ذكريات – جهاد قراعين

ذكريات

ذكريات - جهاد قراعين

بدأ فجري هذا اليوم بشهقة، كادت تطيح بأقداري، مرت سريعا كشريط كاد يفقدني يومي ، وتوقفت على سكة خدي الف دمعة ودمعه ، كأن في داخلي بركان يهتز رغم برودة الجو ، هذه الاهتزازات كانت تعزف على أوتار ضغط عيني وتخزني وخزات إبرة تطريز مهندمة .
دمعي اليوم تغزله مشاعري وأحاسيس جياشة، داريتها وحاولت ان أزرع بستان ورود في مجراها العفوي ، ولكن ذكرياتي التصقت رائحتها بالأماكن ، بأشخاص يعز علي نسيانهم ، كيفما وجهت وجهتي في كل نهاية عام أرقص على أطراف اصابعي هوسا من ذكرى مؤلمة تدق بهاونها على جمجمة رأسي ، دون استئذان من الوقت تدق نواقيس ذكرى قبور تفوح منها رائحة ياسمينة حرة .
فاض حنين الشوق الذي سجنته طوال العام ، لتستيقظ وتفتش عن نقش كرسي فرغ من شاغرة حين دقت أجراس الوداع اللئيمة.
اليوم دون أيام العام الذكريات تمر كسحب اليوم ماطرة ، لكن عبق الذكريات الفرحة يفوح كلما دمعت السماء بنقطة مطر تطفىء شموع الحزن وتشعل قناديل الفرح والسعادة ، فتنتقل ذكرى طفلة تملأ ابتسامتها وبراءتها وقلبها الناصع كالثلج.
نبشت في دهاليز روحي وجدت جدارا كتب عليه اسم أبي وأمي تفوح منه رائحة رائحة مسك ، فامسكني الصمت ،والشوق يعريني من كل صفاء بالروح ، فالفراق تعرية ، لتمتد أصابع الزفرات تبللني ، لو وقفت خلف جدار الصمت لأصابتني ألف مطرقة ، وحرثت في رأسي أثلام الحزن ، تناديني بديجور فجر أحاول حفر حفرة فيه لأزرع زهرة جائعة الى ذكريات الفرح كواحة لتطير وتضم قلوبًا فارقتني ، اليوم انقش حرفي ودموعي سابحةلعلها تطفىء حريقا هائلا شب في قلبي وترمي الرمال البيضاء مع زخات الثلج القادمة على خد ذكرياتي .

جهاد قراعين

عن Abdulrahman AlRimawi

شاهد أيضاً

بين الانطباع والواقع: قراءة آراء الناس بين الانطباع الالكتروني والواقع المجتمعي

بين الانطباع والواقع: قراءة آراء الناس بين الانطباع الالكتروني والواقع المجتمعي  بقلم رنا عياش من خلال عملي لست سنوات في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، تعلمت أن إصدار الأحكام على أي حدث لا يتم من زاوية واحدة، بل من خلال قراءة السياقات المتعددة: المكان، البيئة الاجتماعية، ظروف العمل، الخلفية الثقافية، الهوية، التحصيل العلمي، والاتجاهات السياسية. فالرأي لا يُصنع من الحدث وحده، بل من محيطه الكامل. واراء نسبة كبيرة من الذين نأخذ بهم.

%d مدونون معجبون بهذه: