بيت عزاء .. بقلم : حنان القرعان

بيت عزاء ..

يحدث أن يفقد صديق لنا والده أو والدته بالموت فنذهب لنخفف عنه ونقلل من لوعة الفقد لديه ، لكننا بدلا من ذلك نزيد من حزنه تعبا جسديا بعدد ساعاتنا الطوال التي نجلسها معه ، لم توجد بيوت التعزية من أجل اجتماعات عائلية أو اتخاذ قرارات شخصية أو حتى التفكير بنوعية الأكل الذي سيتم اعداده لمساء الغد !!

بيوت العزاء لها ادابها واحترامها ، فحدث الموت بحد ذاته عظيم جدا بعيدا عن المتوفى فكل البشر سواسية .. اما الحدث ذاته فيستحق الوقوف عنده كثيرا والتأمل فيه أكثر وأخذ العبرة منه بكل صدق ..

ومن بعض اداب التعزية التي علينا اتباعها ، أن نقدم التعزية بأسلوب لبق واضح وأن تكون فترة الزيارة قصيرة لفتح المجال للاخرين .. وكذلك أن نحاول قدر الامكان ان لا نصطحب الأطفال معنا فتواجدهم ليس بالمكان المناسب لهم ولا لأهل الميت ..
 أيضا علينا أن نساعد أهل الميت باعداد الطعام لهم لا بمطالبتهم بالأكل وإن لم يفعلوا كأنه تقصير منهم .. فقد قال الرسول الكريم : «اصنعوا لآل جعفر طعامًا، فقد أتاهم ما يشغلهم، -أو: أمر يشغلهم». 
 وعلينا أن نجعل من بيوت التعزية مجالس ذكر ودعاء وقران ، وعلى الدروس الدينية التي تعطى أن تتناسب مع الحالة التي نحن فيها ، فمن غير اللائق التكلم عن أحكام الزواج والفرح والنجاح في بيت عزاء !!

تكثر الاداب التي علينا اتباعها ، لكن ما ندركه جيدا أننا نعاني من فوضى كبيرة في التعبير عن انسانيتنا التي تتمثل بمشاركة الاخر أحزانه ، فمتى ما تخلصنا من الفوضى ستظهر انسانيتنا بأفضل صورها وأجملها .

#حنان_القرعان
الخميس  11/4/2019