غيمات في الأفق، تبدو سعيدة بعدما اقتربت،تعانق بعضها من شدة الشوق وتلتحم سويا في حضرة السماء التي ترتدي الأزرق، ثم تتوشح بشال رمادي، ثم تعود لتلبس الأحمر والأصفر؛ لتتهيأ للوداع . تتردد كثيرا في التنسيق،مزيج غريب من الألوان ولكنه
فائق الجمال، يذكرك بالحزن الذي لون قلبك وحدك.
مازلت تهوى الخريف بكل سماته،وألوانه، وبهتانها، وهبات الهواء المحمولة على التراب،ومشاكسات الأوراق وصرير النوافذ والأبواب.وبدايات المطر، والدفء المختلط بالبرد ، وإن مال أكثر للبرد. يذكرك بالبرد الآخر الذي يلفك قبل كانون.
طرق الخريف جميلة ؛ مليئة بالأوراق النحاسية المكتظة.
هل يعقل أنّ كلّ هذه الأوراق استغنت عنها الأشجار وأفلتتها؟؟لماذا تترك جزءا منها وكان يغطيها وآثرت البرد والانكشاف ؟؟
لماذا تنكر الجميل وتتنكر له بعد عشرة طويلة؟؟
أعود للسماء، وأسراب الحمام، وألوان الغمام.
من منا لا يشبه السماء ؟؟في حياته مناطق داكنة ،وأخرى تشع نورا ،وبينهما بين وبين ،أمورا لا نستطيع حسمها ،ساعة هينة وساعة قاسية، وسهلة ثم صعبة، لا هي هنا ولا هناك .هي حقا متعبة تجعلنا نركض خلف الجودي لنعثر على أحلامنا التائهة،ثم إن وجدناها أضعنا فرصا ذهبية في الطريق، أو لقينا المهالك أو تعلق قلبنا بأحلام أخرى
غيمات في الأفق – أمنة فاضل