عبدالرحمن ريماوي 12 دجنبر، 2021اقلامالتعليقات على ماكانت الأرض لنا ولن تكون مغلقة758 Views
بقلم الاستاذة سارة القضماني
أشعر أنّي بلا ماضٍ.. ولا حاضر ،ولستُ أُدرك اذا ماكُنت على قيد الحياة أم أنني جزء من أحد الأحلام التي توقظ المرء بغتةً ،فيهزم نعاسه ويرتطم جسده بحافة السرير مُعلناً نهاية الكابوس!
تنساب منّي قدرة العيش ،لا طعم للهواء ولا لون ،لا رائحة للصباح ولا حتى لنفحات المساء،أشعر أنني دُفنت حيةً تحت أنقاض التربة البالية حتى اختنقت روحي وماتت مقتولة الشغف ،مسلوبة الأمان،مشروخة الفؤاد ومذبوحة كطير السلام و لونه،مُلطخة بدمٍ سيال لا أحدٍ يراه سواي ،غارقة فيه حد الإختناق ،حادّ جداً يلتف حول عنقي كلّما حاولت رفع رأسي من بين تربته ،ذلك القبر كالحبل المُكبل والموكل بالشنق المؤبد ،كلعنة النسيان والخوف معاً ،أقفال حوله في كل ثقب أُحاول ملياً النجاة عبره…
يالَ قسوة ماتراه عينايّ في كل لحظة وتسألني عنه نهاية اليوم،ماذا أُجيب وكل الوجوه مُضللة ؟ كل الأحداث منسيّة ! وكُل ثانية من العمر بعد ذلك اليوم تمُر كغيرها ,غثاء ،فارغة من كل لون يمُتّ للحياة بصلة …
انها لا ترى سوى المشهد ذاته ،صورة واضحة عن معالم الجريمة البشعة،صوتٌ يختنق ،هو ذاته صوتي وحدي ،يُقاوم للنجاة والتعايش مُجبراً على التظاهر بكل شيء كأنه حقيقي جداً وكأن الأيام تمضي حقاً ،بشر فاسدون ،أفواه بائسة ،كلمات جارحة،وجاهلون ينثرون حروف آخرين ليعبروا خلالهم عن كمية الغباء والسّم ،القباحة و الفظاعة ،قاصدين به ضحاياهم من السُذّج ؛ يالسخرية!
عالم بائس،قليل المعروف ،كثير التذمر ،سوداوي ودنيء كهذه الدُنيا الزائلة تماماً!
طعامي المفضل لم يعد مفضلاً في الحقيقة ،ولوني الذي أُحب ليس كل ما أحب ،لكن هل بقي لي ما أُحب حقاً ؟ لا أدري من أنا ،بقايا روح مُتلفة ،مُستنزفة ،مشتتة وتائهة،وحيدة جداً ونادرة ،مبتسمة جداً وكئيبة جداً جداً رفيقة الجميع،مناسبة للجميع،ولا أحد يُناسبها
عنوان هذا النص مسروق،قد يكون العنوان هو اسمي لكنه في الحقيقية لم يعُد يُناسبني لإنه الإثبات الوحيد لوجودي هنا ،وهذا لا يكفي !
الكثير من الأسئلة السخيفة.. من يرفع كُلفة الذنب ؟ ومن يدفع ثمنه ؟ من يحقق العدالة ويرُد المظالم الى أهلها هنا ؟لا أحد يستطيع وحدها الأيام تفعل ذلك ووحدها عدالة الله …
من ينزع رصاص البندقية بعدما اخترقت جسدي؟ و من سيشهد على القاتل وانا كنت الشاهد الوحيد حينها ؟ ومن سيصدق أنّني متّ الف مرة وكان ذنباً لا يُغتفر،فأنا لا أزال هنا وأتنفس وهذا كان كافياً لألبس رداء الكفن المؤبد بوحشية..
من يُعيد الحياة لي وكلنا من طين؟ واي معجزة ستجعلني ملاكاً وكلنا من عالم الإنس؟
كيف أتقيأ هذا القلب المذبوح في أيسري لأذرف دموع البأس وأنفيها من جسدي؟ وأيّ القضاة عدالة وقاضي السماء أكثرهم عدالة ولا تنام عينه عنّا
لا عدل على هذه الأرض ولا عيش فيها ولا طمأنينة بغير لذة قرب الباقِ وحده! ووالله إنّ العيش عيش الآخرة ، وأكبر رحمات البارىء هي الموت والخلاص ،ماكانت الأرض لنا ولن تكون
تستنفزف أعصابنا ...وطاقاتنا ...وتموت بأعيننا كل بهجة أومت لنا بحضور ما ....الا أن هذا الصباح شق من فمي ابتسامة ....استغربها من حولي وقد اعتدوا وجومي وقلة كلامي