ساقية من أنا؟ .. عاتكة العمري

معركة اللهاث وراء الحياة الافتراضية والسعي المرهق الذي يجعلنا ندور في ساقية من أنا وماذا فعلت؟ كمية من الافتراضات والتوقعات التي نعيشها بخيالنا والتي يسقط سقفها على أدمغتنا فيزيد من حالة القلق والدوران في ذات الساقية، وهذا يذكرني بالهامستر الذي يجري على دولاب التجارب ليحركه فيسقط المسكين منهكاً بعد دورانه اللامجدي.

هذا الدوران والسعي الحثيث وراء الكلمات والمنشورات والصور والفيديوهات واستفراغ الطاقة في التخيلات لا يكفي لنا لنصنع المجد المنشود، الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه يميل إلى الألفة والعيش والاحتكاك مع غيره، ولكن هذا التفاعل المصاحب للتسارع الالكتروني على وسائل التواصل يصيب الكثير منا بالعجز والاحباط وعدم الرضا في هذا جانب إيجابي فقليل من التحفيز لا بد منه لكن الجرعة المكثفة التي نتعرض لها أو نعرض أنفسنا لها هي تماماً كجرعة هيروين قاتلة إن لم تكن على المدى البعيد فمن لحظتها، وبصراحة لا علم عندي بوجود دراسات علمية تقرأ هذا التطور الاجتماعي الالكتروني وتعطي النتائج حوله.
لما لا نعمل على قاعدة ٨٠ ٢٠ فهذه القاعدة تساعد كثيراً في توفير الجهد والتركيز والتخفيف من معركة اللهاث السالفة الذكر
لنعمل على هذه القاعدة ونستفيد منها، علينا أولاً عمل تقييم مستمر للعمل الذي نقوم فيه ومعرفة كيفية الوصول لنتائج فعالة عن طريق استخدام أساليب وطرق ناجعة ومفيدة توفر الجهد وتستثمر في الوقت، ثم علينا إيجاد تلك المساحة المشتركة بين الأدوات المستخدمة والتي تخدم الهدف وتتطوع لدفعه للإمام يعني ربما ينفع تكامل الأدوات هنا أكثر من غيره ويلزم البحث دوماً عن تطوير الطرق والأساليب التي ننجز بها أعمالنا جيداً هنا علينا التركيز فيما قاله بعض الدارسين لهذه القاعدة علينا أن لا نخضع الواقع للقاعدة بل هي القاعدة من تنزل لتخدم الواقع، وأن لا نكون حرفيين بحيث نحمل مسطرة لقياس الأرقام وتفصيلها على الأحداث بل يجب أن يكون هناك بحبوحة ومجال للأخذ والرد وحسن التفكر. دمتم في بحبوحة من الوقت والجهد

المزيد من اعمالها 

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

عصفور ملون / منيرة شريح

فمهما كان قصده فقد أسعدني وذكرني بذلك الكم الهائل من الأمل

%d bloggers like this: