لا تُفـتَنَنّ / محمد وصفي اللبدي

بقلم الشاعر محمد وصفي اللبدي

12 ربيع الأول 144319/10/2021

لا تُفتننّ من الورى بمُمَجَّد

وانظر إلى فخر الأنام محمّدِ

ما كل من فعل الفعال بماجد

أو كل من ساد الجموع بسيّد

شتّان ما بين الصبيحة والضّحى

والليلِ مُلتحفٍ بثوب أسود

والشمسِ ظاهرةٍ على آفاقها

وغيابٍ بدر في ظلام سَرمدي

قد كان مولده الضّياء لعالم

ألِف الظلام وراء باب موصد

فتزلزلت أركان أسوار الأُلى

جحدوا الإله جحود صَبٍّ أَمْْرَد

جعلوا له الأنداد دون تَبَصُّر

والعقل قد جعلوه عبد الجَلمد

إن قلتَ : ذا شَرَفٌ فأنت نَقَصْتَه

عالي المقام له ، ولستَ بمهتد

ساد الأنام بدينه وبحلمه

وبجُود كَفٍّ مُفعم بالسّؤدد

وإذا سألتَ فإنه لك مُرسَلٌ

ونَبيّ هذا الكون والأمل النّدي

ما جاءه من ربّه لك شِرْعة

ولكل إنسان كدين مُفْرَد

فإذا اتّبعتَ خطاه أنتَ محمّدٌ

وإذا أبيْتَ فأنت لستَ بِمُسعَد

وإذا غَلَوْتَ غدوت عبدا مُبعَدًا

عن حوضه ولأنت أسوأ مُقتَد

ما جاء بالإسلام كي نُعلي له

نُصُبًا ويُعبد كالإله بمَعْبَد

قد كان نورا للهُداة ولم يزل

أفَبٍاسمه تبغون ما لم يبتدي !!!

هو عالَم للطُّهر يَصدُر عن هُدًى

كالنَّبع ثَرَّ ومن كريم المحتد

لم يأتِ بالشُّبُهات دينا للورى

بل جاءه التَنزيل خير مُؤيِّد

والوحي يرشده ويَشْدُد أزره

حتى غدا في الناس أعظم مرشد

مَدَنَ الجَمال بوجهه ، وصفاتُه

أجلى الصّفات ولم يكن بالمُعتدي

سٍلْمٌ يسير على التّراب ورأسه

فوق السّحاب لمن يروح ويغتدي

فَلَذاك أحمدُ من تُمَجّده الدُّن

الا العاملين لسَحق مِلّة أحمد

 

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

كنت قد خبأتُ قلبي في ثيابي – مرام العمري

كنت قد خبأتُ قلبي في ثيابي عندما الراعي تخلّى لم يَصُنّي خفتُ من ذئب تراءى في بلادي أنه الراعي على عٍرضي يغني

%d bloggers like this: