جموح..بقلم سامية خليفة

كُنْ منّي قريبًا

اكسرْ جموحَكَ

والتحمْ بروحي

الغيمةُ لا تختارُ

سقوطَ الأمطارِ

حيثُما شاءتِ الرياحُ

وإنّما حيثُما يشدُّها

عمقُ الأرضِ

حيث تجذبُها

مفاتنُ الطبيعة

وقلوبُ المتصوفين

غيمتي…هي سر ذاتي

لذلك…أنا أمطرُ حبّاً

رغم أن الواقع يصدم

لذا

سأرحلُ…باكيةً

الناسُ ينزفونَ الدماءَ

أما أنا

فأنزفُ الورودَ الحمراءَ

الناس يبكون الموتى

ليتني أبكي …بكاء كلِّ الثكالى

ليت ملعقتي يكسوها الصدأُ

جموح بعادك صيّرني غيمةً

ويقالُ بأنّي الشّاعرة

كيف أكونُها

وأنا ألتهمُ الحياةَ تخمةً

وغيري يموتُ جوعاً إلى حياةٍ

وغيري يقبضُ على الرّصاصةِ

بقبضة يده

يداري منها طفلهُ

صيّرتَني غيمةً جامحة

تبحثُ عنكََ

في أصقاعِ الدّنيا

منّي يولدُ الصّقيعُ

منّي تغطّي الثلوجُ ركبتي

طفلٍ يتيم وأرملة

وعجوزٍ يلهثُ خلفَ الحياةِ

بعكّازٍ

أنا غيمةٌ جامحةٌ

كفاني أوهاماً

سأرحل إلى هناك

إلى حيثُ لا هو الموتُ…ولا هي الحياةُ

إلى حيث المنفى

سأمتطي الرحيلَ

بجموحِ فرسٍ

سأرتدي الهروبَ

فبيني وبينك حبيبي

تاهتِ المسافةُ

ليتك تقتربُ

تلاصقُ حنيني

ليتكَ تكونُ الرحيل

لأرحلَ إليك

مهما ضاقتْ علينا المسافةُ

كلانا نلْنا من الجموحِ شقاءً

كلانا خسرنا الحبّ جزافا

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

نساء القبيلة 2 - أماني حموي

نساء القبيلة 2 – أماني حموي

نساء القبيلة 2 نعم... انا من يقفل باب القصيده السعيده.. بتنهيده.. وافتح باب الحزن على مصراعيه... ادوس الألم كما يدوسني... ولما لا اثقب السفينة.... هكذا ولدتني امي... ارضعتني من نهد العتب حد التعب.. دوما هناك ثقب ما... لم أكن يوما للبقاء سبب... لم أكن وتد..

%d bloggers like this: