صورة عابرة / سامية حمارشه

صورة عابرة رأيتها لإمرأة كنت اعرفها.. لكنه هذا الذي يدعى اللاشعور اخذني بلمحة البصر الى دوامة الزمن القاسي الذي يدعى زورا احيانا بالزمن الجميل ..
لم تكن رؤية الزهور امرا غريبا ….و لكن لم يكن غريبا أن تكون حركا استثنائيا دونا ًََ دون دون ..
حتى الطرقات و الدروب ..لم تكن تتسع للجميع .. فكانت احيانا تضيق او تتسع على حجم سراة الليل او باسطي اجنحتهم بالنهار .. لم تكن الظروف سيان .. و لم يكن المسموحات و الممنوعات على حد سواء .. حتى بالرفقة و الاصحاب . . و مجالس الكبار و الصغار ….و حتى طريقة الكلام .. كانت حكرا و ايضا استثناء ..و اللباس ايضا يتساقط منه لون العناء و التعب و لون القهر في بعض الأحيان.. و من يخرج من جلباب ابيه و يتجاوز ابواب التمرد فلن يفلت من سياط الردع ابتداء من حدود اللسان الى الكف و النهي المباشر او ياخذ شكل الترويض عن بعد ..
صحبة الرؤوس كانت حكرا على الرؤوس .. كنا نعشق الغرباء الافاضل .. اقصد أولئك الذين كانوا يمرون تحت سقف من الخيام المزركشة بريش النعام .. تتهافت الأكف الطويلة الجميلة لتلقي التحية.. بينما تظل الايادي القصيرة تتنقل ما بين لفح الشمس نهارا و لسعة الليل اذا ما جن الظلام ..
رؤيتي للمراة التي كنت اعرفها .. كانت تتحدث بلهجة مدنية..انيقة جميلة تتنقل من وردة الى اخرى بهية ندية بما جناه لها والداها .. فتسابقت الجموع تخطب ودها و ترعى رضاها .. إلا من صبية فقيرة لم تكن قادرة على صعود الجبال .. فبقيت حيث كانت …ثم استفاقت بعد حين لتقول ان التنمر جنحة لا اقول العظماء..و لكنه مصطلح حديث يفسر حالات المجتمع على مر الزمان ..

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

عصفور ملون / منيرة شريح

فمهما كان قصده فقد أسعدني وذكرني بذلك الكم الهائل من الأمل

%d bloggers like this: