كن للحياة حياة .. لبنى عبيدات

منذ اللحظة الأولى التي تخرج فيها من بيتك وأنت في سباق لم يكتب لك تطاردك اللافتات والإعلانات في الصحف والتلفاز وعلى جانبي الطريق لتخبرك بأنك لست على ما يرام..
وكيف تكون هانئاً وأنت لم تشتري السيارة هذه بعد ولم تسكن في المنتجع الهادئ هذا ولا تحمل هاتف يتعرف عليك من بصمة وجهك
كيف تدعي السعادة وملابسك لا تزينها ماركات عالمية وبينك وبين (البراند) مساحة شاغرة
التسويق قد بلغ في عالمنا هذا أعلى مستوياته وصار يلهب ظهرك بسياط اللوم والتقريع مؤكدا لك أن ما أنت فيه وراض عنه محض أوهام..
فتعود إلى بيتك ليلا وانت شاعر بالهزيمة تنظر إلى جعبة سهامك ودولاب إنجازاتك فتستحقرهما لا لشيء إلا لأنهم أخبروك أنك تستحق أفضل مما أنت فيه تستحق ما يرونه هم مناسبا لك
فطوبى لمن لم يقعوا في الفخ وترفعوا عن خوض سباق زائف وعرفوا جيدا أن مضمار السباق المرسوم لهم خدعة..
طوبى ثانية لمن صنعوا طريقهم الخاص على مهل واختبروا أحلامهم فاختاروا منها ما يعبر عن قدراتهم الحقيقية وطموحهم الخاص ومبتغاهم الحقيقي.
طوبى وألف طوبى لمن فهموا الدرس مبكراً وعرفوا أن جوهر الحياة الحقيقي في أن يكون المرء منا كبيرا في عين نفسه أولا غير قابل للخداع عصي على أن يبيعه المجتمع قيمه الزائفة أو يلعب بمشاعره أهل التسويق ومحتالي الدعاية.
أيام حياتنا لا نملكها..لكن حياة أيامنا نحن من نصنعها..
كن للحياة حياة 
بس بقول..
الصورة مش دعاية 😂😂😂

المزيد من اعمالها

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

عصفور ملون / منيرة شريح

فمهما كان قصده فقد أسعدني وذكرني بذلك الكم الهائل من الأمل

%d bloggers like this: