عدوّي صديقي .. دلال حداد

عدوّي صديقي عنوانٌ مثيرٌ للجدل يطرح ألف سؤال وسؤال ، وكلمتان متضادّتان تحملان الكثير من التناقض والشّموليّة . لذلك لا بدّ لنا أن نفهم أوّلًا مَن هو الصّديق ومَن العدوّ ، خاصّةً وأنّه يُقال إنّه من السّهل أن تجعل لك عدوًّا ولكن من الصّعب أن تصنع لك صديقًا ؟!

الصّديق هو كلّ شخص يشاركنا الآراء نفسها ويتعامل معنا بمحبّة وتسامح . أمّا العدوّ بمفهومنا فهو ذلك الإنسان الذي إذا ما اتّفق معنا بالرّأي تسابقنا معه على الأذيّة والإدانة ليظهر كلّ واحدٍ منا محقًّا؛ وتتوالى الأحقاد وتتكاثر الثرثرات ويصبح الصّديق عدوًّا لدودًا .

المشكلة الحقيقية هي أننا نضع كل اختلاف مهما كان بسيطًا في خانة العداوة ، بدل أن نجعل التروّي والمحبّة يسيطران على عقولنا وأفكارنا وأعمالنا ونعمل من أجل إيجاد الحلول المناسبة للإختلاف لتقريب وجهات النظر. فلو نظرنا إلى كيفية معالجة الأمر بحكمة وتقبّل لَوَجدنا أن ليس كل خلاف يجب بالضرورة أن يولّد كراهية وحقد وعداوة وانتقام . وبالتّالي ، فإنّ قبولنا للآخر مهما كان مختلفًا عنّا ، واستعمالنا لغة المحبة والصّفح والغفران في حلّ أي نزاع يحوّلان العدوّ إلى صديق مقرّين بذلك أنّه لا يوجد أعداء لنا ، بل جميعنا نواجه عدوًّا مشتركًا هو “الشرّير” الذي يستعملنا كجنود له ويغذّي فينا روح العداوة والانتقام حتى يسود على البشريّة كلّها .

المزيد من اعمالها

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

عصفور ملون / منيرة شريح

فمهما كان قصده فقد أسعدني وذكرني بذلك الكم الهائل من الأمل

%d bloggers like this: