عراقة المعنى والمبنى في لوحة (عين على القدس) للفنان التشكيلي عماد المقداد – بقلم الناقد الأستاذ عبده الحسين / عماد المقداد

 

لوحة الفنان عماد المقداد

 

 

قال الفنان التشكيلي عماد المقداد كتب الناقد الاستاذ عبده الحسين عن عراقة المعنى والمبنى في لوحة (عين على القدس) فقال :-

أكثر المدن قدماً وعراقة .. أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ..
بكيت حتى ابتلت الدموع ، صليت حتى ذابت الشموع ..
ركعت حتى ملني الركوع ..
يا مدينة البتول .. يا واحة ظليلة مرّ بها الرسول مزينة .
حجارة الشوارع حزينة مآذن الجوامع والمسجد الأقصى دمعة في كل عين ، طعنة في كل صدر ، مصيبة كل حر أبي .
عذرا .. أيا قدس
فما أحرفي تجدي
أيا قدس لا تجزعي سيشرق فجرك فوق الربا ويعلو مداك الرضا سيشرق مهما يطول العدا
واجمل شيء أن تولد عاشقا واجمل عشق لتلك الديار المقدسة ، أن تعشق وطن ..
وأجمل وطن فلسطين ..
لا يسار ولايمين فلسطين هي اليقين ومن الشمال إلى الجنوب
فلسطين في كل القلوب .
فلسطين حب لا ينتهي ، وعشق يهب كالنسيم. .
تتوهج لوحتك ” عين على القدس ” وتبهر لا بد أن تكتشف برؤية ثاقبة مبتكرة للاحتراق الداخلي شوقا إلى مدينة السماء ألا وهي القدس بترابها وقبابها بمساجدها وكنائسها وفصيلة دم أبنائها العرب .

لوحة فريدة متميزة رسمها الفنان العروبي : عماد المقداد
حبيبة العمر قدسنا الشريفة ..
لوحة لا تشبهها أي لوحة رسمت روحا وقلبا وكلمات ولونا وشهقات وزفرات فالرسم شعر صامت ..
لوحة ” عين على القدس ” رُسمت بالمشاعر والأفكار والأشواق تقض مضاجع الكلمات هيبة متلحفة بوجع وتصور مؤلم للقدس .
أقدم المقدادي . بجرأة وشوق
لا تقل عن عملية فدائية يقوم بها الفنان الجسور : عماد دفاعا عن عروبة القدس .
وهاهي ملامح القدس في عينيّ فنان مبدع بنظرة عتاب ولوم وحزن وأسى يحاول أن يخفي ما ينتاب المدينة من جراح وآلام يختزنها في قلبه ووجدانه وضميره ، ومما لابد منه .. سوى الإقدام ومواصلة رسم المدينة ببسالة وبين دمعة توقد دمعة حارقة وتوهج قطرة دم بارقة .

وينقلنا المقدادي الفنان إلى بوح الأمكنة بعبق رائحة ونكهة بعشق روحي لا مثيل من بين المدائن ، ذاكرة لا تمحى من الذاكرة العربية لما للقدس من مكانة في الأفئدة .
واستلهم فناننا القدس قبة الصخرة في لوحته ومن عمق الرؤيا والرقة واستطاع خلق مساحات لونية بواقعية جديدةمن خلال تجربة جديرة بالمتابعة والتحليل تتمحور حول حركة ريشة وألوان ومواضيع معبرة عن رمزية تجديدية مرنة .

.. لقد استطاع الفنان الشاعر أن يعبر عن هواجسه الفكرية في ألوان مناسبة وأسلوب قائمة على لغة اللون فكانت اللوحة سلاحا مقاوما في قوة المعنى والرسالة والرمز ردا على صهيونية تحاول شطب ذاكرتنا
وها هو اللون الأزرق يرتبط بالأماكن المفتوحة والحرية والخيال ويشير إلى حب الحياة تبرز معاني جليلة في الثقة والعمق والولاء والإخلاص والحكمة والاستقرار والذكاء والإيمان .
وهذا اللون نجده في الطبيعة كلون السماء الأزرق الصافي .
إنه اللون الهادئ كما أنه لون يثير الإحساس والحيوية وينهض بالنشاط أيضا ويعبر عن المعاني العميقة المتجذرة في النفوس نحو مدينة القدس وقبة الصخرة كالإخلاص والتضحية والفداء كما يرتبط بالمشاعر الهادئة غالبا ويساعد على التوازن والقدرة على التعبير عن الذات .
رغم أنه لون تقليدي ومحافظ ولون السلام والأمان ليشير بجلاء إلى الموثوقية لإعادة الحق إلى أصحابه .
وعندما تنظر إلى لوحة :
” عين على القدس ” ..
لتحسن الحالة المزاجية وتبعث في نفوسنا الراحة وحب الحياة والتفاؤل بالحاضر والمستقبل كما أنه ينبهنا بالكدمات والانكسارات التي تعرضت لها القدس للتعبير عن الآلام والأحزان .

وتعلو المسجد قبة الصخرة بالأصفر الذهبي الذي يمثل قمة التوهج والإشراق لأنه لون الشمس ومصدر الضوء ، إذ يرمز الأصفر إلى معاني التفكير العميق ليمنحنا هذا اللون الطاقة والنشاط والحيوية والدفء والحماسة والسطوع ..
والمحب للأصفر شخص ديناميكي ودقيق الملاحظة للغاية ومحب للتواصل ..
إنه لون أولي وينتج من خليط لونين هما الأخضر والأحمر ..
وتعتبر القبة أقدم بناء إسلامي بقي مخافظا على شكله وزخرفه وأبرز المعالم المعمارية الإسلامية حيث امتازت بالتناسق والانسجام بين عناصرها ، واعتُبرت آية في جمال الهندسة المعمارية .
وتفتتن العين المطلة من جهة اليمين بالفسيفساء وجمال وحسن تأليفها وألوانها ودقة الصنع ، وجعل من قبة الصخرة
أثرا فريدا في تاريخ الفن .
عين على القدس ..
لوحة الشموخ والعنفوان يسمو بالروح ونبض الحياة .. ورجل يذرع كفيه إلى السماء ..
والأزرق الذي يشمل اللوخة دليل السمو والرفعة والعلو ليزيد من جمالية اللوحة .
وعودتك وحضوركم البهي يلهب مشاعرنا وأحاسيسنا بهذا الفن الملتزم ويترك الأثر الجميل


الناقد التشكيلي وأستاذ اللغة عبده الحسين

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

قراءة لقصيدة الحج لغزة للشاعر ماجد النصيرات – زكية خيرهم

لحج لغزة هذا العام يكفيكَ نصراً إذْ وقفتَ شُجاعا و ركبتَ موتاً للحياةِ شِراعا يكفيكَ نصراً في السمُوِّ مهابةً و بكَ الرجالُ سيقتدونَ تباعا

%d bloggers like this: