وهم أم حقيقة ؟؟ .. حنان القرعان

يميل الإنسان كل فترة الى ساعات من الانعزال او الانفراد ، يبتعد بها عن كل شيء ليراجع حساباته وعلاقاته أو ربما يجعلها فترة هدوء من ضجيج العلاقات المتشابكة .. لكنها فترة وتنتهي فالانسان بطبيعته لا يرغب بالعيش وحيدا طوال الوقت .. بل يرغب بالتواصل و بتكوين العلاقات .. والعلاقات الالكترونية هي جزء لا يتجزأ من حياة أحدنا .. فهناك أشخاص لم نلتقهم ابدا .. ولم نسمع صوتهم .. لكن أصبحوا جزءا من يومنا .. ترانا نبحث عنهم ان غابوا ، نحزن من أجلهم إن مرضوا .. ننتظر تواجدهم ، نشاركهم أحزانهم وأفراحهم .. لكن هل هم واقع حقيقي أم وهمي ؟ 
ستبقى تلك العلاقات قضية جدلية ، أحدهم يرى فيهم الأب والصديق والطبيب وأنه اعتاد تواجدهم والحوار معهم وأنهم يعرفون عنه ما لا يعرفه أهل بيته .. و الاخر يراهم وهما .. فبمجرد غيابهم لن نستطيع ان نعثر عليهم .. وإن التقيناهم وجها لوجه لن نجد ما نحادثهم به .. فقد تكون صداقتنا على هذه المواقع مرتبطة بالرياضة التي تجمعنا ، لكننا لن نناقشها بلقاء ما !!

ما بين حقيقة العلاقة أو وهمها .. نكون نحن .. فليس مهما مسمى العلاقة أنها حقيقة أو وهمية .. الأهم هو صدقنا في العلاقات ، وطريقة تعاملنا واحترامنا لأنفسنا وللاخر …

لا شك أن هذه المواقع أصبحت واقعا جميلا في حياتنا ، وقد يهمنا الأشخاص فيها أكثر ممن نعرف في حياتنا اليومية .. ولن أفرض رأيي هنا بماهية المواقع الالكترونية .. لكن علينا أن نوازن بينهما .. أن لا تأخذنا هذه المواقع من حياتنا وأن لا يحدث العكس .. وعلى صعيد اخر لن نتجاهل أنها احيانا أصبحت مواقع تفكك اجتماعي بدلا من تواصل اجتماعي .. 
فالأمر في ذلك يعود لنا نحن كمستخدمين ، بعدد الساعات التي نجلسها ، بالمواضيع التي نطرحها ، بطريقة تقديم أنفسنا وتعاملنا مع الاخر .

وفي النهاية أود الاشارة إلى انه يتوجب علينا توخي الحذر بمن نتعامل معه ، فلا نمنح ثقة مطلقة .. فربما من يقدم لنا نفسه على أنه قديس حقيقته ابليس !!
فليكن التوسط والاعتدال والاتزان هم المنهج المستخدم مع الاخر ..

وأخيرا أشكر هذه المواقع المختلفة التي عرفتنا على أناس لطفاء أصبحوا يعنون لنا الكثير ، ونسعد بهم وبتواجدهم وحوارهم بل ونتمنى لهم كل الخير والصحة .. وأشكر المواقع أيضا التي جعلتنا نتعرف على أنفس مريضة لا يليق بهم الا الحظر او الغاء الصداقة .

الفيس بوك ليس وهما او حقيقة ، بقدر طريقة تعاملنا معه .. فالأمر يعود لنا ولرؤيتنا .

#حنان_القرعان
الخميس 13/6/2019