٰكِــــنْ
يُــــدَارُونَ الـحَـقِـيْـقَةَ بِـالـعَـصَاةِ
و أَنْـتَ مِـنَ الـحَقِيقَةِ كُـلُّ شَـيءٍ
و يُـرهِـبُهُمْ أَنِـيـنُكَ مِــنْ سُـكَـاتِ
فَـلا تَـخْضَعْ ؛ فَمَنْ يُعطِي البَرَايا
عَــلِــيُّ و هــــوَ رُبُّ الأُعـطِـيَـاتِ
فَـقَاومْ مـا اسـتَطَعتَ و قُلْ بِأَنّي
كَـفَـرتُ بِـدِيـنِ أَربــابِ الـجُـبَاةِ ..
بقلم الشاعر تيسير الشّماسين

عن Abdulrahman AlRimawi

شاهد أيضاً

رسائل من حريق غزة

أحلامنا أينعت حباً وأفنانا

أحلامنا أينعت حباً وأفنانا الزهرُ ينفحُ بالأعطار ملقانـــا و رفَّ طّير المنى باللحن نشوانا . والرّوح في حضن أحلام تناغمها تسقي نميراً لزرع القلب ظمآنا

%d مدونون معجبون بهذه: