ليلة عيد الميلاد – بقلم ريمان هاني

حينما أحجُبَ تِلكَ اللمعةَ

 في عَيْنَيكَ

تَرتَدُ النَظْرة في تكْوِيني

تُٰجرِدُ عَقَلي مني

في قطراتِ من الدَهشَة الغريبة

تكشِفُ بعض أسْراري الصَغِيرة

كتلكَ الضَفِيرَة العَاشِقَة

وتِلكَ الشَفَتَين الكَاذِبَة

وأسَاوري الرَقِيقِة

  التي أهْدَيْتَها لي

في غَمْرةِ ليلةَ عِيدِ المِيلاد

وكُوبَ قهوة يُشبهُ جُنوني

أية لمعة في عَيْنَيكَ

تُضِيءُ هذا الصَباح

الممتَليء بمُزنِّ الْحُزْنِ

وتجْعَلها كَزهْرةِ الشَّمس ..

رغْمَ كل تِلكَ الأيام البَعِِيدَة جِداً بَيْننَا

رغْمَ تقَوْقعي داخِلَ جُدرَاني

تِلكَ العَيْنَين

تلمعُ في ذاكِرَتِي

تُشْعِل أورَاقِي القَدِيمَة

وألواني الفَاقعة

 المُجَردَةَ مِنَ المعْنَىٰ

وتحرق كُلَّ قصَائِدي

المُعلقةَ

على أطْرافِ اللُّغة

وأتوهُ … أتوهُ

مسَافَةَ عُمْراً مضَى

وحُلمَاً لم ينتَهِي زَمَنَهُ بَعْد ..!..

لأُطْفِيء نُوراً

لا يَزالُ في تَكْوِيني ..

يبعثُ في داخلي ميلاداً جديداً

يحمل ملامح الزمن ،

وأياما كثيرة

تمر في تلافيف عقلي

تسرق الدهشة مني

أعيادا لا تحمل بها هدايا العُمر

فقط أحزان الحروب

وعيد ميلاد أخير يزورني

في الحُلُمِ.

يُجردني من الحزن والفرح

يسكنني كالضباب الأبيض ولا يذوب

ليذكرني بليالِ الأعياد

وشغف كان يوماً يسكننا في هدوء

____________

ريمان هاني

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

حدثيني يا جدتي – جهاد قراعين

جهاد قراعين في ظلول فلولها مني بدأت أصول وأجول واتؤول مني أتسول حديثها حدثيني جدتي عن فلسطين أسدلت جفنيها بذبول فترقرق الدمع كلؤلئتين انساب كحلها بذهول على الخدين كبتول حدثتني عن صباها

%d bloggers like this: