لوحة نبشتْ وحفرتْ وصرختْ – رحاب صيدم

لوحة نبشتْ وحفرتْ وصرختْ – رحاب صيدم
اللوحة للفنان العبقري / عمر عزت هبرة
أوجعتني لوحة الفنان المبدع عمر هبرة .. انتبهت على نفسي وأنا أحدث نفسي … لوحة نبشتْ وحفرتْ وصرختْ وتأملتُ وتألمتُ فكان يجب أن أكتب ..
————————————-
لوحة تحمل الكثير من الرموز ولكل رمز مختلف معنى في وجدان كل إنسان. مهما خضنا في التحليل لن نصل إلى المعنى الحقيقي الذي قصده الفنان من طرح هذه الرمزيات.
اذا أردنا التمعن في عناصر اللوحة سنبوح بما في دواخلنا نحن ونعبر عن رؤانا نحن… ربما نتقاطع مع الفنان برؤاه .. ربما عشنا مارسمه في زمن ما وضاع في الذاكرة واعتقدنا أننا نسيناه .. ربما نتشابه في بعض صور زوايا اللوحة .. ربما تأثرنا وصرنا نعاني ونلامس بعض ما يشعر به من ألم مخزون في ذاكرته وعواطفه المكبوتة ولا يستطيع البوح بها صراحة فتخرج لتتنفس وتنفث الوجع باللون والفرشاة والخطوط…
هناك إنسان يعاني… إنسان ما محب للحياة منطلق بجناحي طائر محلق خذل وقهر… هناك طاولة عليها وليمة دسمة هي الحياة والحلم وربما هي القربان المحرم … الوليمة له ..حقه حجب عنه أو ضيعه حين غفلة .. أو لم يستطع أن يقبض على حلمه لضعفه وقلة حيلته ثم سُمِّرَ بمسمار عملاق ليمعن ويؤكد أن أمنيته لم تعد له… هنا الوجع والخذلان والحزن … الحلم المسلوب انكفأ وغار عميقا في نفق الروح … عاش بلا روح وشاب الشعر وعجز الجسد ولم يتخلى عن مبتغاه… ما زال الحلم يراوغه في أعماقه … تعانقه كوابيس الليل والنهار …تتصارع لترى النور والنور بعيدا يقبع عند منتهى النفق… حياته باتت فارغة كالكوب الفارغ… الحياة الرتيبة الجافة امتصت زهرة حياته وماء الحياة في قعر القنينة شحيحا… هذا الإنسان عنيد… متشبث بحلمه الدفين… أخيرا اتخذ القرار واستطاع الاقتراب بروحه ونظرته الشرسة متحديا أصحاب الملاعق الفضية البراقة وبقوة إرادته تغلب على ضعفه وتصالح مع جرحه… شد على ذراعه المتسمر بمسمار الظلم ورفع كفه بعزم… رغم الألم والنزف شد باطن كفه الملتصق بالطاولة عاليا… الكف التي لا ظل لها أو عمق… شد كفه ونزع المسمار من مكانه فظهر العمق تحت كفه والظل… إنها الحرية القادمة من نفق نور الحرية .. كل ما عليه أن يلتفت برقبته ليرى الضوء.. الطائر بلا قفص يحثه ليتحرر وسيتحرر…
رحاب صيدم
May be art of 1 person

About Abdulrahman AlRimawi

Check Also

الصداقة – أعتماد سرسك

الصداقة الحقيقية لا تقف عند حدود الصمت فأنا أصغي لصديقتي في صمتها فلا تبقى وحيدة ..نتجاوز كثيرا عن اغلاط وهفوات الأصدقاء لأننا بشر ولسنا ملائكة يكفي شعورنا

%d bloggers like this: