التغيير سنة الله في كونه وهذا له أسبابه بالتأكيد، تلك الأسباب منها السلبي ومنها الإيجابي وقد لا نميز ظاهرها من باطنها: الحروب المجاعات الظلم على مستوى الأفراد ومستوى الجماعات الفساد الذي بدا ظاهراً وبارزاً ولا شيء يقف أمامه تعاظم الإنسان في نفسه وطغيانه على كل ما حوى الكون، القادم هو تغيير كبير أو أكبر مما شهدنا عليه في سنوات سابقة أو سمعنا عنه هكذا يتحدث الخبراء وأصحاب الدراسات بالتأكيد التغيير بدأ بخطوات صغيرة وأحداث متناثرة هنا وهناك منذ عقود الفرق الآن أن الأحداث تتجمع كقطع البازل وتقترب من بعضها أكثر واكثر لتتضح الصورة وترسم الخارطة الجديدة لعالم جديد في قابل الأيام…..فأي قطع البازل تلك التي تخصنّا….
هل سنكون شهود على تلك الخرائط حين تكتمل، هذا يذكرني بقصة درسناها في الصغر عن رجل سأل جاره المسن حين وجده يزرع نبة تحتاج سنوات لتنبت إن كان يعتقد أنه سيأكل من ثمرها فقال له الرجل بإجابة شافية ووافية زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون ؛ في منهجنا الرباني علمنا المصطفى عليه الصلاة والسلام أن لو قامت القيامة وفي يد أحدنا فسيلة فليغرسها وهذا مافعله الرجل في القصة السابقة وفي هذا منهج عظيم يدلنا على أساس متين للحياة حتى في وقت الشدائد والكربات، نحن أمة مأمورة بالعمل وليس القنوط وما كان الموت بحاجز يوقفنا عن ممارسة دورنا ومهمتنا في إعمار هذا الكون فنحن نعرف أننا في دار عبور وأن الموت هو جسر هذا العبور نحو الحياة الخالدة والأبدية، وإن أكثر ما يمكن أن يحدث إرجافاً في قلوبنا كأفراد هو هذا التعلق الزائف والمنقطع النظير بالحياة وجل ما نفعله هو موت نمارسه في حياتنا وصدود عن تصور أن الإنسان وإن طال عمره فلابد من عبوره لآخرته وإن ماهو أفضل من الجلوس وانتظار الآتي والقنوط والتحسر والتكالب على الحياة هو العمل فيها وتزكية النفس والشعور بالآخرين فنحن ربما نكون مقدمين على أيام سيتضح فيها الفرق بين الأقوال والأعمال وربّ همّة أحيت أمة.
# عاتكة العمري # بازل التغير
اكمل القراءةالتغيير