حينما يصبح الوطن منفى / شعر القس جوزيف إيليا

ما عادَ نهاري لي أَدفا
وهْو بحضنِ جليدٍ أغفى

ونسورُ همومي تَلحقُ بي
تنتِفُ ريشَ هنائي نَتْفا

جيشُ الإحباطِ يقاتلُني
يضرِبُ عزميَ صفًّا صفّا

وشِباكي لا تَمسِكُ صيدًا
أيوفَّقُ مَنْ فقَدَ الكفّا ؟

هذي بئري لا ماءَ بها
إذْ نبعُ مياهي قد جفّا

قمحي تُفسِدُهُ جرذانٌ
وعنِ الإنشادِ فمي كفّا

في سَيري كُسِرتْ أقدامي
وحديدٌ في عُنُقي لُفَّا

ما أتعسَني في أعراسي
لا تصحَبُ أعوادٌ دُفّا

لا غيمٌ يرفعُني أعلى
لا عصفورٌ فوقي رَفّا

يهدِمُ أعدائي أسواري
وبساتيني تُقصَفُ قَصْفا

يمضي واحدُهم يتهاوى
ثمَّ أرى في ساحي أَلْفا

وملائكتي رحلتْ عنّي
ما عدتُ أرى منها لُطْفا

تحتي جمرٌ فوقي حجَرٌ
وسهامي لا تطرُدُ حَتْفا

لا تعجَبْ هذي أحوالي

مذ أصبحَ ليْ وطني منفى

عن سفانة بنت ابن الشاطئ

شاهد أيضاً

نومُ المهانة – د. عزام عبيد

نومُ المهانة - د. عزام عبيد نمنا، والأقوامُ متيقّظونْ ولنائمِ الفكرِ الكليلِ لا يمرُّ عليهِ قَلمٌ، ولا يجيءُ عليهِ ميزانُ الجزاءْ لكنَّ أزمنةَ الخمولِ تخلّتْ عن عهودِ النائمينْ، وبرئتْ من كلِّ وعدٍ وانتماءْ

%d مدونون معجبون بهذه: