طبع الكلاب .. بقلم الدكتور محمد القصاص

 
طبعُ الكلاب بشجوها وشجونها     *** والبعضُ في كنفِ الكلابِ ربيبُ
إني أرى حمقاءَ لا خيرٌ بهــــــا          *** يُرجى لإسعادِ النفوسِ طبيـــــبُ
ثرثارةٌ في العيش لا يَـهدأ لهـــا       *** بالٌ ولا يُجدي بها تطبيــــــــــبُ
في كل زاوية وركنٍ ريبَــــــــةٌ          *** والظنُّ في بعضِ الأمور مُريـبُ
وإذا تجشأتْ الحديث ملفقــــــــاً      *** زورٌا وبهتانا به تكذيـــــــــــــبُ
بلسانها قُبْحٌ وفي أطرافِــــــــــه ِ       *** سُمُّ زعافٌ قاتلٌ مَكْـــــــــــروبُ
منها الأصالةُ جُرِّدَتْ وحياؤُهـا         *** قد صارَ عُمراً يعتريهِ شُحـــوبُ
أنَّى لها حسنُ الخصالِ وحالهـا        *** تَغشاهُ فلتاتُ الهوى وذُنـــــــوبُ
لا الكُحلُ لا الأَصْباغُ توري بهجَةً       *** وإذا تناءَتْ بعدُها مَرْغـــــــوبُ
يا ويحَ من قاسى المضَاضَةَ والنَّوى *** ومضى بعيشٍ لا يلينُ صعيــبُ
إن ترجُو من ودِّ اللئام وداعَـــةً         *** فالوِدُّ في أطباعِهم محجُـــــوبُ
آليتُ أن أرضى بـــــــإذلال ألا            *** إنِّي بذلك راشدٌ ومُصيــــــــبُ
لم تُبقِ للحُبِّ الجميلِ نظـــــارَةً        *** أبداً وراحتْ للغرامِ تَعيـــــــبُ
يا ليتنا أُبنا لعهدٍ قد مضـــــــى         *** ولسالفِ الأيام حينَ نَــــــؤوبُ
حتى إذا مالتْ بنا سِنَةُ الكــرى        *** ألفيتُ قلباً بالهوانِ صويــــــبُ
إنِّي عتبتُ على زماني مَـــرَّةً           *** والكلُّ يَعلم أنني مغلـــــــــوبُ
أحيا وعهد الله هذا مذهبــــــي        *** بالصِّدقِ يَرْقى جانبي ويثـوبُ
ليت الأماني قد تَحطُّ بخافقـــي      *** وأعيشُ عمراً في الأنامِ غريبُ
أمضي بدربي لا أعيشُ مُكَبَّلاً         *** أبداً ولا يَغْشى العُيون نحيــبُ
أحيا مع الآهاتِ تحلو غيبتــي         *** عن ناظريها والهوانُ يَطيــبُ
 

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

جَحَافِلُ النَّزْوَةِ – الشاعرة خديجة بن عادل

عَلَى أَعْتَابِ ذَاكِرَتِي وَفِي سَبْرَاتِ الشِّتَاءِ لَبِسْتُ عَبَاءَةَ الوَجْدِ وَتَرَاتِيلَ مِنْ قَافِيَتِي انْتَظَرْتُ دِفْءَ شَمْعَةٍ

%d bloggers like this: